تسبب انفجار صاروخ بالقرب من المطار الدولي الرئيسي في إسرائيل في إلغاء الرحلات الجوية اليوم للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزمن، حيث يعتقد أن تدمير الطائرة الماليزية جعل شركات الطيران أكثر عصبية من المعتاد؛ مما يجعل الصواريخ التي تطلق من غزة تشكل الآن أكثر تهديد للطيران المدني الإسرائيلي من أي وقت مضى.
ما مدى أهمية مطار “بن غوريون” في إسرائيل؟
مطار بن غوريون هو أحد أكبر المطارات في إسرائيل وأكثرها ازدحامًا وهو ما يعطينا فكرة عن مدى أهميته بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، وسمي المطار تخليدًا لذكرى دافيد بن غوريون، الذي هاجر إلى فلسطين العثمانية في وقت مبكر في القرن 20، وكرس حياته لفكر الصهيونية، وأعلن استقلال البلاد عام 1949، وأصبح أول رئيس وزراء لها.
وبالنسبة للغالبية العظمى من الإسرائيليين فإن بن غوريون يمثل رمزًا وطنيًا، كما أن حوالي 30 في المائة من الإسرائيليين اليهود هم مهاجرون من بلدان أخرى والكثير منهم لديهم أفراد من عائلاتهم في الخارج، ولاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا، لذلك فإن السفر إلى الخارج هو شائع للقاء العائلات ولرجال الأعمال وللسياح، ويعتبر المطار رابط حاسم مع بقية العالم.
في العام الماضي، مر حوالي 14 مليون مسافر عبر مطار بن غوريون في بلاد لا يتجاوز عدد سكانها 8 ملايين، علاوة على ذلك، فإن السياح الأجانب ورجال الأعمال يعتمدون أيضًا على المطار، وإغلاق مطار بن غوريون سيتسبب بسهولة في تحويل الاستثمارات إلى أماكن أخرى.
ما سبب هذه الإلغاءات؟
حظرت الولايات المتحدة الأمريكية، على جميع شركات الطيران التحليق من وإلى مطار “بن غوريون” الدولي في “تل أبيب”، لمدة تصل إلى 24 ساعة، وقال بيان صادر عن مديرية الطيران الاتحادي في “واشنطن”، إنها أصدرت مذكرة إلى شركات الطيران الأمريكية بمنع “التحليق من وإلى مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل لمدة تصل إلى 24 ساعة”.
وأوضح البيان أن “المنع جاء إثر سقوط صاروخ على مقربة ميل واحد من مطار بن غوريون الدولي صباح يوم 22 يوليو”، حيث أضاف البيان أن مديرية الطيران الاتحادي ستتابع تقييم الوضع في المنطقة، وتحديث تعليماتها تبعًا لتطورات الوضع.
ويعتقد أن إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا سيكون عاملاً في تعميق مخاطر التحليق فوق إسرائيل تزامنًا مع الصراع في غزة، حيث تعرضت الطائرة الماليزية للنقد الشديد لتحليقها فوق منطقة نزاع، على الرغم من حقيقة أن الهجمات الصاروخية على الطيران المدني نادرة للغاية، مع العلم أن شركات الطيران الأوروبية ألغت كل رحلاتها إلى إسرائيل.
ما هي المخاطر الحقيقية على المطار؟
تقول إسرائيل إنه تم إطلاق 5 آلاف صاروخ من غزة على إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتشير التقديرات العسكرية أن ترسانة حماس من الصواريخ نضبت إلى النصف، هذه الصواريخ التي تسببت في مقتل اثنين من المدنيين الإسرائيليين، بالرغم من ادعاء إسرائيل نسبة النجاح العالية لنظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”.
ومع ارتفاع مدى الصواريخ التي تطلق من غزة في اتجاه إسرائيل تضع أجزاء من تل أبيب في خطر، فضلاً عن المطار الذي يبعد نحو 15 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من تل أبيب، ومن شأن هجوم ناجح على مطار بن غوريون (واحد من أكثر المطارات المؤمنة بشكل مكثف في العالم) أن يكون ضربة حقيقية لإسرائيل وربما سيثير ردة فعل مدمرة من إسرائيل.
هل حدث هذا من قبل؟
كانت آخر مرة تم فيها تعليق الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب في عام 1991، قبل وخلال حرب الخليج الأولى، عندما ألقى صدام حسين صواريخ سكود باتجاه إسرائيل.
وكانت شركة “العال” الإسرائيلية للطيران (أكبر شركات الطيران في إسرائيل) قد أعلنت أن تقديراتها الأولية لخسائر تراجع حجوزات الطيران خلال الأسابيع الماضية، والمتوقعة خلال الشهرين القادمين، ستبلغ 40 إلى 50 مليون دولار أمريكي، وتأتي هذه الخسائر بسبب إلغاء الآلاف من المسافرين حجوزاتهم من وإلى “إسرائيل” خلال الربع الثالث من العام الجاري، وهو موسم العطلات الصيفية والسياحة في “إسرائيل”.
المصدر: ياهو