منذ بدء العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة مطلع تموز (يوليو) الماضي بدأ الحراك الدبلوماسي المصري لوقف إطلاق النار والخروج باتفاقية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي
لكن بكل أسف، كان الموقف المصري منذ بدء العدوان مسانداً وداعماً للاحتلال وحينما تبين أن إسرائيل غير قاعدة على حسم المعركة ميدانياً وعسكرياً تدخلت مصر _ السيسي لتُظهر حرصها على إسرائيل. وحرص النظام المصري طيلة الأيام السابقة ألا يكون هناك أي وسيط أو مفاوض غيره بين الجانبين لوقف إطلاق النار.
لكن في ظل التعنت الإسرائيلي والإصرار المصري بات الوفد الفلسطيني الموحد يدرك أنه في حال فشلت الجهود المصرية في تحقيق المطالب التي رفعها شعبنا وإذا لم يتمكن النظام المصري من الضغط على إسرائيل بحيث ترضخ لشروط المقاومة فحينها لن تكون “مصر مقدسة” لدى شعبنا وفصائله طالما أنه لم تحقق وتُمارس أي ضغط على الاحتلال.
فوحدة الموقف والصف الفلسطيني سياسياً وميدانياً باتت عنواناً واضحاً للمرحلة القادمة ويجب على الفصائل تقدير الموقف خلال الساعات المقبلة فالأمور ربما تُحدث تطوراً وتقدماً في ميدان المواجهة مع الاحتلال أو مماطلة إسرائيلية على صعيد المفاوضات تؤدي إلى احتدام المواجهة.
وإنا كان الوفد الإسرائيلي يرغب بالعودة مجدداً إلى القاهرة فإن ذلك يعطي إمكانية للموافقة على الشروط التي وضعتها المقاومة لكن يبقى الميدان هو لغة الحديث ما بين الجانبين طالما بقي الاحتلال يتنكر للمطالب الإنسانية التي يشترطها شعبنا ومقاومته.
وهنا يجب على الولايات المتحدة الأمريكية ومصر أن تبذلان ضغوطاً على إسرائيل فمطالب شعبنا ليست مستحيلة وليست عصية على التحقيق.
كما أن الوفد الفلسطيني في حال بقي الموقف المصري على حاله سيترك طاولة المفاوضات ويجب أن تنتهي دكتاتورية الجغرافيا.
فإذا عجزت مصر عن ممارسة دورها الإيجابي عبر الاصطفاف إلى جانب شعبنا المقاوم وحقوقه المشروعة فوقتها من حق شعبنا أن يبحث عن طرف آخر ووسطاء آخرين.
ولا يمكن لأي عاقل فلسطيني أن يقبل بالمماطلة الإسرائيلية في المفاوضات الجارية في القاهرة منذ عدة أيام ولا يمكن له أن يقبل بمساندة مصر للموقف الإسرائيلي على حساب شعبنا وحقوقه المشروعة.
في نهاية المطاف .. ما يعني شعبنا هو تحقق مطالبه ورضوخ الاحتلال لشروط المقاومة ولا يعنيه من تكون الجهة الوسيطة أو المفاوضة، هذا ما يسعى إليه شعبنا بحيث رعت مصر أو غيرها هذا الاتفاق.
فشعبنا صمد 8 سنوات في حصار مطبق وظالم لقطاع غزة آن الأوان بأن تنتهي حقبته المأساوية، والمجتمع الفلسطيني بغزة في أمس الحاجة لمتنفس يمكن له عبره أن يخرج للعالم لكي لا نبقى أسرى لمعبر رفح أو للمعابر الإسرائيلية من حيث المسموح لهم أو المرفوضين من الدخول والخروج عبرها،
ويجب أن يعلم العالم أجمع أن الحرية تُنتزع انتزاعاً ولا تُوهب وعلى شعبنا أن يُدافع عن حريته وأن يدفع ثمن ذلك ما يليق بحريته وعزته وكرامته.