سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ “داعش” على أكبر سد في العراق وعلى حقل نفطي وثلاث بلدات أخرى البارحة الأحد، في أكبر مواجهات مع تنظيم البشمركة الكردي والتي خسرها هذا الأخير.
وتعني سيطرة داعش على سد الموصل إمكانيتها إغراق مدن عراقية رئيسية، أو منع المياه عن المزارع والقرى التي قد لا تخضع لشروط التنظيم.
كما سيطر تنظيم داعش على ثلاث بلدات إضافة إلى حقل “عين زالة” النفطي ليضيفه إلى أربعة حقول تقع تحت سيطرته بالفعل وتوفر له التمويل اللازم لعملياته.
وكان التنظيم قد سيطر على مدينة “سنجار” من محافظة نينوى، ذات الغالبية الكردية الزيدية؛ الأمر الذي أدى لنزوح عشرات الآلاف منهم خوفًا على أنفسهم إلى محافظة أربيل شمال العراق.
واليزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، وأرمينيا.
وتعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية.
ودعا تحسين سعيد بك، أمير الإيزيدية في العراق، المجتمع الدولي إلى إغاثة الإيزيديين في قضاء سنجار بالموصل شمالي العراق، والذي بسط تنظيم داعش سيطرته عليه، وأضاف في بيان أن “أبناء هذه الديانة أناس مسالمون يعترفون بكل المبادئ والقيم الإنسانية ويحترمون كافة الأديان، ولم يكونوا يومًا أعداءً لأحد، وكان لهم بالأمس القريب وقفة إنسانية كبيرة مع إخوانهم أهالي الموصل وتلعفر، واليوم هم بأمس الحاجة إلى مساعدة إخوانهم”.
بدوره، طالب النائب الإيزيدي محما خليل، المجتمع الدولي إلى “التدخل العاجل لمنع إبادة المكون الإيزيدي على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في منطقة سنجار بمحافظة نينوى شمالي العراق”.
في الوقت ذاته قررت عدد من شركات الطيران الأجنبية، ومن بينها الخطوط الجوية الألمانية “لوفتهانزا”، وشركة الطيران الفرنسية “إير فرانس”، وكذلك الخطوط الجوية الملكية الهولندية “كي إل إم”، وشركة طيران الاتحاد الإماراتية، فضلاً عن شركة الخطوط الجوية النمساوية، منذ يومين، عدم استخدام الأجواء العراقية بالكامل، ومنها مطاري أربيل والسليمانية في إقليم شمال العراق (كردستان)، إلا بعد إجراء إعادة تقييم للأوضاع الأمنية.
وجاء هذا القرار بعد سيطرة مقاتلي داعش على مناطق شاسعة في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى، فيما تدور اشتباكات متقطعة في مناطق جنوب العاصمة بغداد مع مسلحي التنظيم.
وقال رئيس سلطة الطيران المدني العراقي، الطيار ناصر حسين، إن شركات طيران عالمية عادت إلى تسيير رحلاتها للعراق، بعد توقف دام أكثر من يومين، مشيرًا إلى أن الأجواء العراقية مؤمنة ولا مبرر لوجود أية مخاوف أمنية.
وذكر المستشار الإعلامي لوزارة النقل، كريم النوري، أن الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الملكية الأردنية، أبلغتا سلطة الطيران المدني العراقية وبشكل رسمي استئناف تسيير رحلاتهم للأجواء العراقية، اعتبارًا من البارحة الأحد، بعد توقف دام أكثر من يومين، بسبب إعادة التقييم الأمني للأجواء العراقية، وسط مخاوف من تعرض الطائرات إلى الاستهداف المباشر من قبل تنظيم داعش، وذلك بعد أن سيطر على أسلحة ومعدات متطورة تعود للجيش العراقي.
كما أكد الناطق الرسمي باسم مكتب القائد العام، الفريق قاسم عطا، خلال مؤتمر صحفي أن مطار بغداد الدولي مؤمن بشكل كامل من قبل القوات العراقية، نافيًا في الوقت ذاته تعرض مطار بغداد، إلى أي اعتداء خلال الأشهر الستة الماضية.
وحذر خبراء اقتصاديون من مغبة قرار تعليق شركات الطيران العالمية، رحلاتها إلى العراق، وذلك بسبب تأثيراته المباشرة على الحركة الاقتصادية في السوق العراقية، وخاصة أن معظم طرق النقل البري، باتت مقطوعة بسبب العمليات الأمنية الجارية في شمال وغرب العراق.
يذكر أن العديد من شركات الطيران العالمية كانت قد أعلنت أنها بصدد إعادة النظر في مسارات رحلاتها الجوية، وذلك عقب إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية، فوق أوكرانيا الشهر الماضي.