وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نقدا حادا للمنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إزاء موقفهم مما يحدث في سوريا ومصر.
ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن أردوغان قوله في اسطنبول، إن “انعدام العدالة هو أحد الأبعاد المهمة للمشاكل العالمية، فمجلس الأمن وغيره من المؤسسات العالمية، تفتقد للعدالة، ولا أحد يستطيع أن يقول إن الأمم المتحدة قائمة على أساس عادل”.
وشدد أردوغان على أهمية إصلاح الأمم المتحدة وقال إن “خمس دول فقط داخل الأمم المتحدة قولها معتبر، ومجريات العالم كله تعود لقرار هذه الدول، ولكن ألا توجد وجهات نظر مختلفة عن هذه الدول؟ هل قراراتها تشمل العالم بأسره؟ لابد من إصلاح الأمم المتحدة”.
وأضاف أن مجلس الأمن الذي “نعتبره مؤسسة قادرة على تأسيس الأمن والعدالة أصبح تحت تأثير بعض الدول، وهم مع الأسف يحاولون أن يسيطروا على آلية اتخاذ القرار”.
وقال أردوغان في تصريحات له على موقع تويتر أنه بسبب فشل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فإن على العالم التحرك لتشكيل منظمة بديلة.
على العالم التحرك بتشكيل منظمة بديلة عن الأمم المتحدة، بعد عدم تحركها وفشلها في اتخاذ خطوات تجاه الاعتداءات التي تم ارتكابها بمصر وسوريا.
— رجب طيب أردوغان (@rterdogan_ar) August 24, 2013
وأكد أردوغان في تغريداته على موقع تويتر أن العالم “أكبر من خمسة أعضاء بمجلس الأمن”، ولذلك فعلى الدول الآخرى أن تنشيء منظمة أخرى خاصة بها. قائلا أن ذلك التحرك من شأنه أن يجبر المنظمة الدولية على إصلاح نفسها.
إذا قلنا بالفعل أن العالم أكبر من خمسة أعضاء دائمين بمجلس الأمن، فإنه يمكن للدول الأخرى أن تنشئ منظمة الأمم المتحدة الخاصة بها.
— رجب طيب أردوغان (@rterdogan_ar) August 24, 2013
التحرك لتأسيس منظمة دولية بديلة عن الأمم المتحدة، سيجبر المنظمة على إصلاح نفسها.
— رجب طيب أردوغان (@rterdogan_ar) August 24, 2013
ويتساءل المتابعون إن كانت تركيا تتوجه بالفعل في هذا المنحى، حيث تكررت تصريحات أردوغان أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، ففي فبراير شباط الماضي طالب أردوغان خلال مشاركته في المنتدى الخامس لتحالف الحضارات الذي استضافته النمسا برعاية منظمة الأمم المتحدة وبحضور أمين عام المنظمة بان كي مون بمراجعة تشكيلة مجلس الأمن، منتقدا قدرة إحدى الدول الأعضاء الخمس (دائمة العضوية)على تجميد أي عملية مطروحة أمام المجلس، ومرجعا السبب الرئيس لعجز المجتمع الدولي عن حل الازمة السورية الى اعتراض دولتين في مجلس الأمن (روسيا والصين).
ودعا رجب طيب أردوغان حينها الى اجراء عملية اصلاح جذرية لمنظمة الامم المتحدة، معتبرا أن تشكيلة مجلس الأمن يجب أن تمثل كل دول العالم، وأن الدول دائمة العضوية الخمس لا تمثل كل العالم.
ولفت اردوغان الى أهمية تمثيل كافة الدول والديانات داخل المنظمة، قائلا “إذا أردنا الحديث عن تحالف الحضارات فيجب أولا النظر الى تشكيل عضوية مجلس الأمن الدائمة”، متسائلا في ذات السياق “هل يمثل مجلس الأمن كل ديانات العالم؟”، مجيبا “بالطبع لا”.
وفي مايو الماضي وجه رئيس الوزراء التركي نداء بإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدا أن خمسة أعضاء دائمين بالمجلس لا يمثل فعليا العالم بأسره.
وكرر أردوغان ذلك الشعار “العالم أكبر من الخمسة” أكثر من مرة فيما يبدو نية لاستخدامه في البدء في حملة لإصلاح المجلس.
وقد تحرك العالم مرة في توجه مشابه عقب الحرب العالمية الثانية، حين رفضت ٢٩ دولة الانضمام لأحد المعسكرين (السوفيتي أو الأمريكي) وأسست حركة عدم الانحياز والتي اتسعت لتشمل ١١٨ دولة وفريق رقابة مكون من ١٨ دولة و١٠ منظمات.
إلا أن مجموعة عدم الانحياز يكاد تأثيرها يختفي علي مجريات الأحداث الدولية، في مقابل الخمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
رغم أن تصريحات أردوغان لاقت استحسانا شعبيا، إلا أن وزارة الخارجية التركية قالت أنها لا تملك خططا فعلية لإنشاء منظمة بديلة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن، إلا أنها ستبذل قصارى جهدها لإصلاح المنظمة من الداخل، وأكدت أن تركيا ستعمل على ترشيح نفسها لتصبح عضوا غير دائم بمجلس الأمن خلال الدورة ٢٠١٥-٢٠١٦