ترجمة وتحرير: نون بوست
كتب: رافي أغروال و كاثرين سلام
المشاكل الاقتصادية تقود الاحتجاجات في باكستان
يوم الأحد، توجه مولانا فضل الرحمن إلى عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة في العاصمة الباكستانية قائلا: “اليوم أغلقنا إسلام أباد، غدًا سنغلق البلاد بأكملها”. قاد فضل الرحمن، وهو رجل دين مسلم تدعمه أحزاب المعارضة الرئيسية في باكستان، مسيرة احتجاج انطلقت الأسبوع الماضي في مدينة كراتشي الجنوبية ووصلت إلى إسلام آباد يوم الخميس، دعا خلالها رئيس الوزراء عمران خان إلى التنحي عن منصبه.
يقود فضل الرحمن وحزبه اليميني “جماعة علماء الإسلام” تحالفًا غير مستقر بين الأحزاب الإسلامية والأحزاب الرئيسية، بما في ذلك حزب الشعب الباكستاني والرابطة الإسلامية الباكستانية. وفي الواقع، يصر جميعهم على أن الانتخابات التي أوصلت خان للسلطة في سنة 2018 كانت غير عادلة، ويدّعون أن قوات الجيش الباكستاني تدعمه. لكن هذه الأحزاب لا تتفق على أكثر من ذلك، إذ لا يؤيد الوسطيون على وجه الخصوص دعم الرحمن العلني لحركة طالبان، ومنع حركة آزادي النساء من المشاركة في نشاطها السياسي.
إنه الاقتصاد
إلى جانب إدانة الرحمن للعملية الانتخابية، فإن انتقاداته لإدارة خان للاقتصاد هي التي تلقى صدى لدى معظم الباكستانيين. فبعد حصوله على قرض بقيمة 6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في شهر أيار/ مايو، اضطر خان إلى إجراء إصلاحات غير شعبية تمثلت في خفض الإعانات وتخفيض قيمة الروبية ورفع الضرائب. لكن تواصلت الصادرات في الركود ومن المتوقع أن يتباطأ النمو إلى أقل من 3 في المئة العام المقبل. وفي الوقت الحالي، ارتفع معدل التضخم وانخفض الاستهلاك وسرّحت الشركات الكبرى عددا كبيرا من العمال.
لا تعتبر المشاكل الاقتصادية التي تواجهها باكستان جديدة، إذ تمثل خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي الأخيرة التدخل الثالث عشر منذ أواخر الثمانينات. كما هو موضح أدناه، كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في باكستان في الستينيات أعلى من الهند وبنغلاديش، إلا أنه تراجع في الوقت الحالي. وقد تجاوزت البلاد حتى الصين ذات مرة، التي تتفوق على ثلاثتهم حاليا.
ماذا بعد؟
أصبحت مسيرات الاحتجاج شائعة في باكستان في السنوات الأخيرة. وبالنظر إلى دعم الجيش للحكومة، فإنه من غير المرجح أن تطيح حركة الرحمن بخان – على الأقل في الوقت الحالي. وفي نهاية المطاف، قد تكون مشكلة باكستان الحقيقية هيكلية، أو كما يشير المحتجون تحتاج الأحزاب السياسية عمومًا إلى دعم الجيش للفوز في الانتخابات.
بمجرد تشكيل الحكومة، يمتلك السياسيون سلطة حقيقية ضئيلة لكنهم يتحملون المسؤولية عندما تسوء الأمور. في المقابل، يمكن للجيش الذي يتمتع بكامل القوة ولكن يتحمل مسؤولية محدودة أن يلقي الدعم خلف حزب سياسي آخر، مما سيؤدي في النهاية إلى انتخابات جديدة.
حسب الخبير الاقتصادي عاطف ميان، تتمثل إحدى المشكلات في أن الشركات تخشى عدم الاستقرار السياسي في باكستان وتتجنب الاستثمار طويل الأجل. وهو ما يفاقم المشاكل الاقتصادية للبلاد ويؤدي بالتالي إلى المزيد من عدم الاستقرار والتدخل العسكري.
الحرب التجارية على الهند
بناءً على شكوى قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حكمت منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي بانتهاك الهند لقواعد التجارة من خلال تقديم حوالي 7 مليارات دولار من دعم الصادرات السنوية للشركات الهندية. ونوهت منظمة التجارة العالمية بأنه ينبغي على نيودلهي وقف تقديم مثل هذه الدفعات في غضون ستة أشهر أو ستضطر لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية. وقد اتهم ترامب الهند باتباع سياسة الحماية. وكما قال آرفيند باناجاريا في تقرير له نشرته مجلة “فورين بوليسي” في شهر آذار/ مارس الماضي، يمثل ادعاء الولايات المتحدة جزءًا من الحرب التجارية التي يشنّها ترامب على الهند.
ما يزيد من تعقيد التوقعات التجارية للهند هو تلاشي الآمال بأن تقوم 16 دولة آسيوية بوضع اللمسات الأخيرة على ما قد يصبح أكبر تكتّل تجاري في العالم، وهو الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، في نهاية الأسبوع حين قدمت الهند مطالب جديدة خلال المفاوضات ثم تراجعت عن ذلك. كانت نيودلهي تشعر بالقلق إزاء طوفان من المنتجات الصينية التي كانت تغمر أعمالها التجارية المحلية.
السياسة والفقر
يُعرف عالم الاقتصاد البنغلاديشي محمد يونس بإنشائه بنك غرامين الذي يعمل على تقديم يد المساعدة للفقراء الذين يعانون من صعوبات في الحصول على تمويل، وهو الأمر الذي مكّنه من الحصول على جائزة نوبل للسلام في سنة 2006. لكن لم تكن السنوات القليلة الماضية سهلة بالنسبة له، فبعد طرحه لفكرة تأسيس حزب سياسي خاص به، واجه تحقيقات حكومية حول مصدر الموارد المالية في مصرفه، وحول ما إذا كان قد انتهك القوانين المتعلقة بالتقاعد في البلاد، لا سيما وأنه مازال يترأس مشروعه المصرفي، وما إذا كان قد دفع الضرائب المفروضة عليه، وما إذا كان قد طرد عمالا ظلما، وهي التهمة التي كان يواجهها وقد أُفرج عنه بكفالة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
الخطر النووي
في الوقت الذي يخشى فيه المراقبون في جنوب آسيا من أن التوترات بين الهند وباكستان قد تتصاعد لتتحول إلى حرب نووية، قد يكون الإرهاب الإلكتروني هو مصدر التهديد النووي الحقيقي. أعلنت الهند يوم الخميس أن محطة كودانكولام للطاقة النووية، التي تعتبر من أحدث محطاتها في البلاد، قد تعرضت للاختراق. ويُذكر أن البرنامج الضار المستخدم في هذه العملية وقع ربطه بمجموعة لازاروس، المرتبطة بكوريا الشمالية.
شركة جنوب آسيا
مجالات النمو
وفقًا لبحث جديد أجراه صندوق النقد الدولي، يمكن أن تساهم دول جنوب آسيا بثلث النمو الاقتصادي العالمي بحلول سنة 2040. ويرجع جزء من هذا النمو المتوقع إلى التركيبة الديمغرافية، حيث ستشهد المنطقة دخول 150 مليون شخص إلى سوق العمل بحلول سنة 2030. ولكن استثنى التقرير بشكل مفاجئ كلا من باكستان وأفغانستان من تعريفه لمنطقة جنوب آسيا، لأن إدراجهما في المنطقة من المرجح أن يساهم في انخفاض توقعات النمو.
عربة ريكشا تسير على طول الطريق تحت ضبخان كثيف في مدينة نيودلهي في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر.
هواء سام في نيودلهي
تسببت السحب السامة من الضبخان (الضباب الدخاني) في مدينة نيودلهي في ضعف الرؤية، مما أدى إلى تحويل عشرات الرحلات الجوية من مسارها في مطار يوم الأحد. وقد أثّر تفشي تلوث الهواء سلبا على عاصمة البلاد والمناطق المحيطة بها جرّاء قيام المزارعين بحرق مخلفات المحاصيل واستخدام الألعاب النارية خلال مهرجان ديوالي الهندوسي ودرجات الحرارة الباردة.
سيارات نظيفة في مدينة الضبخان
لا يلخص هذا كل الأخبار السيئة المتعلّقة بالبيئة، حيث تشير شركة كوارتز إلى أن الهند تمكنت من التغلب على الولايات المتحدة في سباق السيارات الكهربائية، التي سيقع تسعيرها بشكل تنافسي مع سيارات الغاز والديزل بحلول سنة 2023. ومن غير المرجح ألا يحدث تقدم مماثل في الولايات المتحدة حتى بعد سبع سنوات على الأقل.
العقبات والنهايات
ممتلكات فُقدت وأُعيدت
أطلقت مؤسسة صراف في نيبال مبادرة كبيرة لإعادة الرسوم والتحف الفنية النيبالية التي تعود لفنانين أوروبيين ومهندسين ومعماريين وعلماء أنثروبولوجيا، الذين عملوا في البلاد في منتصف القرن العشرين. ويُعرض في الوقت الراهن الأرشيف، الذي يتضمن الخرائط والترقيات والرسومات والصور الفوتوغرافية، في متحف تاراغون في نيبال.
المصدر: فورين بوليسي