عندما خرج المرشح الكردي في الانتخابات الرئاسية التركية، صلاح الدين ديمرتاش، من مقر لجنته الانتخابية سأله الصحفيون عدة أسئلة حول من انتخب وحول توقعاته، فكان جوابه ديمقراطيا مهذبا عاكسا بوضوح لما يدور في ذهنه: “الانتخابات الحالية تعد بداية للكفاح من أجل الديمقراطية والحرية، ومرحلة هامة في التقدم السياسي الذي تشهده تركيا، مهما كان اسم الفائز سيستمر هذا الكفاح”.
وأما مرشح أكبر حزبين معارضين في البلاد، أكمل الدين إحسان أوغلو، فقد تبادل الحديث مع أعضاء لجنته الانتخابية وحذرهم من ضرورة أخذ الهواتف الجوالة من الناخبين قبل السماح لهم بالدخول للخلوة، مشيرا بذلك إلى أسلوب قديم يستخدم لشراء الناخبين عبر إجبارهم على تصوير ورقتهم الانتخابية قبل الخروج من الخلوة ليثبتوا لمن اشترى صوتهم أنهم صوتوا لصالحه.
وأما رجب طيب أردوغان فقد قال للصحفيين فور إدلائه بصوته: “إن الانتخابات الرئاسية الحالية تتمتع بأهمية كبرى بالنسبة للتاريخ السياسي التركي، لكونها الأولى التي ينتخب فيها الشعب مباشرة رئيس الجمهورية”، مضيفا: “الفرصة سنحت للشعب التركي من أجل تقييم الكثير من القضايا خلال العملية الانتخابية”، مؤكدا أن “الشعب سيتخذ قرارًا هامًّا بخصوص مستقبل البلاد في الكثير من المجالات”.
وكما راهن عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية وعدد من المحللين السياسيين، أثبتت النتائج الواردة إلى حد الآن، وبعد فرز أكثر من 98% من أصوات الناخبين الأتراك؛ نجاح أردوغان في حسم السباق الانتخابي منذ الجولة الأولى، وبنسبة تفوق الـ 52%، وهو ما يعني أنه لم يبقى بين أردوغان وقصر الرئاسة سوى قيام اللجنة المنظمة للانتخابات بإنهاء إجراءاتها للتثبت من سلامة عملية الفرز وإعلان النتائج النهائية التي لا يمكن أن تختلف عن النتائج الأولية المعلنة إلا في حال إلغاء عدد كبير من الصناديق الانتخابية وهو أمر مستبعد وغير معتاد في الانتخابات التركية.
النتائج الأولية وشبه النهائية للانتخابات الرئاسية التركية بعد فرز أكثر من 98% من الأصوات:
خارطة توجه أغلبية الناخبين حسب المحافظات بعد فرز أكثر من 98% من الأصوات:
(اللون الأصفر: أردوغان، اللون الأخضر: ديمرتاش، اللون الأزرق: إحسان أوغلو)
وقد قدرت نسبة المشاركة بأكثر من 64% من إجمالي من يحق لهم التصويت في الانتخابات.
وكما جرت العادة في كل انتخابات يفوز بها حزب العدالة والتنمية ومرشحيه طيلة السنوات الـ12 الماضية، أعلن الحزب أن أردوغان سيلقي خطاب النصر من شرفة المقر الرئيسي للحزب في أنقرة وأمام أنصاره، حيث نشرت صور لاستعدادات وحركة كثيفة أمام مقر الحزب بحضور طواقم إعلامية كثيرة.
بعض الصور من أمام مقر العدالة والتنمية في أنقرة: