تضاربت تصريحات المحسوبين على حزب البعث العراقي المنحل ما بين رسالة صوتية منسوبة لعزة الدوري، نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، يشيد فيها بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، ورسائل أخرى صادرة عن الحزب تستنكر قيام التنظيم بفرض الجزية على مسيحيي الموصل وطردهم.
وقال الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية الذي يقوده “عزة الدوري” في تصريح نشرته مواقع على صلة بحزب البعث العراقي المنحل حول “جريمة التهجير القسري للعراقيين”: “إن جيش الطريقة النقشبندية يعتبر أن استهداف أي مكون من مكونات شعبنا وتهجيره القسري لتفريغ العراق من مكوناته الأساسية وتغيير الخارطة السياسية والديمغرافية للعراق وللمنطقة، وراءه أجندات خارجية ينفذها أعداء العراق على أيدي مليشيات الحكومة الطائفية العميلة”.
وأكد الدوري رفض “جيش الطريقة النقشبندية” لكل أنواع التهجير القسري للعراقيين وتفريغ العراق من مكوناته الأساسية وتغيير خارطة العراق والمنطقة السياسية والديمغرافية، مضيفًا أن “الجيش هو امتداد للجيش العراقي الوطني السابق ومنتسبيه من جميع أطياف الشعب العراقي ومكوناته، ففيه السني والشيعي، وفيه العربي والكردي والتركماني، وفيه المسيحي والأيزيدي والصابئي الذين يريدون تحرير العراق وتخليصه من التبعية”.
ومن جهة أخرى، هاجم حزب البعث تنظيم “داعش”، معلنًا أنه “سيقاوم القوة التكفيرية الإرهابية المدسوسة”، مشيرًا إلى أن ما يجري مدبر من قبل من “فاجأتھم ثورة الشعب المباركة التي انطلقت شراراتھا من محافظة الأنبار ثم نينوى وصلاح الدين وديالى وصولاً إلى حدود بغداد الحبيبة بل وبدأت تلتقط اشاراتھا في محافظات الجنوب”.
ونقلت مواقع محسوبة على حزب البعث، أن الممثل الرسمي لحزب البعث، خضير المرشدي، قال: “ما جرى في محافظة نينوى ضد المسيحيين العراقيين من قبل مجموعات مسلحة تتحمل مسئوليته إيران وأمريكا وحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، كما يتحملون مسئولية خلق بيئة مناسبة لنمو الإرهاب”، متعهدًا بوقوف البعث بوجه قوى الشر والطائفية والإرهاب، وحماية العراقيين وممارساتهم الدينية دون تفرقة أو تهاون.
وشهدت العراق في الأسابيع الماضية حراكًا ثوريًا مسلحًا تشارك فيه مجموعات وتنظيمات مسلحة كثيرة، كانت داعش أبرزها وأكثرها ظهورًا إعلاميًا، في حين شارك فيها الجيش النقشبندي الذي مثله عزة الدوري، وكذلك مسلحوا العشائر السنية الذين يعتبرون أكثر المتضررين من حكم رئيس الوزراء نوري المالكي المتهم بإقامة نظام طائفي وتسهيل تحرك ميليشيات الموت الشيعية.
وبينما يستمر المد المسلح القادم من شمال العراق، تشهد العاصمة بغداد حراكًا سياسيًا معقدًا، يتمثل في ضرورة اختيار رئيس جديد للجمهورية من بين الأكراد، واختيار رئيس وزراء جديد من قبل الشيعة، على غرار رئيس البرلمان، سليم الجبوري، الذي تم انتخابه مؤخرًا من بين البرلمانيين السنة.