“تل أبيب” و”القدس” ومطار “بن غوريون” و”كريات ملاخي” و “نتيفوت” و”بئر السبع” و”المجدل” و”سديروت” وأسدود .. جميعها وقعت في مرمى نيران المقاومة في رد هو الأقوى منذ أكثر من أسبوع.
ردت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة “حماس” على خرق إسرائيل للتهدئة المبرمة بوساطة مصرية ببيان قوي اعتبرت فيه ما حدث ليلة الثلاثاء _ الأربعاء من مجزرة مروعة بحق عائلة الدلو وسط غزة “العدو فتح على نفسه أبواب الجحيم وسيدفع ثمناً باهظاً بإذن الله”.
ودكت المقاومة في أقل من نصف ساعة بعشرات الصواريخ المتنوعة عدة مدن وبلدات ومستوطنات في شمالي وجنوبي ووسط الأراضي المحتلة.
وبمعدل صاروخ في كل دقيقة دكت كتائب القسام الذراع المسلح لحماس خلال 40 دقيقة مضت 41 صاروخاً على كافة البلدات المحيطة بغزة حتى تل أبيب رداً على العدوان وخرق إسرائيل للتهدئة بقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها من المدنيين الآمنين أطفالاً ونساءً وشيوخاً.
للتذكير فإن المقاومة الفلسطينية قالت سابقا: أن العدو بدأ المعركة لكنه لن يتحكم في إنهائها وهو ما يحدث حاليا في الميدان، لكن يبدو أن رحى “حرب الاستنزاف” بدأت بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بعد حرب ضروس ومعارك عنيفة على مدار شهر مضى.
ولا شك أن الدخول في حرب الاستنزاف سيدفع الطرفين – المقاومة وجيش الاحتلال – في دخول مرحلة عض الأصابع من جديد ليثبت من هو أقوى على تحقيق الانتصار في نهاية المطاف .
ومن المعروف عسكرياً واستراتيجياً أن تكتيكات حرب الاستنزاف تختلف عن الحرب التقليدية فالأمر بحاجة إلى خفض معدل الهجمات اليومية من قبل فصائل المقاومة وإطالة أمد المعركة وممارسة الحياة الطبيعية ضمن ضوابط واعية وضمان استمرار تعاطف واحتضان الشعب، وهذا بحاجة لنشر الوعي.
عام 2005 انسحب المحتل من غزة في عهد المجرم شارون بعد ضربات مزلزلة و”حرب أنفاق” خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس ها هي اليوم تعود حرب الاستنزاف لكن بواقع مختلف تماماً عما كانت عليه قبل عشر سنوات.
وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان العدو لن يملك نهاية للمعركة وفق شروطه، بل أي نهاية ستكتب بمطالب شعبنا ومقاومته.
وبالتالي ما دام العدو يرفض تحقيق مطالب شعبنا العادلة والإنسانية، فالمعركة مستمرة ولن يملك هو فرض نهايتها كيفما يشاء، بمعنى آخر أن التكتيكات العسكرية التي تفرضها قوى المقاومة الفلسطينية على الأرض تجعل العدو في حيرة وقلق وتشعل حربا نفسية حقيقية من جهة ما هو القادم؟
تقديرات المقاومة وحربها النفسية وتكتيها الميداني وحرب الاستنزاف الطويلة التي تعهدت بأن تهزم الاحتلال خلالها، وضعت عشرات الأسئلة على طاولة حكومة نتنياهو ومجلسه الأمني المصغر “الكابنيت” وأجهزة مخابراته وجيشه المندحر من غزة كيف سيكون رد المقاومة وأين ومتى ؟ !.