شاركت 40 قناة تلفزيونية، وأكثر من 40 إذاعة محلية تركية في بث مباشر ومشترك امتد حتى فجر اليوم – الخميس – وذلك في إطار حملة لجمع التبرعات أطلقتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) دعمًا للشعب الفلسطيني في غزة.
وبلغت قيمة التبرعات النقدية التي نجحت الحملة في جمعها أكثر من 12 مليون ليرة تركية (حوالي 5.55 مليون دولار)، وذلك بفضل مشاركة نقابيين وسياسيين وصحفيين وشخصيات عامة ورجال أعمال في إدارة وتنظيم الحملة، وذلك بالإضافة إلى حضور والد الشاب “فرقان دوغان” الذي استشهد في حملة سفينة مرمرة الزرقاء (مافي مرمرة) لكسر الحصار عن القطاع عام 2010.
وأعلن رئيس الهيئة التركية “بولند يلدرم” عن عزم المنظمة على القيام بمسيرة بالسيارات اليوم الخميس، في إسطنبول بشقيها الأوروبي والأسيوي، في إطار فعاليات الدعوة إلى التضامن مع غزة، مؤكدًا أن غدًا الجمعة سيشهد أداء صلاة الغائب على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضح يلدرم، خلال كلمته، أن “التضامن مع غزة يقرب المسلمين من التضامن مع باقي أصقاع العالم الإسلامي، الذي يشهد مآسٍ مماثلة، وعلى رأسها تركستان الشرقية (إقليم شنجيانغ ذو الحكم الذاتي في الصين)، الذي شهدت مقتل الآلاف من المسلمين من أتراك الأويغور”.
وتقدم هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH، خدماتها في 120 دولة حول العالم، وتركز على المناطق والدول التي تعاني من كوارث طبيعية، ولا يتوفر فيها الاستقرار، كما افتتح مقرها في قطاع غزة منذ عام 2009، بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 27 ديسمبر/ كانون أول من العام 2008، وشاع صيتها عربيًا بعد ما عرف بمجزرة أسطول الحرية في أواخر مايو 2010، عندما قام جنود إسرائيليون باستهداف “سفينة مرمرة” للمساعدات الإنسانية التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة المحاصر.
وقد تعرضت الهيئة في شهر يناير 2014 لهجمة شرسة من قبل وسائل إعلامية تركية محسوبة على المعارضة وعلى جماعة فتح الله كولن بحجة تعاونها مع “الإرهابيين” في سوريا، وذلك بالتزامن مع تصريح لوزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عبر الإذاعة العبرية قال فيها: “إن منظمة الإغاثة التركية (IHH) تشكل تهديدًا لمصالح إسرائيل، وتمثل قلعة كراهية للدولة اليهودية”، كما أشار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق، تساحي هنغبي، أن سلوك منظمة (IHH) التركية يمثل “تهديدًا هائلاً لإسرائيل”.
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، قبل أيام، التقى وفد من الهيئة مع كتل نيابية لأحزاب في البرلمان التركي، من أجل المطالبة بسحب الجنسية من مواطنين أتراك من أصل يهودي، قالت الهيئة إنهم ذهبوا إلى إسرائيل للمشاركة في القتال، ومقاضاتهم، بتهمة المساهمة في ارتكاب مجازر، وجرائم حرب.