مرة أخرى وصل كل من الوفد الفلسطيني والإسرائيلي اليوم الأحد إلى العاصمة المصرية القاهرة، تمهيدا لبدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة والرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل في قطاع غزة.
وقالت مصادر في مطار القاهرة أن أعضاء الوفد الإسرائيلي وصلوا على متن طائرة خاصة، حيث كان في استقبالهم مسؤولون في جهاز المخابرات المصرية ثم غادروا المطار سويا لاستئناف جلسة المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بينما وصل أعضاء بالوفد الفلسطيني قادمين من رام الله عن طريق عمان، على متن طائرة الخطوط الأردنية، على رأسهم “عزام الأحمد” عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفد رام الله، بينما وصل أعضاء آخرون قادمين من بيروت علي متن طائرة الخطوط المصرية، ويضم كل من “خالد عاشور البطش” و “زياد عبدالسلام” و “محمد أمين” و “صالح غازي”، في الوقت الذي قال فيه “سامي أبو زهري” المتحدث باسم حماس أن وفد غزة المفاوض سيصل عصر اليوم للقاهرة، ليلتحق ببقية أعضاء الوفد.
وتستضيف مصر اليوم جولة جديدة من المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية على أمل التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، في ظل هدنة بدأت مع بداية يوم الخميس الماضي وتنقضي بنهاية يوم الاثنين المقبل.
وحتى اليوم لم تنجح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق نهائي يضع حدا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لكنها استطاعت تمديد هدنة بين الجانبين، للمرة الثالثة، يسمح فيها بالتفاوض حول مطالب الوفدين.
وفي السياق ذاته، قالت حركة حماس على لسان المتحدث الرسمي باسم الحركة “سامي أبو زهري” أن الإسرائيليين لن يحصلوا على “الأمن”، إلا بعد رفع الحصار عن قطاع غزة.
وأضاف أبو زهري أنّ الطريق الوحيد لتحقيق الأمن للإسرائيليين، هو أن يشعر به الفلسطينيون، وأن يرفع الحصار عن قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” قد أعلن في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، اليوم الأحد أنه أصدر تعليماته إلى الوفد الإسرائيلي المفاوض بالقاهرة بضرورة “الإصرار على الاحتياجات الأمنية لدولة اسرائيل”.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي “وجه ضربة قوية لحماس خلال العملية العسكرية في قطاع غزة طالت الأنفاق، ومئات المقاتلين والقذائف الصاروخية، التي أطلقت باتجاه الأراضي الاسرائيلية”، وفق قوله.
وسخر أبو زهري من حديث “نتنياهو”، عن تحقيق “انتصار لحركة حماس وتوجيه ضربات قاسية لها” قائلاً: “هذه مزاعم، ومجرد استهلاك إعلامي للتهرب من نقمة الإسرائيليين والتغطية على فشله”.
وتابع أبو زهري:” يكفي نتنياهو أن المئات من جنوده سقطوا بين قتيل وجريح وأسير، وأن عمليات المقاومة وصواريخها نجحت في ضرب العمق الإسرائيلي، وفرض حصار جوي عليه”.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر فلسطيني مطلع أن حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” تتمسكان بمطالب “المقاومة الفلسطينية”، والمتمثلة بـ”رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، وإعادة تشغيل مطار غزة، ومينائها البحري، وفتح كامل للمعابر”.
وأضاف المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، في حديث لمراسل الأناضول، أن “كلا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي تؤكدان على تمسكهما بالمطالب الفلسطينية، وموقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين متقارب منهما”.
وأوضح المصدر أن “الوفد الفلسطيني المفاوض سيعقد اجتماعا داخليا بالقاهرة، لوضع تعديلات على المقترحات المصرية، ومن المفترض أن يلتقي المخابرات المصرية مساء اليوم أو غدا صباحا على أبعد تقدير، لتسليمه التعديلات”.
من جهته قال الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” أن القيادة الفلسطينية تتمسك بالمبادرة المصرية ولن تقبل بأن تحل محلها أي مبادرة أخرى، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال عباس وفي كلمة له خلال افتتاح اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله: “نتمسك بالمبادرة المصرية ولن نقبل أن تحل محلها أي مبادرة، ومصر ليست وسيط وإنما طرف أصيل”، مضيفاً أن القيادة الفلسطينية “همها الأول وقف العدوان الإسرائيلي ووقف شلال الدم وإعادة أعمار غزة”.
وكانت مصر قد طرحت في الـ14 من الشهر الماضي، مبادرة لوقف الحرب في غزة، إلا أن فصائل فلسطينية، تتصدرها حركة حماس رفضت المبادرة؛ معتبرة أنها لا تلبي مطالبها، ولاسيما رفع الحصار المفروض على غزة، قبل أن تقبل تلك الفصائل التفاوض على المبادرة مر أخرى.
وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ السابع من الشهر الماضي، تسببت في سقوط 1980 شهيداً وإصابة قرابة عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.