أصيب شخص بجروح خطيرة واعتقل سبعة آخرون في وقت مبكر يوم الأحد في اشتباكات بين شرطة مدينة فيرغسون بولاية ميزوري الأمريكية ومتظاهرين ظلوا في الشارع بعد فرض حظر التجول بسبب اضطرابات مستمرة منذ ايام احتجاجا على مقتل مراهق أسود برصاص ضابط شرطة أبيض
وكان “جاي نيكسون” حاكم ولاية “ميزوري” الأمريكية قد أعلن حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدينة “فيرغسون” التابعة للولاية، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها بسبب مقتل مراهق أمريكي أسود من أصول أفريقية على يد رجل شرطة في 9 أغسطس الجاري.
وذكر حاكم الولاية في تصريحات أدلى بها، أمس السبت، بعد إعلانه الطوارئ وحظر التجوال، “لن نسمح لحفنة من اللصوص بتهديد أمن المواطنين، فلابد من عودة الهدوء حتى تأخذ العدالة مجراها لكشف الحقيقة”.
وبينما كان الحاكم، يتكلم قاطعه متظاهرون غاضبون من عدم محاسبة أفراد الشرطة المسؤولين عن موت براون، ومعظمهم من البيض، في المنطقة التي يشكل السود غالبية سكانها. وقالت إحدى المتظاهرات “عفوا أيها الحاكم عليك اتهام الشرطي بالقتل”، مشيرة إلى الشرطي الذي أطلق النار على براون، ووافق الحشد على أقوالها بالهتاف.
وظل المتظاهرون في الشوارع بعد بدء سريان الحظر ورغم الأمطار الغزيرة، وهتف بعضهم “لا عدل، لا حظر تجول، لا سلام”، بينما حث آخرون الحشد على عدم التقدم باتجاه الشرطة.
وكانت الشرطة الأمريكية في الولاية المذكورة قد قتلت، الشاب الأسود غير المسلح “مايكل براون” والذي يبلغ من العمر 18 عاما، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات ومظاهرات غاضبة أدت إلى تدخل الشرطة التى استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى وعمدت إلى توقيف صحفيين.
وشهدت المظاهرات مشاركة واسعة من مختلف الأطياف والتوجهات، ولم تنحصر على المواطنين من أصول إفريقية، ورفعت خلالها شعارات من قبيل “استسلمت فلا تقتلني”، “العدالة من أجل مايكل”، “لا سلام بلا عدالة”، مسببة تعطل حركة المرور جزئياً.
وساهم مقتل براون في تأجيج التوترات العنصرية في ضاحية ذات الغالبية السوداء تنتشر فيها عناصر شرطة من البيض وفي إعادة الجدل إلى الواجهة حول العلاقات بين قوات الأمن والأميركيين من أصول إفريقية. كما طرح تساؤلات حول استخدام الشرطة القوة المفرطة لتفريق متظاهرين.
وبقي نحو 200 شخص في الشوارع بعد سريان الحظر، أي بعد منتصف ليل اليوم الأحد 17 أغسطس، ورفضوا الامتثال لمطالب الشرطة مرددين هتافات مطالبة بـ “العدالة”. واستخدمت الشرطة الأمريكية قنابل الدخان ضد المحتجين لتفريقهم.
وبعد عدة أيام من التظاهرات أعلنت الشرطة عن اسم الشرطي الذي قتل الشاب، وتزامن كشف شرطة مقاطعة فيرغسون عن هوية الضابط، مطلق النار، ونشر فيديو يزعم أن الضحية “مشتبه به” في عملية سطو بالمنطقة، لكن لاحقا نفت السلطات الأمنية ارتباط قتل الشاب بعملية السطو، لكنه زاد غضب المنددين بقتل الشاب الأسود في احتجاجات عنيفة بالمنطقة ومدن أمريكية أخرى.
وصعدت الخطوة، التي وصفها البعض بمحاولة للنيل من الضحية وتبرير قتله، وقال محامي عائلته، جاك تابر، أنها: “محاولة لتشتيت الأنظار وتشويه صورته.. العائلة حانقة على كيفية تعامل دائرة شرطة فيرغسون مع القضية.. التركيز ينبغي أن ينصب على ما حدث في كانفيلد درايف حيث تم إعدام مايكل.”
ويصور فيديو الكاميرا الأمنية شخصا ضخم الجثة، زُعم أنه براون، وهو يدفع رجلا ضعيف البنية، حاول إيقافه قبل الخروج من المحل حاملا صندوق سيجار يبلغ ثمنه نحو 49 دولارا.
وتختلف رواية الشرطة لإطلاق الرصاص على براون بشكل ملحوظ مع روايات الشهود ومن بينهم دوريان جونسون، الصديق الذي كان يسير مع براون وقت الحادث.
وتقول رواية الشرطة إن ويلسون طلب من براون الانتقال من الشارع إلى ممر جانبي وإن براون وصل إلى سيارة الدورية وتعارك مع ويلسون للاستيلاء على سلاحه. ثم أطلق ويلسون الذي أصيب بجرح في وجهه النار على براون عدة مرات.
وقال جونسون وشاهد آخر على الأقل إن ويلسون مد يده من نافذة سيارته لشد براون وإن الشاب كان يحاول الإفلات من يد الضابط عند إطلاق النار عليه. وأضافا أن براون كان يرفع يديه في علامة على الاستسلام لكن الضابط خرج من سيارة الدورية وأطلق عليه عدة رصاصات.