قُتل خمسة فلسطينيين على الأقل وجُرح سبعون آخرون عندما أُطلقت عدة صواريخ من دبابات إسرائيلية على مستشفى الأقصى في دير البلح، وسط قطاع غزة.
التفجيرات نُفذت على مدار معظم اليوم، وفقًا لمصادر طبية، كما استمرت حتى المساء.
أحد الشهداء كان مريضًا بالمستشفى، بينما كان مرضى وأطباء وزوار من بين الجرحى الذين أُصيبوا في القصف الذي ترك المستشفى غير قادرة على تلقي أو علاج الحالات الطبية، ما أجبر سيارات الإسعاف على نقل المصابين والمرضى إلى أماكن أخرى.
ومع ذلك، وأثناء نقل عدد من المصابين إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، قصف الإسرائيليون سيارتي إسعاف أخرتين.
طبقًا للدكتور “أشرف القدرة” مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة الفلسطينية، فإن صواريخ القصف أتلفت عدة غرف عمليات فضلاً عن المعدات الرئيسية بالمستشفى بما في ذلك وحدة إنتاج الأوكسجين والذي يُستخدم في مجموعة واسعة من العمليات والإجراءات الطبية، كما قالت مصادر طبية أخرى إن الطابقين الثالث والرابع ومنطقة الاستقبال وكذلك الطابق العلوي، جميعها تعرض لأضرار بالغة، كما أصابت القذائف اللاحقة مرافق الآشعة السينية وأقسام الولادة.
إسرائيل من جانبها تنفي مرارًا استهداف المرافق الطبية، على الرغم من أنها تصر بشكل دائم على استخدام حماس البنية التحتية المدنية لغزة من المنازل والمدارس والمستشفيات لإخفاء الأسلحة.
“مارك ريجيف” المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح للجزيرة: “سيكون لنا الحق في قصف المستشفيات التي نتأكد من أن حماس تخفي بها أسلحة”، وأضاف “ليس عندي شك أن حماس استخدمت ولا زالت تستخدم وستستمر في استخدام المستشفيات لهذا الغرض، نحن لا نستهدف المدنيين، لكن ليست عندي تفاصيل عن هذه الحالة”.
الدكتور “خليل خطاب” كان يعالج مريضًا عندما قُصفت المستشفى لأول مرة، يقول إنه جرى للأسفل ليرى ما يحدث فوجد العديد من زملائه قد أصيبوا بجراح، كان العديد منهم قد أُصيبوا بشكل مباشر أثناء محاولتهم إسعاف المرضى، لكن الآن، المرضى والأطباء والممرضين يرقدون الآن على الأرض جنبًا إلى جنب مع المصابين وجميعهم ينزفون.
تقع مستشفى الأقصى في وسط غزة، وهي المستشفى الوحيدة التي تقدم الخدمات إلى عدد من مخيمات اللاجئين مثل المغازي والنصيرات وبعض القرى والمدن الصغيرة مثل دير البلح وجحر الديك، ويقدر مسئولون في وزارة الصحة عدد من تخدمهم مستشفى الأقصى بـ 350 ألفًا من سكان القطاع.
منذ بداية عملية “الجرف الصامد”، قُتل أكثر من 550 فلسطينيًا معظمهم من المدنيين، بينما جُرح أكثر من 3350، وعلى الطرف الآخر فقد قُتل مدني واحد وأصيب 25 جنديًا إسرائيليًا في القتال.
لقد تأثرت البنية التحتية الطبية لقطاع غزة بشكل بالغ جراء الحرب الحالية، لكن قصف مستشفى الأقصى سيؤدي إلى المزيد من الضغوط على الموارد المحدودة، لقد تم إجلاء المرضى المصابين بجروح خطيرة إلى الطابق الأرضي، ويمكنك الآن رؤية المستشفى مكتظة للغاية طوال الوقت مع حالة من الذعر الهائل بين الموظفين والمرضى.
من ناحية أخرى كثفت منظمات حقوق الإنسان دعواتها لحماية أكبر للمدنيين في غزة.
“هجوم اليوم على مستشفى الأقصى هو الأحدث في سلسلة الهجمات الإسرائيلية التي أصابت المرافق الطبية في غزة والتي تكافح للتعامل مع آلاف الجرحى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 8 يوليو الجاري” بحسب بيان أصدره فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، وتابع البيان “لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لاستهداف المرافق الطبية في أي وقت، قصف المرافق الطبية يؤكد على الحاجة لفتح تحقيق دولي محايد مكلف بواسطة الأمم المتحدة”.
ومن غير الواضح إذا كان المستشفى سيكون قادرًا على العمل في الأيام المقبلة، كانت هناك محاولات جادة لإخلاء جميع المرضى والموظفين إلى أماكن أخرى، لكن هذا لم ينته بشكل كامل.
يقول الدكتور خليل خطاب إنه “من المستحيل على الأطباء أن يستمروا في إجراء عمليات جراحية أو علاج المرضى بينما تقصفهم الدبابات الإسرائيلية طوال الوقت”.
وخلال الأسبوع الماضي، قصف الإسرائيليون مستشفى الوفا، على الرغم من أن نشطاء سلام دوليين أعلنوا أنهم سيقفون كدروعٍ بشرية أمام المبنى.
وبعد القصف، اضطر الأطباء لإجلاء 18 شخصًا إلى مستشفى أخرى، إلا أنه لم يتم الإبلاغ سوى عن إصابات طفيفة فقط.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تم قصف مستشفى غزة الأوروبي وتضررت غرفة العمليات.
هذا النوع من الهجمات جعل الجميع يخشون التواجد في المستشفيات أو بالقرب منها، رغم أنها تُعد من الملاذات الآمنة وقت الحروب في القانون الدولي.
“هل يجب علينا أن ننتظرهم كي يقصفوا جرحانا مرة أخرى؟! إسرائيل تعرف أن هذا مستشفى، لكنهم يقصفونه رغم ذلك” يقول أبو العبد، البالغ من العمر 44 عامًا والقاطن بالقرب من مستشفى الأقصى.
أبو العبد يقول: “الآن إسرائيل ستترك مرضانا للموت، حتى بدون قصفهم”.
المصدر: ميدل إيست آي