نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا للأكاديمي دوجلاس فيث، والمؤيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي، قال فيه إن الولايات المتحدة وغيرها من الدول، بقرارها وقف رحلات الطيران إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإنها تكون قد حققت الهدف الذي تريده حماس تحديدا: عزل إسرائيل عن العالم. وهو ما حدث بالفعل لمدة 36 ساعة.
كتب فيث يقول إن هناك العديد من العلامات المميزة للحرب على غزة هذه المرة، لكن العلامة الأخطر التي ستميز هذه الحرب هو حظر الطيران الذي فرضته الولايات المتحدة على إسرائيل، والذي وصل إلى ستة وثلاثين ساعة عن كل مطارات إسرائيل الرئيسية.
وتساءل الكاتب الأمريكي، كيف يمكن أن تستفيد الولايات المتحدة من حظر الطيران ذلك؟ “كيف يمكن أن نستفيد من عزل حلفائنا ومكافأة أعدائنا؟”
وكانت إدارة الطيران الاتحادية (FAA) قد قررت حظر الطيران عن كل أراضي فلسطين المحتلة بعد أن وصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى مبان بالقرب من مطار بن غوريون مخترقة دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية، وكانت تلك علامة شديدة الوضوح على أن العالم يأخذ صواريخ المقاومة على محمل الجد.
وقال الكاتب أن إدارة الطيران الأمريكية ما كانت لتأخذ ذلك الموقف بدون قرار سياسي مباشر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قد يكون رأى مع مستشاريه أن حظر الطيران قد يخدم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة في التواصل مع حركة حماس ومع الاحتلال الإسرائيلي.
وتوقع الكاتب أن تكون الولايات المتحدة أرادت أن ترسل رسالة إلى تل أبيب أن الأسوأ قادم إذا استمرت في حربها ضد المدنيين في غزة ورفض كل محاولات التهدئة، وقال الكاتب إن هذا الضغط كان ليؤتي أكله لو كانت الإدارة الأمريكية ترى الحرب مسؤولية إسرائيل، لكن أوباما لا يرى ذلك، ويؤمن بحق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها.
وألقى الكاتب المؤيد لإسرائيل باللوم على الولايات المتحدة، التي قال إن حظرها للطيران سيؤدي إلى رفع أسهم حماس سياسيا، في مقابل الضغط على إسرائيل . وقال الكاتب “الرسالة التي تصل من الحظر أن الصواريخ شديدة الخطورة، وأنه كلما ازدادت قدرة حماس الصاروخية، كلما كانت قادرة على عزل إسرائيل أكثر، وهذا يشجع أعداء إسرائيل أكثر على الاستمرار في هذا الاتجاه، فأعداء إسرائيل خارج الشرق الأوسط قد يزدادون حماسة في مطالب المقاطعة وسحب الاستثمارات وقطع حركة المواطنين والبضائع عن إسرائيل، إن الحظر يعطي حماس مبررا لإطلاق الصواريخ، فالاتحاد الأوروبي فرض حظرا مماثلا بشكل فوري.”
وتابع الكاتب في خلط بين حركة حماس والتنظميات الإرهابية خارج فلسطين المحتلة قائلا “الحظر سيشجع الهجمات في المستقبل، ليست فقط ضد مطار بن غوريون، لكن ضد مطارات القاهرة وعمّان واسطنبول وجاكرتا، الإرهابيون يتعلمون من بعضهم البعض، وإذا أمكن لحماس أن تطلق النار على محيط مطار وأن تحظر الطيران، فإن الجميع سيفعل ذلك، إن الحظر مكافأة كبيرة على جهد صغير”
وردد الكاتب الادعاءات الإسرائيلية عن استخدام المقاومة الفلسطينية للمستشفيات أو لمدارس الأمم المتحدة كملاجئ ومخازن للأسلحة، كما كرر أيضا الادعاءات المصرية بأن قادة حماس يعيشون بأمان ويستغلون معاناة الفلسطينيين، وهو الأمر الذي تردده وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للنظام العسكري الحاكم.
ومثل النظام العسكري الحاكم في مصر، قال الكاتب إن على الفلسطينين أن يثوروا للتخلص من حكم حماس، للتخلص من الأزمات التي تسببها لهم إسرائيل، وكرر دعوته للأمريكيين أن يجتهدوا في تغيير الساسة الفلسطينيين، و”تثوير السياسة الفلسطينية” لا الضغط على إسرائيل لتغلق مطار بن غوريون!
المصدر: فورين بوليسي