إنجازات ومعجزات كشف عنها مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة من داخل أحد الأنفاق المستخدمة من قبل كتائب الشهيد عز الدين القسام (الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) التي تخوض مفاوضات عسيرة في العاصمة المصرية متمسكة بشرط الرفع التام للحصار في مقابل وقف عمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أول حديث عن أنفاق المقاومة المتوغلة داخل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل كان في خطابات تلت حرب القطاع أواخر سنة 2008 حملت شعار “اليوم نغزوهم ولا يغزوننا”، ثم في مقطع فيديو نشرته كتائب القسام يظهر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي وهو في مرمى قناصيها خلال زيارته لنفق اكتشفه الجيش الإسرائيلي صدفة بعد انهياره لأسباب طبيعية.
ومع انطلاق حرب غزة الأخيرة، كثر الحديث عن الأنفاق التي استخدمتها المقاومة لتنفيذ عمليات نوعية لمهاجمة المدرعات والأبراج والثكنات الإسرائيلية، حيث اعترف جيش الاحتلال بنجاح المقاومة في تنفيذ عمليات إنزال كثيرة عبر هذه الأنفاق وبنجاحها في قتل وجرح وأسر العشرات والمئات من الجنود والضباط والقادة العسكريين الإسرائيليين.
ما لم تكن المقاومة الفلسطينية تتحدث عنه في تلك الأيام، وما لم يكن جيش الاحتلال يدركه، هو حياة المقاومين تحت الأرض ووسط الأنفاق، فبالإضافة إلى المعاناة التي يواجهها المقاومون أثناء حفر تلك الأنفاق، كشف “تامر المسحال” عن تجربة عناصر من كتائب القسام حوصروا داخل نفق لمدة تتجاوز الـ 20 يومًا قبل أن يخرجوا منه أحياء.
وهذا النفق استخدمه مجاهدان لتنفيذ عملية استشهادية “ناجحة”، ثم علق فيه عدد آخر من المجاهدين بعد أن فقدوا الاتصال بقيادتهم وفقدوا القدرة على الانسحاب منه بسب تعرض النفق للقصف الإسرائيلي مرارًا، وطيلة الأيام التي أمضوها داخل النفق كان المقاومون يتغذون على تمرة واحدة يوميًا .. نصف تمرة للسحور ونصف للإفطار.
وأما الماء، فقد فقدوه لفترة طويلة قبل أن يكتشفوا نبع مياه ينفجر تحت أحذيتهم العسكرية، وبسبب اختلاط الماء بالتراب، اضطر المجاهدون إلى تصفية المياه بقطع قماش وتعبئتها في بعض القوارير الفارغة المتبقية معهم حتى يعلق التراب في القماش ويرسب ما تبقى منه في قاع القارورة قبل أن يشرب المجاهدون ما يبل ريقهم ولا يكفي حاجتهم.
فيديو التقرير الذي نشرته الجزيرة ويتخلله حوار مع بعض من عاشوا هذه التجربة: