ترجع فكره أنفاق غزة لعام 2006- 2007، بعد الغلق المتكرر للمعابر السبعه بين قطاع غزة (5 تحت إدارة إسرائيلية كاملة، 1 تحت إدارة مصرية فلسطينية إسرائيلية، ومعبر رفح تحت إدارة مصرية فلسطينية ورقابة أوروبية )، والحصار المشدد التى تفرضه إسرائيل وتعاونها فيه مصر بغلقها لمعبر رفح، بدأت فكره حفر الأنفاق بين قطاع غزة وإسرائيل كوسيله للتغلب على الأسوار العالية الأسلاك الشائكة تستخدمها المقاومه لتنفيذ عملياتها فى الاراضى الفلسطينيه التى تحتلها إسرائيل، ثم تطور الامرمع حصار غزة وغلق المعابر إلى حفر أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر, حيث تستخدم كوسيله لحصول أهل القطاع على مستلزمات المعيشه فى وقت غلق المعابر.
بعد السيطرة على غزة، بدأت حماس مشروعا لبناء متاهة من المخابئ الخرسانيه تحت الأرض متعددة المداخل والمخارج مرتبطه بأنفاق تحت المناطق السكنية في غزة, هذه المخابئ تحت الأرض تشبه إلى حد ما في مفهوم انفاق الفيت كونغ التى حفرت تحت أدغال فيتنام الجنوبية، لكن بجوده تشطيب اعلى، وجدران واسقف خرسانيه ومزوده بالكهرباء وغيرها من المرافق (المياه والاتصالات) اللازمة للمكوث مدد طويلة
صيانة الأنفاق بسيطة إلى حد ما – تقريبا لا شيء ما لم تكن هناك مياه جوفية تحتاج إلى تفريغ. بدون تبطين النفق بجدران واسقف خرسانية سوف يتدهورالنفق تدريجيا ويحتاج إلى إعاده حفر (لأن طبيعة التربة فى غزة لينة وسهلة، مع كمية قليلة جدا من الصخور)
الفرق بين انفاق المقاومه(غزة – إسرائيل) وانفاق التهريب (غزة – مصر) هي أن أنفاق التهريب عموما أكبر وأفضل تجهيزا لتساعد على الاستخدام المستمر ونقل معدات ضخمه وسيارات، في حين أن أنفاق المقاومه مصممة ليتم استخدامها في معظمها مرة واحدة أو مرتين فقط فتكون واسعة بما يمكن لرجل مسلح أن يمشي من خلالها.
تبدو الأنفاق بين قطاع غزة وإسرائيل كخيار جيد جدا للمقاومة حيث إنها:
-
بعيده عن التأثير المباشر للقصف الجوي الإسرائيلي للقطاع، حيث تقوم المقاومة بحفر الأنفاق على أعماق كبيرة تصل إلى 20- 30 متر تحت الأرض.
-
بعيدة عن الجدران العازلة والأسلاك الشائكة المكهربة وكاميرات المراقبة التي تشيدها إسرائيل على الحدود.
-
تدميرها يتطلب تدخل بري في الجانب الفلسطيني، وهو الأمر الذي يعد مخاطرة كبيرة، حيث إن فتحاتها مجهولة في الجانب الإسرائيلي، وتقوم المقاومة بإخفاء فتحات الأنفاق في المباني، وحماية هذه المباني بتجهيز قنابل يمكن تفجيرها عن بعد في حالة كشف المدخل.
“تحت قطاع غزة تكمن غزة أخرى تحت الأرض، وهي شبكة الأنفاق الهجومية التي كانت مخبأة بشكل كامل تقريبًا على السطح وتفصيلاً مثل متاهة” – المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر -.
ما هي أبرز العمليات التي قامت بها المقاومة الفلسطينية عبر الأنفاق؟
- القبض على الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006: حيث تسلل أفراد المقاومة إلى داخل إسرائيل عبر نفق؛ مما أسفر عن مقتل جنديين وجرح جندى وأسر جلعاد، وأُطلق سراح شاليط في عام 2011 في عملية تبادل للأسرى التي حررت أكثر من 1000 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
-
عمليه صوفا: حيث تمكن أفراد من كتائب الشهيد عز الدين القسام من التسلل عبر نفق أرضي لمستوطنة “أشكول” جنوب قطاع غزة وتنفيذها لعملية في المستوطنة قبل أن تنسحب المجموعة المنفذة بسلام وكانت أهداف عملية صوفا كالآتي:
-
استطلاع أماكن تمركز قوات العدو البرية في تلك المنطقة، وقوامها وعددها كجزء من عملية الاستعداد للحرب البرية.
-
نسف وتخريب إحدى المنظومات الاستخبارية التي قام العدو مؤخرًا بوضعها لرصد محيط منطقة الخط الفاصل.
كيف تقوم اسرائيل بتدمير انفاق المقاومه؟
الكشف عن نفق المقاومة يتطلب إما معرفه مداخل النفق أو التنقيب عن المداخل بـاستخدام المجسات الصوتية، وأجهزة كشف الزلازل أو الرادارات، بيد أن الكشف عن مدخل النفق لا يضمن معرفة المسار الدقيق للنفق من داخل الأراضي الفلسطينية حتى الحدود.
ولإخفاء العمل في حفر الأنفاق من المخابرات الإسرائيلية، يتم حفر مداخل الأنفاق في الطوابق السفلية من المنازل والمساجد والمدارس وغيرها من المباني العامة، وحفر الأنفاق هي عملية يدوية شاقة وطويلة حيث يستغرق حفر نفق واحد عدة أشهر، ولا تستخدم المعدات في الحفر لأنها تسبب ضوضاء قد تنبه جواسيس إسرائيل داخل القطاع لعمليه حفر النفق، ويتم استخدام حيل مختلفة لإزالة مخلفات الحفر من موقع النفق.
حتى الآن لم يتم تطوير تكنولوجيا يمكن الاعتماد عليها تغطي مسافات واسعة وتستطيع كشف الأنفاق التي تقع على أعماق كبيرة تحت الأرض، حيث تقوم حماس بحفر الأنفاق على عمق 20 متر تحت الأرض وبالتالي يستحيل كشفها، مما يتحتم على الإسرائيليين إما أن يبحثوا عن الأنفاق من بيت لبيت أو يحصلوا على معلومات استخباراتيه ذات دقة عالية عن مداخل النفق ومساراته من داخل غزة.
تدمير النفق هي عملية طويلة ومعقدة إلى حد ما، حيث لا يكفى تدمير مدخل النفق فقط لأن ذلك يترك باقي النفق بدون تدمير، حيث يسهل على حماس إعادة حفره وتشغيلها، فلتدمير النفق لابد من الحصول على خريطة دقيقة لكل مداخل النفق ومساراته.
كيف تقوم السلطات المصريه بتدمير أنفاق التهريب؟
- الغمر بالماء.
- بالتفجير.
- توجد خطه لبناء حاجز حديدى ضد التفجير تحت الارض لمسافه 20 متر على طول الحدود بين مصر وغزة.
.معلومات سريعه عن الانفاق بين مصر وغزة:
-
يومية العامل في حفر الأنفاق مابين 100 إلى 120 شيكل.
-
التكلفة الكلية لحفر نفق واحد تصل إلى 80 ألف دولار.
-
160 فلسطيني ماتوا في حفر الأنفاق خلال عام 2011 فقط.
-
10 إلى 15% من ميزانية حماس هو دخل متحصل عبر الضرائب التي تفرضها على تجاره الأنفاق.
-
يصل متوسط طول النفق مابين 700 متر إلى 1500 متر.
-
13 ألف سيارة تم تهريبها عبر الأنفاق خلال عام 2011.
-
تهريب سيارة واحدة عبر الأنفاق يتكلف 500 دولار.
-
تمثل الأنفاق مصدر دخل مباشر ل 70 ألف مواطن في غزة.
-
تقدر عدد الأنفاق بين مصر وغزة مابين 350 ل 400 نفق لهم 1200 مدخل فى الجانب الفلسطيني.
-
يصل إجمالى الدخل السنوي للتجارة عبر الأنفاق إلى مليار ونصف المليار دولار.
-
الدخل اليومي للنفق قد يصل إلى 170 ألف دولار.
-
تصل تكلفة الشخص ذهابًا وإيابًا إلى ما بين 200 و400 دولار.
هل كانت هناك أي خطط بديلة للقضاء على تجارة التهريب عبر الأنفاق وتحويلها لتجارة رسمية بين مصر وقطاع غزة؟
شهد شهر أبريل 2012 توقيع رئيس الغرفة التجارية في قطاع غزة محمود اليازجي، اتفاقية مع رئيس غرفة تجارة شمال سيناء عبدالله بدوي، لإنشاء منطقة تجارة حرة على مساحة نحو مليون متر مربع منها نحو 200 ألف متر في الجانب الفلسطيني من مدينة رفح ونحو 800 ألف متر في الجانب المصري، إلا أن الاتفاقية بقيت حبرًا على ورق حتى الآن، نظرًا لاشتراط مصر إنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين غزة والضفة الغربية.
من المصادر:
https://www.youtube.com/watch?v=4BkumaF41x4
https://www.youtube.com/watch?v=Tfxq3qB05rQ