أدانت عدة تنظيمات عسكرية معارضة في سوريا الهجوم الذي شنّه مقاتلو جبهة النصرة وداعش مؤخراً على بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، واصفة إياه بـ”العمل الخاطئ”.
وكانت معارك عنيفة قد اندلعت في منطقة عرسال اللبنانية المقابلة لمنطقة القلمون من ريف دمشق السوري، وذلك بعد أن توجه إليها عناصر من “جبهة النصرة” و “داعش”، في رد مباشر على اعتقال الجيش اللبناني السبت الماضي لـ “أبو أحمد جمعة”، أحد قادة تنظيم داعش في ريف دمشق.
اقتحام عناصر “جبهة النصرة” و “داعش” للمنطقة دفع بتشكيلات الجيش اللبناني مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني إلى المنطقة، مستخدمة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في محاولة دفع هذه العناصر خارج عرسال، ليتطور الأمر إلى استخدام الجيش اللبناني المدفعية في قصف المنطقة، الأمر الذي أدى إلى مقتل العشرات من اللاجئين المدنيين وحرق المئات من خيام عرسال التي يقطنها 100 ألف من اللاجئين السوريين.
وقالت الفصائل في بيان أصدرته واصفة نفسها بـ”القوى العسكرية العاملة في منطقة القلمون” المقابلة لعرسال اللبنانية، أعلنت الفصائل والألوية الموقعة عليه عن إدانتها واستنكارها للهجوم على عرسال، معتبرة أن العمل “خاطئ” ومن قام به “عناصر غير مسؤولة”.
كما أدت الاشتباكات إلى مقتل وجرح العشرات من طرفي الاشتباكات، كما أعلن الجيش اللبناني اعتقاله للعديد من العناصر السورية، في الوقت الذي احتجز المسلحون عناصر من الجيش اللبناني أفرج عنهم فيما بعد في صفقة التهدئة.
وعبرت الفصائل عن أسفها وشعورها بـ”الحزن العميق” لسقوط ضحايا من السوريين واللبنانيين في عرسال، متمنين ألا تتكرر مثل هذه “الحوادث المؤلمة” مستقبلاً.
كما حمّلت الفصائل الدولة اللبنانية المسؤولية عما حدث في عرسال بسبب عدم منعها تدخل حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري، مستخدماً الأراضي اللبنانية منطلقاً لما وصفته بـ”العدوان” على الشعب السوري.
وطالبت الفصائل بتشكيل لجان مشتركة فعالة ومسؤولة لتأمين حماية لللاجئين السوريين في لبنان ومنع المساس بهم، والحيلولة دون حصول أي فتنة مستقبلية، محملة الدولة اللبنانية والمنظمات الدولية والإنسانية المسؤولية عن تأمين الحماية لهؤلاء اللاجئين وخاصة في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
وذيل البيان بتوقيع ممثلي وقادة الفصائل التي كان من أهمها جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، وكذلك لواء التركمان الأول، ولواء القصير التابع لجبهة الأصالة والتنمية الإسلامية، والمجلس العسكري في ريف محافظة حمص وسط سوريا، وفي بلدة القصير التابعة لها، وغيرها.
وكنتيجة لدخول العناصر السورية المسلحة إلى عرسال، فلم يفرج عن “أبو أحمد جمعة”، بل على العكس قام الجيش اللبناني بمزيد من الاعتقالات في صفوف المسلحين، فضلاً على أنه عرض اللاجئين السوريين إلى القصف الذي هربوا منه، وخلف منهم مئات من الجرحى والقتلى، في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المنادية بطرد اللاجئين السوريين من لبنان كرد على استهداف عناصر سورية للجيش اللبناني.