اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” بتعمد تحريض مسلمين عاديين على وضع خطط إرهابية مفترضة حتى يتم محاسبتهم لاحقًا على تلك الخطط أمام القضاء الأمريكي قبل أو بعد تنفيذها.
وأشارت المنظمة في تقريرها الذي نشرته أمس – الإثنين – أن الشرطة الفيدرالية حرضت على نحو 75 من هذه العمليات الإرهابية، وأن المحققين السريين دفعوا أموالاً في بعض الحالات، قائلة: “ففي بعض الحالات من الممكن أن يكون مكتب التحقيقات الفيدرالي قد صنع إرهابيين من أشخاص يحترمون القانون”.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي قد أعلن خلال السنوات الماضية تحقيق الكثير من النجاح عقب استخدام هذه التحقيقات السرية في حربه على الإرهاب وغالبًا ما وعد المحققون السريون الأشخاص المستهدفين بإمدادهم بالمتفجرات وإرشادهم إلى وضع خطط متكاملة حتى يتم إلقاء القبض عليهم وهم على وشك تنفيذ تلك العملية.
ورغم أن منظمة هيومن رايتس ووتش تقر بأن مكتب التحقيقات استطاع من خلال استخدام هذه الطريقة إلقاء القبض في كثير من الحالات على متهمين كانوا يخططون فعلاً للقيام بأعمال إرهابية أو تمويلها، فإنها ترى أن “المكتب كان يستهدف في الغالب أشخاصًا لم يكونوا على علاقة بالإرهاب قبل هذه التحقيقات”.
وبدورها أوضحت “أندريا براسو” المتحدثة باسم المنظمة في واشنطن قائلة: “غالبا ما كان يستهدف المحققون أناسًا لمجرد انتمائهم الديني أو لخلفيتهم العرقية، وهو ما يعد انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان”.
وذكرت المنظمة قضية أربعة أشخاص اتهموا بالتخطيط لاعتداءات على كنيس يهودي وقاعدة عسكرية أميركية، حيث رأى قاضي نظر في القضية أن الحكومة “قدمت للمتهمين الفكرة والوسائل ومهدت الطريق” أمام الاعتداء، مضيفًا أن الحكومة “حولت إلى إرهابيين رجالاً سوقيين إلى درجة تثير السخرية”.
وعلقت المنظمة على هذه الحالات قائلة إن الـ “أف بي آي” استهدف في أغلب الأحيان أشخاصًا ضعيفين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية، مستشهدة بحالة رضوان فردوس الذي حكم عليه بالسجن 17 عامًا في سن الـ27، لأنه أراد مهاجمة مقر وزارة الدفاع والكونغرس بطائرات مسيرة محشوة بالمتفجرات، مشيرة إلى أن أحد رجال “أف بي آي” اعترف بأن فردوس يعاني بالتأكيد من مشاكل نفسية، وبأن خطة الهجوم بأكملها تم وضعها بالتعاون مع شرطي.