حبيب العادلي خارج قفص الاتهام ويحيي “ثورة” 30 يونيو

481

وافق محمود الرشيدى، رئيس محكمة جنايات القاهرة، على مغادرة المتهم حبيب العادلى وزير الداخلية لأربعة عشر عامًا في عهد المخلوع حسني مبارك والذي أطاحت به ثورة 25 يناير من منصبه، لقفص الاتهام فيما تُسمى بقضية القرن، كما وافق القاضي الرشيدي على دفاع العادلي عن نفسه.

وغادر العادلى القفص في حراسة أمن أكاديمية الشرطة، ووقف في مكان الدفاع ليبدأ المرافعة عن نفسه.

العادلي الذي تحدث لأكثر من ساعتين في حادثة غير مسبوقة تحدث عن “مؤامرة 25 يناير” وبرأ مبارك وبرأ نفسه في مشهد تمثيلي طويل، وعادة ما يرفض القضاة السماح للمتهمين بالحديث، بل إن الرئيس السابق محمد مرسي وُضع في قفص زجاجي يمنعه من إيصال صوته خارجيًا.

تحدث العادلي عن سرديته الخاصة لما حدث في الثورة المصرية، فهو يعتبرها مؤامرة كاملة، نفذتها جهات خارجية وداخلية سمى منها حركة حماس وحركة الإخوان المسلمين، كما اتهم ضمنيًا الولايات المتحدة بدعمهما.

وقال العادلي إن كفاية و6 أبريل والإخوان وشباب من “الأحزاب الشرعية” تم تدريبهم في أمريكا وقطر بدعوى “تعلم الديمقراطية”.

واستدرك العادلي قائلاً “كانت هناك ديمقراطية في مصر، كنا نسير على خطى الديمقراطية، لكن الديمقراطية بتاعتنا … وليست الديمقراطية بتاعتهم”.

وتابع العادلي مؤكدًا أن جهاز أمن الدولة كان ينسق مع قيادات القوى السياسية “الشرعية وغير الشرعية”، في إشارة إلى الأحزاب التي توصف بالأمنية مثل أحزاب الوفد والتجمع، وحتى مع جماعة الإخوان المسلمين، متابعًا “كيان الإخوان منظم وقائم، لم يكن يخيفنا، أعداده معروفه، ونشاطه وحركاته مسيطر عليها بشكل كامل”.

وفي كذب لم يتوقف، قال العادلي إن وزارته لم تعتقل أحدًا من المشاركين في التظاهرات الرافضة لحكم مبارك في السنين التي سبقت الثورة المصرية، كما قال إن “مبارك لم يصدر أي تكليف بقتل المتظاهرين أثناء ثورة يناير، أو الاعتداء عليهم أو استخدام العنف بحقهم” وهو ما كان قد نفاه قادة الجيش في جلسات خاصة وعلنية أكدوا فيها رفض الجيش للأوامر السياسية التي طالبت بفتح النار على المتظاهرين.

وقال العادلي إن ما حدث في 25 يناير هو حلقة من حلقات مؤامرة خارجية ومخطط له أهداف استراتيجية كانت تستهدف مصر والوطن العربي كله تحت ما يسمى بالربيع العربي، وليته كان ربيعًا أو خريفًا بل كان بداية لانهيار الوطن العربي، وإن كان الله أنقذ مصر إلا أننا نشاهد في بعض الأقطار العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا وهو مايؤكد أن هذا المخطط يشمل الأمة العربية كلها.

وفي تحريض ضد الفلسطينيين بشكل عام، قال العادلي إن مصر ساعدت الفلسطينيين، وأن الدولة المصرية قامت بتدريب أعضاء التنظيمات الفلسطينية المسلحة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن تلك التنظيمات (ومنها بحسب العادلي: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة فتح) قاموا بالانقلاب على مصر، وأضاف العادلي “أن الشرطة المصرية تنازلت عن جزء من حصتها في الذخيرة للشرطة الفلسطينية، والتي كانت تستلمها من المصانع الحربية، ولكن استخدموها في قتل المصريين من أجل إثبات أن القتل كان بأيدي الشرطة المصرية”.

كما قال العادلي إن حماس اقتحمت مصر عن طريق الأنفاق، وأن الحركة قامت بـ “إشعال السويس” من أجل حرف انتباه الشرطة عن أهدافهم في القاهرة.

وأكد العادلي أنه لم يكن يتوقع أن تكون أعداد المتظاهرين بهذا الحجم، مؤكدًا أن الضباط هربوا أمام الأعداد الكبيرة للمتظاهرين، فبحسب العادلي “لن يصمد شخص أمام 100″، مؤكدًا “لكني لم أصدر أمر انسحاب”، وقال العادلي إنه أبلغ مبارك قبل قرار نزول الجيش أن “أعداد المتظاهرين تفوق الخيال”.

وقال العادلي إن الشرطة فضت التظاهرات “بشكل سلمي” في الخامس والعشرين من يناير، وأن “العيال” عادوا إلى بيوتهم، وهو ما يُعد تزييفًا واضحًا للحقائق، إذ أن التظاهرات استمرت بشكل مستمر في معظم المحافظات المصرية التي اندلعت فيها مظاهرات اليوم الأول، وإن كانت بوتيرة مختلفة، كما تؤكد الإحصاءات المستقلة وحتى الرسمية مقتل العشرات ليل 25 يناير.

وفي حديثه عن العلاقات المصرية الأمريكية إبان حكم مبارك، قال العادلي إن النظام كان ينسق مع الولايات المتحدة في المراقبة، وفي عمليات داخل مصر وخارجها قائلاً: “لو عايزين يعرفوا أنا لابس إيه هيعرفوا”، وقال إن نظام مبارك أبلغ الأمريكيين بأن “الإخوان جماعة إرهابية، وأنهم أساس للجماعات الإرهابية في العالم” ورد عليه الأمريكيون بأنهم يعلمون ذلك جيدًا حسب قوله.

وكانت الشرطة قد قطعت الاتصالات في مصر بما فيها شبكة الإنترنت والاتصالات اللاسلكية بشكل كامل، وقال العادلي إنه قرر قطع الاتصالات “حفاظًا على الأمن القومي”.

وفي إشارة رآها البعض تهكمًا على جهل الرئيس السابق محمد مرسي بتدبير الانقلاب العسكري والذي قامت به الأجهزة الأمنية، قال العادلي إنه كان يلتقي بالمشير طنطاوي، والوزير عمر سليمان، واستدرك بسرعة فيما رآه البعض تلميحًا ضد مرسي وعدم علمه بما كان يدور من قادة الأجهزة الأمنية في عهده “الاجتماعات كانت تتم تحت علم الرئيس طبعًا” في نبرة حملت بعض السخرية.

وتحدث العادلي عن المشير محمد حسين طنطاوي، والذي يتهمه الثوار في مصر بالمسئولية عن العديد من الجرائم التي تمت في عهده منذ تنحي مبارك وحتى تسليم السلطة بعد الانتخابات الرئاسية في صيف 2012، وقال العادلي إن “طنطاوي شخصية وطنية وكان التنسيق بيني وبينه على أعلى مستوى”.

كما تحدث العادلي عن “إنجازاته” أثناء تولي وزارة الداخلية، قائلا “إنه حارب تجار المخدرات لدرجة أن الأهالي كانوا يلجأون إلى الشرطة لحماية أبنائهم من التعاطى وتم محاربة هذا الأمر عبر الحدود المصرية، وبفضل الله تمكن قطاع الأمن العام وإدارة المخدرات بالقضاء على تجار المخدرات في مصر على مدار شهر ونصف حتى أصبح من النادر أن تحصل على قطعة مخدرات”.

وعن العقوبات قال العادلي، لقد تم تعديل المقرر الغذائي للمساجين حيث زادت الميزانيه للغذاء من 40 مليون إلى 80 مليون، وكان هناك جدول لطعام المساجين بعدما كان طعامهم لا يصلح للحيوانات، وأردف: وكان العقاب الإداري للمساجين، الجلد عن طريق العروسة فألغيتها، ويقولون عني سفاح، مضيفًا أنه لم يرفض إي طلب لزيارة لمسجون أو إهله في عهده.

كما قال إن من إنجازاته أيضًا خشية الشعب من الضباط!

وقال الوزير المجرم إن رجال الشرطة يتعرضون لابتلاءات كثيرة، متابعًا أنه على الصعيد الشخصي تعرض لابتلاءات عدة هو وأسرته منذ يوم 28 يناير 2011 وكان يتقبل ابتلاء الله بصبر شديد، مضيفًا “مش حاسس إنى مسجون”.

وأضاف العادلي “أن ابتلاء الله يزيدني خضوعًا وخشوعًا لله وابتلاء الإنسان يزيده قوة وصلابة وارتفاع قامة”، متابعًا أنه صدر ضده أحكام بالسجن لـ54 عامًا ولكن الله و”قضاة مصر الشرفاء” أنقذوه في أكثر من مرة.

وفيما يبدو أنها زلة لسان، قال العادلي إن عمر سليمان حكى له (لاحقًا) عن تفاصيل لقاء جمعه بمبارك في الأيام الأولى من الثورة، لكن العادلي تم التحفظ على أمواله ووضعه تحت المراقبة في أوائل فبراير 2011 ولم يكن من المفترض أن يلتقي أي شخص، كما تم القبض عليه في 18 فبراير، ولذلك فمن المرجح أن يكون العادلي قد تواصل مع عمر سليمان أثناء فترة سجنه، وهو ما يعني أن المتهم قابل سليمان أو حادثه أثناء فترة سجنه على الأرجح.

وعلق العديد من المغردين على شهادة العادلي، كما تم نشر العديد من الفيديوهات التي تثبت كذب شهادته:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=760230597374196&set=a.149361848461077.33453.100001617878626

https://www.youtube.com/watch?v=ynlI9SeeWQA

https://www.youtube.com/watch?v=yvFiIKDsf1A