هآرتز: حل أزمة غزة يكمن في العريش!

996158162

الصورة: من الغارات الإسرائيلية التي أنهت الهدنة المؤقتة والتي حاول بها الاحتلال اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف

استشهد 12 فلسطينيا بينهم أسرة بأكملها في الغارات الإسرائيلية التي استؤنفت منذ مساء أمس على مناطق مختلفة من قطاع غزة إثر فشل مفاوضات القاهرة.

كما أعلن مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نبأ استشهاد زوجة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونجله. وكانت إسرائيل قد نفذت في الماضي خمس محاولات لاغتيال الضيف الذي يقود الجناح العسكري لحركة حماس منذ العام 2002. ولم يتضح ما إذا كان ضيف قد نجا من الضربة التي قتلت زوجته وابنته بدون إصابات.

كما أصيب مسعفان في قصف إسرائيلي استهدف سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.

وبذلك، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من يوليو/تموز الماضي إلى 2022 على الأقل وأكثر من عشرة آلاف جريح، مقابل 64 قتيلا من الجنود الإسرائيليين وثلاثة مدنيين.

ولم يقدم جيش الاحتلال أى تفاصيل عن الأهداف في حوالي 30 هجوما في أنحاء متفرقة من قطاع غزة قائلا أنها شنت ردا على اطلاق صواريخ على اسرائيل.

وأعلنت كتائب القسام، في بيان لها، أن إسرائيل فتحت على نفسها “بابا إلي الجحيم” وتوعدت باستهداف مطار بن جوريون الدولي قرب تل أبيب بنيران الصواريخ. وقالت القسام لاحقا أنها أطلقت 40 صاروخا على الاقل نحو إسرائيل بعد الضربة الجوية الاسرائيلية القاتلة مستهدفة القدس ومنطقة تل ابيب بما في ذلك مطار بن جورين. وقال مسؤول أمني اسرائيلي انه لم يحدث أي تعطيل للنشاط في المطار.

وفي مؤشر على أن إسرائيل تنتظر المزيد من ضربات المقاومة، نصح الجيش الإسرائيلي بفتح المخابئ الواقعة في محيط 80 كيلومترا من غزة، أي بعد منطقة تل أبيب.

وقد أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصفها مدينة أسدود بثلاثة صواريخ غراد، كما سمع دوي صفارات الإنذار في عسقلان وأسدود حيث سقطت صواريخ المقاومة.

وأنهى القصف الإسرائيلي فترة هدوء استمرت 10 أيام منذ اول هدنة تم التوصل اليها بوساطة مصرية بعد حوالي شهر من تفجر الحرب في الثامن من يوليو.

واستدعت إسرائيل مفاوضيها من محادثات الهدنة في القاهرة أمس، متهمة الفصائل الفلسطينية في غزة بخرق الهدنة بإطلاق صواريخ قبل ثماني ساعات من موعد نهايتها، وهو ما نفته المقاومة واعتبرته كذبا إسرائيليا، يترك مصير الجهود التي ترعاها مصر لتأمين وقف دائم لإطلاق النار في مهب الريح.

وانسحب المفاوضون الفلسطينيون من المحادثات في وقت لاحق ملقين بالمسؤولية على اسرائيل في فشلها. وقال عزام الأحمد رئيس وفد التفاوض الفلسطيني “كان هناك قرار مبيت بإفشال المفاوضات وبانهيار التهدئة من الجانب الاسرائيلى.”

صحيفة هآرتز الإسرائيلية نشرت مقالا يحذر من أن محاولة اغتيال محمد ضيف ستؤدي إلى رد فعل شديد العنف من قبل حماس. فقد قالت الصحيفة إن الاحتلال حاول أن يقتنص فرصة نادرة إذ خرج محمد الضيف من مخبأه بعد الأخبار عن قرب التوصل لاتفاق تهدئة شامل، خرج لتجمع عائلي نادر وسريع مع زوجته وابنه.

لكن الفرصة التي تتحدث عنها هآرتز لا يبدو أن إسرائيل قد اقتنصتها، إذ لم تعلن حركة حماس عن استشهاد محمد ضيف أو عن إصابته، لكنها أعلنت عن “فتح باب الجحيم” ضد الاحتلال، وهو ما توقعت هآرتز حدوثه.

من ناحية أخرى، فإن خروج الضيف من مخبأه، يؤكد كذب الادعاء الإسرائيلي بأن حماس قد أطلقت صواريخ باتجاه الاحتلال، إذ أنه لو كان الضيف قد أمر بإطلاق صواريخ لما كان في زيارة لأهله أو فوق الأرض حينها. 

وتساءلت الصحيفة العبرية “إلى أي مدى ينجح اغتيال قيادات حماس في تحقيق أهدافه؟” وأجاب الكاتب إن اغتيال مهندس حماس يحيى عبداللطيف عياش، ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين، وحتى أحمد الجعبري، لم تغير المعادلة على الإطلاق، 

وذكرت الصحيفة بموقف ياسر عرفات في اتفاقات أوسلو، وأنه مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير، وإعطائها سيطرة تدريجية على بعض الأراضي، تعهد عرفات بنزع سلاح فتح وحماس ومحاربة بقية الفصائل، لكن ذلك أيضا لم يجد نفعا، والآن -تقول الصحيفة- تريد إسرائيل من حماس أن تنزع سلاحها وأن تحارب فصائل المقاومة وألا تعطيها شيئا في المقابل، تماما كما فعلت مع عرفات.

هآرتز قالت أيضا إن ازدهار غزة هو أمر يصب في مصلحة مصر وإسرائيل، ولكن إذا استفزت حماس مصر، فإن إسرائيل ستوافق، بل ستشجع عملية مصرية في قطاع غزة، فقد استطاع المصريون إدارة قطاع غزة لثمانية عشر عاما، ولم يكن أهل غزة -بحسب الصحيفة- يفضلون الإدارة المصرية في تلك المرحلة، كبار غزة وعجائزها يتذكرون ذلك، وإذا نسي شبابهم، فإن عبدالفتاح السيسي من الممكن أن يذكرهم!

الأمر ليس بعيدا، تقول الصحيفة، المصريون يمكنهم منح الفلسطينيين مناطق من سيناء، لكن مصر ستحتاج تعويضا، وبخصوص ذلك من الممكن أن تعطي السعودية مصر قطعة مماثلة من الأرض على الضفة الشرقية للبحر الأحمر، وتقول الصحيفة إنه يمكن اعتبار تلك الصفقة إحياء حقيقيا لمبادرة السلام السعودية.

وتذكر الصحيفة بمقترح إسرائيلي آخر، اقترح فيه عامير بيريز، وزير حماية البيئة الإسرائيلي أن توفر مصر لغزة منفذا بحريا عبر ميناء العريش، بدلا من بناء ميناء في غزة، حيث إن ميناء العريش التجاري سيكتمل العمل فيه في غضون ثلاث سنوات بتكلفة تتجاوز 2 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن الميناء سينافس ميناء أسدود الإسرائيلي، لكنه سيلبي احتياجات قطاع غزة، حيث أن هناك مسافة معقولة بين الميناء وقطاع غزة، وهذه المسافة لا تزيد عن المسافة بين أسدود وحيفا أو تل أبيب.

وتقول الصحيفة إن الصفقة من الممكن أن تشمل مطار العريش أيضا الذي يبعد 10 كيلومترات عن الميناء ويبعد مسافة معقولة عن القطاع. 

المصدر: هآرتز + وكالات