زار وزير الخارجة الأمريكية جون كيري مخيم الزعتري للاجئين السوريين المترامي الأطراف، والذي تجاوز عددهم الـ 115 ألف لاجئ بعد أن فرّوا من الاشتباكات الدائرة هناك، إضافة إلى سماعه شكاوي منهم أن العالم نسيهم، وشاهد كذلك عرضاًَ أوليّاً عن الحرب الدائرة هناك.
كيري الذي التقى بستة من اللاجئين الذي أبدوا غضباً أثناء سؤالهم له عن سبب عدم انشاء القوى العالمية العالم منطقة حظر جوي أو منطقة عازلة داخل سوريا حتى الآن “هم غاضبون ومحبطون من هذا العالم . ولو كنت مكانهم لطلبت من المساعدة من أي مكان ” .. هكذا فسّر كيري مطالب اللاجئين .
مخيم الزعتري للاجئيين السوريين والذي يمتد على مساحة قدرها ٨ أميال هو عبارة عن مدينة من الخيام انتشرت في عرض الصحراء أصبحت مؤخراً خامس أكبر مدينة في الاردن من حيث عدد السكان، وأكبر مدينة من حيث عدد الأطفال والنساء حيث بلغ عدد الأطفال فيه قرابة الـ ٦٠ ألف طفل، معظمهم جاء من على الجانب الآخر المحاذي للحدود.
إحدى السوريات اللاجئات التي قابلن كيري سألته: ” ما الذي تنتظره؟ نأمل أن لا تعود الى الولايات المتحدة دون أن تجد حلاً للأزمة،على الأقل أن تفرض من منطقة حظر جوي! ” ثم أضافت
” الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى ، تستطيع تغيير المعادلة في سوريا خلال ٣٠ دقيقة بعد عودتك الى واشنطن ” .
من جهة أخرى، أكثر من ١٠٠ ألف شخص قتلوا خلال الثورة التي أخذت مؤخراً منحنى الحرب دون أي مؤشر لنهاية للأزمة في الأفق، قوات الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم قوي من ايران ومقاتلي حزب الله اللبناني ما زالت لديها اليد الأقوى في البلاد ، أمريكا و ورسيا مؤخراً خططتا لعقد مؤتمر للسلام ثم تم تأجيله مؤخراً بعد أن تحولت سياسة أمريكا تجاه إرسال أسلحة الى الثوار السوريين.
بداية أخذ كيري جولة استطلاعية فوق الزعتري مستقلاً طائرة هيليكوبتر قبل أن يدخل المخيم بسيارته ضمن حراسة أمنيّة مشددة ، ثم التقى بعض اللاجئين المنتقين بعناية من قبل موظفي المخيم الذين كانوا مؤدبين الا أنهم مصرّين على أن الجميع – بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية – لا تقوم بما يكفي تجاه القضية السورية.
كيري أخبر الوفد المرافق: “هناك الكثير من الخيارات المختلفة المأخوذة بعين الاعتبار، أتمنى أن الموضوع بهذه البساطة “
من جهة ثانية ، استبعد الرئيس الأمريكي أي تدخل عسكري أمريكي في سوريا، إلى جانب إضافة من وزير الخارجية جون كيري الى أن أي مناشدة في سبيل التدخل العسكري لن تكون سوى عبثاً، وصرّح كيري: “كما تعلمون، لقد خضنا حربين خلال الـ ١٢ سنة الماضية، نحن نسعى للمساعدة بطرق متعددة، إضافة إلى سعينا تزويد قوات المعارضة بالسلاح “، وأضاف: “نحن نفعل أشياء جديدة، هناك إعادة نظر في موضوع المناطق العازلة وأشياء أخرى، ولكن هذه الأمور ليست بالبساطة التي تبدو ” .. ولم يخف كيري خيبة أمله من المعارضة السياسة التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تعصف بها التناحرات السياسية – على حدّ وصفه – حيث قال: “إنه لمن المؤسف والمحزن جداً أن المعارضة ليست متفقة حتى الآن ” وأضاف : ” الناس تذبح والنساء تغتصب، الجميع ينظر الى ما تقوم به المعارضة وينسى جرائم الأسد “
كيليان كلاينشميت مدير المخيم أخبر كيري أن اللاجئين ألقوا الحجارة على مسؤولي الامم المتحدة في مظاهرة احتجاجاً على عدم التدخل العسكري في سوريا، عوضاً على عدم الاهتمام السياسي والدبلوماسي الدولى تجاه الحرب وضحاياها ، ثم أضاف كيليان لكيري: ” أنت مسؤول الأعذار عن المجتمع الدولي “
كلاينشميت ، وهو ألماني يمثل المفوضية الأمريكية العليا لشؤون اللاجئين قال أن أحد اللاجئين أخبره : “نحن غير معجبون بـ ١ او ٢ مليون دولار التي تنفقونها علينا يومياً ”
مخيم الزعتري الذي مضى عام كامل على إنشائه،أصبح نقطة خلاف في الأردن بسبب الهجرة الضخمة اليه مما يفرض عليه زيادة في مصروف المياه والكهرباء .
وأضاف كلاينشميت لكيري كيف أن الخيم تستبدل شيئاً فشيئاً الى مسكان دائمة وكيف تتم مساعدة اللاجئين لما قد يكون فترة بقاء طويلة .
هذا لم يكن ما يوّد وزير الخارجية الاردنية ناصر جودة سماعه والذي كان يجلس بجانب كيري في مقطورة صغيرة بالمخيم ، فردّ قائلاً : ” عندما تم إنشاء المخيم ، كنا نتطلع الى اليوم الذي بامكاننا اغلاقه ” .. ثم أضاف : ” انه مؤقت “.