بعد الإعلان عن تنفيذ ضربات جوية أمريكية ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، بدأت الحكومة الأمريكية رسميًا وعن طريق حليفتها الحكومة العراقية بتسليح قوات البشمركة الكردية بالأسلحة لمساندتها في التصدي لتقدم قوات داعش نحو الإقليم.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف: “نتعاون مع الحكومة العراقية لإرسال أسلحة إلى الأكراد الذين يحتاجون إليها بأقصى سرعة، العراقيون سيزودونهم بأسلحة من مخزوناتهم، ونعمل على أن نفعل الأمر نفسه، نزودهم بأسلحة من مخزوناتنا”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد عقد الثلاثاء الماضي اجتماعًا عاجلاً لبحث التطورات العراقية، وسبل المساعدة دون الوصول إلى اتفاق موحد بشأن تسليح الأكراد، إلا أن الاتحاد سمح للدول الأعضاء الراغبة في تسليم أسلحة للمقاتلين الأكراد بالقيام بذلك.
الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن في وقت سابق أنه يدرس طلب رئيس الإقليم “مسعود بارزاني” بتسليح قوات اليشمركة لتمكينها من مواجهة مسلحي “داعش” الذين يتقدمون شمالاً باتجاه الإقليم.
وكانت فرنسا قد أعلنت عن أنها سوف تنقل أسلحة إلى كردستان لمساعدة قوات البشمركة الكردية في حربها ضد داعش، جاء ذلك في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية قالت فيه إن الرئيس فرانسوا هولاند أصدر أمرًا بمد الأكراد بالسلاح على وجه السرعة، بعد أن اتفق مع القيادة الكردية في إقليم كردستان في هذا الصدد.
وقال وزير الخارجية الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” البارحة – الأربعاء – أن ألمانيا مستعدة لتخفيف سياساتها المتعلقة بتصدير الأسلحة لتسليح المقاتلين الأكراد الذين يقاتلون متشددي الدولة الإسلامية في شمال العراق.
وتصريحات شتاينماير لمحطة تلفزيون “زد دي إف” الألمانية هي الأقوى حتى الآن لمسئول ألماني كبير وتمثل تحولاً جذريًا في موقف برلين منذ بداية الأسبوع، حيث كان المتحدث باسم المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” قال الإثنين الماضي إن ألمانيا ملتزمة بموقفها بعدم إرسال أسلحة لمناطق الصراع.
وقال شتاينماير المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يتقاسم السلطة مع المحافظين بزعامة ميركل “لا نستطيع ترك كردستان بمفردها ونتفرج على الناس وهم يذبحون هناك”.
وأضاف “إذا دعت الضرورة وإذا ظل مستوى التهديد الحالي كما هو فإنني لا استبعد أن نضطر إلى إرسال أسلحة .. مبادئنا المتعلقة بإرسال أسلحة هي نفس هذه المبادئ، فهي تأخذ في الاعتبار أننا يمكن أن نواجه مواقف استثنائية يتعين علينا فيها اتخاذ قرار سياسي بتبني نهج مختلف يكون في صالح أمننا”.