بدت مدينة الموصل -ثاني أكبر مدن العراق- اليوم الأحد خالية من السكان المسيحين بالكامل بعد قيام عناصر “تنظيم الدولة الاسلامية” بإخراج جميع المواطنين المسيحيين من المدينة، وتم وضع حواجز إسمنتية على غالبية كنائسها، وحرق بعضها الآخر، وذلك بعد إنتهاء المهلة المحددة لمسيحيي المدينة من تحديد موقفهم.
وقال مراسل وكالة الأناضول خلال دخوله الموصل بمحافظة نينوى شمالي العراق أن “المدينة بأت وكأنها خالية من المسيحيين وذلك بعد انتهاء مهلة تنظيم الدولة الاسلامية لجميع المواطنين المسيحين لتركها أو إعلان الإسلامهم أو دفع الجزية”.
وأضاف أنه “من خلال دخولي إلى المواصل وتجوالي بالقرب من جميع كنائس لاحظت وجود حواجز إسمنتية محاطة بغالبية هذه الكنائس”، وتابع أن “جميع منازل المسيحين المتواجدين بالقرب الكنائس بدأت وكأنها مهجورة ومغلقة أبوابها وذلك بعد تركهم إياها حفاظا على سلامة أرواحهم”.
في الوقت ذاته بدت الحياة طبيعية جدا في المدينة لطائفة المسلمين، حيث كانت الأسواق مفتوحة أبواها وتكتظ بالمواطنين أما المحال التجارية والشوارع فكانت مليئة بالمارة منهم أيضا”.
وكانت “الدولة الإسلامية” في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، قد أمهلت المسيحيين المتواجدين في المدينة مهلة أسبوع انتهى ظهر السبت، لبيان موقفهم من “الدولة”، وذلك في الوثيقة التي أصدرها وألقيت خلال خطب الجمعة في مساجد المدينة.
ووضع التنظيم ثلاث خيارات أمام المسيحيين في الموصل وهي إما مغادرة المدينة، أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو إعلان الإسلام.
وتقول مصادر صحفية عراقية أن عدد المسيحيين في الموصل لا يتجاوز بضع مئات وذلك بعد نزوح الآلاف منهم خلال السنوات العشر الماضية، وازدادت حركة النزوح بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها يونيو الماضي.
وطالبت منظمة “العفو الدولية”على لسان مديرة فرع المنظمة في الشرق الأوسط “سارة ليا ويتسون” تنظيم “الدولة الإسلامية” بوقف “حملاته الشريرة ضد الأقليات في الموصل ومحيطه”مشيرة إلى أن التنظيم “يريد على ما يبدو القضاء على أي اثر للأقليات في المناطق التي يسيطر عليها في العراق”.
وذكر بطريرك الكلدان في العراق لويس ساكو في تصريحات لوكالة فرانس برس أنه و”لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل من المسيحيين”، مضيفا أن “العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل” في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي ويستقبل مئات الآلاف من النازحين.
وقال “ساكو” ان مغادرة المسيحيين لمدينة تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم “داعش” الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها. وأوضح الأخير أن البيان المذكور دعا المسيحيين “صراحة إلى اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أية أمتعة، كما أفتى بأن تخضع منازلهم لملكية الدولة الإسلامية”.
وأشار “ساكو” أيضا إلى أن عناصر التنظيم “كانوا في وقت سابق قد كتبوا على بيوت المسيحيين حرف النون، أي نصارى، كما كانوا قد كتبوا على بيوت الشيعة حرف الراء أي روافض”، الأمر الذي أثبتته الصور الواردة من هناك.
وتعليقاً على إفراغ محافظة الموصل من السكان المسيحيين، كتب المغردون:
هذا ما كتبه مسلموا الموصل ضد ترحيل المسيحية
كلنا مسيحيون pic.twitter.com/PSOej4l1FT
— MarcelleAleid.مارسيل (@marcellealeid) July 19, 2014
الموصل يوم اسود فى تاريخ الانسانية ، داعش تفرض على المسيحيين اما الاسلام او دفع الجزية او ترك البلاد بالملابس فقط pic.twitter.com/dzcdEtJcAK
— Ahmad (@ahmad_khalil) July 19, 2014
القوى المتخلفة التي اقدمت على جريمة تهجير عراقيي الموصل من المسيحيين انما تقدم خدمة مجانية للمالكي على حساب سمعة الدين وثورة العراقيين
— ماجد الجميلي (@Aljumaily70M) July 20, 2014
الموصل خالية من المسيحيين لأول مرة منذ ١٨٠٠ عام ..
وداعش تحرق كنيسة عمرها ١٨٣٦ سنة .. pic.twitter.com/CKme4MuxjK
— Safi (@eng_safi) July 20, 2014
البداية كانت مع مسيحيي الموصل,,, والدور على سنة الموصل,,,
آخر من ستفكر داعش في قتاله هي جماعة بشار والمالكي
حربهم معنا أولا #داعش
— عماد السيد عمر (@emadomar33) July 20, 2014
داعش تهجر المسيحيين من الموصل بعد سلبهم أملاكهم .
مصيبة تتراكم على مصائبنا ، اين هذا من الدين و العقل و المروءة !!#العراق
— Abdulaziz Almahmoud (@Aziz_Almahmoud) July 20, 2014
كيف يكون وداع المسيحيين المهجرين من الموصل؟ أب عراقي يروي. #تهجير_المسيحيين_من_الموصل pic.twitter.com/i9rx55VN5y
— Wajd Bouabdallah (@tounsiahourra) July 20, 2014