نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً لاثنين من كتابها المؤيدين لدولة الاحتلال الإسرائيلي يصفان الأداء الذي يقاتل به جنود كتائب عز الدين القسام بأنه “الأكثر احترافية وخطورة” من أي وقت مضى.
تقول الصحيفة إنه على الرغم من أن تطور أداء الجيوش يُقاس بالعقود والسنين الطويلة، إلا أن تطور أداء كتائب القسام والحركات الجهادية يمكن ملاحظته على مدار سنوات قليلة وبشكل كبير للغاية، ففي الفترة التي تبعت 11 سبتمبر، وهي ذاتها فترة الانتفاضة الثانية، كان الجهاديون في العالم كله أقل خبرة، وكان الجنود النظاميون يحتاجونهم فقط أن يخرجوا ليطلقوا صاروخًا أو دفقة من رصاصات الرشاشات ليعرفوا أماكنهم ويتعاملوا معهم بشكل حاسم، لكن الأمر لم يعد كذلك.
تقول الصحيفة إن الجنود الإسلاميين أصبحوا جنودًا مهرة، الأمر ظهر سابقًا في حرب لبنان، ويتكرر مرة أخرى في حرب غزة.
تقول الصحيفة إن المراقبين يعترفون بأن مشاة حزب الله هم من أكثر الجنود المشاة مهارة على الكوكب! وحماس كذلك تطورت بشدة بين 2008 أثناء عملية الرصاص المصبوب (أطلقت عليها المقاومة اسم معركة الفرقان)، فسابقًا كانت المقاومة تكشف عن نفسها بشكل أسرع، أما الآن فهي تنتظر جنود الاحتلال ليمروا من خلال كمائنهم، تمامًا كما كان يفعل حزب الله وحتى كما تفعل داعش في العراق وسوريا، كما أثبتت تقارير عدة تطور قدراتهم النوعية فضلاً عن الصاروخية.
وقالت الصحيفة إن مقاتلي حماس مسلحون جيدًا، ومدربون بشكل ممتاز.
وترجع الصحيفة ذلك إلى المقاتلين الأجانب الذين انتشروا في المنطقة، خاصة المستشارين الإيرانيين والمقاتلين المحترفين الذين جاؤوا إلى مناطق الصراع في سوريا والعراق من دول مثل الشيشان أو البوسنة، وأكدت الصحيفة أنه بدلاً من العمليات الفدائية التي كان ينفذها شخص واحد، هناك الآن وحدات للقتال وتدريبات متفوقة على أسلحة نوعية كما يتدرب المقاومون على التكتيكات المختلفة للحرب بشكل جيد للغاية.
ومن ناحية أخرى، فإن تلك الحرب وما شابهها تعمل كساحة تدريب من الدرجة الأولى، فهي تسمح لهم بصياغة القادة وتطوير التكتيكات وممارسة التدريب بشكل عملي والمناورة في المناطق الحضرية، وهذا أيضًا ينطبق بشكل كامل على الساحة السورية وعلى جنود حزب الله وداعش على حد سواء، بل إن صراع داعش وحزب الله في سوريا بدلاً من أن يضعف الفريقين فإنه يقويهما من حيث الأسباب التي ذُكرت.
وحذرت الصحيفة قائلة “ما نراه في غزة وسوريا والعراق هو بمثابة تحذير لأي شخص يدعو لعودة الجنود الأمريكيين للمنطقة، البحرية الأمريكية ما زالت تمثل المعيار العالمي للقوة العسكرية، لكن ميزتها النسبية تتضاءل في تلك المناطق، كما تتحول المجموعات المسلحة إلى جيوش احترافية مع عقيدة ومهارات تكتيكية، وهذا سيؤدي إلى مستوى جديد من الخسائر، يعلمه الإسرائيليون الآن!
المصدر: واشنطن بوست