ترجمة وتحرير نون بوست
ظهر “الدفاع المدني السوري” المعروف بزيه المميز ولقبه “الخوذ البيضاء” لأول مرة في المشهد السوري عام 2013 كمجموعة من المتطوعين في واحدة من أكثر الأماكن دموية في العالم، تأسست المجموعة في تركيا بمساعدة جيمس لي موزورييه وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني ومدير مؤسسة “مايداي” الخيرية للإنقاذ، حيث ساعد في تدريب الفريق.
وُجد لي موزوريه ميتًا بالقرب من شقته في إسطنبول صباح يوم الإثنين بعد عدة أيام فقط من اتهام وزارة الخارجية الروسية له بأنه جاسوس، وفي الوقت نفسه انتقدت “الخوذ البيضاء”، وتقول التقارير الأولية إنه سقط من الشرفة.
عندما انطلقت منظمة “الخوذ البيضاء” عام 2013، كانت الثورة السورية قد تحولت إلى حرب أهلية مروعة، وكانت هناك القليل من منظمات الإغاثة الدولية أو المحلية القادرة على الوصول إلى مناطق المعارضة المتضررة بشدة والواقعة تحت القصف الشديد من دمشق وحلفائها الروس والإيرانيين.
منذ ذلك الحين وصلت المنظمة إلى 2900 متطوع ومتطوعة، يقول رئيس المنظمة رائد الصالح إنهم أنقذوا أكثر من 119 ألف شخص، كما فقدت المنظمة 270 شخصًا من أعضائها، كانت المنظمة من بين عدة منظمات قليلة تمكنت من توثيق الكثير من هجمات النظام العشوائية على المدنيين، ولذلك حصلت على دعم وتمويل عالمي من الولايات المتحدة والحكومة الأوروبية بما في ذلك المملكة المتحدة.
حافظت المنظمة على مهمتها في إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة أيًا كانت هوية المصاب
في الأسبوع الماضي التقي أندرو موريسون – وزير خارجية الشرق الأوسط في المملكة المتحدة – برئيس “الخوذ البيضاء” لمناقشة الوضع في إدلب والإشادة بعملهم، كما المنظمة ترشحت لجائزة نوبل عام 2016 وحصلت في نفس العام على جائزة “الحق في الحياة” وهي الجائزة البديلة لنوبل، وبعد عام فاز فيلم وثائقي عن عملهم في حلب بجائزة الأوسكار.
مع تزايد شهرتهم واجهت المنظمة حملة انتقادات شديدة من مؤيدي نظام بشار الأسد وحلفائه الذين اتهموهم بدعم الجماعات الإرهابية وشن ضربات جوية ومدفعية وحتى شن هجمات كيميائية مزيفة، في الواقع وبعد فوزهم بجائز الأوسكار، غردت السفارة الروسية في المملكة المتحدة قائلة: “إنهم مجموعة من الممثلين يعملون لصالح أجندة معينة وليسوا رجال إنقاذ”، وشاركت صورًا ومقاطع فيديو بعضها مزيف على الإنترنت كدليل على كلامها.
أصبح الوضع معقدًا مع وصول المقاتلين الجهاديين إلى صفوف المعارضة خاصة في إدلب الآن، خط المواجهة الأخير، لكن المنظمة حافظت على مهمتها في إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة أيًا كانت هوية المصاب، يقول صلاح: “هذه الدعايا والضجة تستهدف عملنا الذي لا يحبه النظام، فنحن نوثق جرائم الحرب”.
في يوم الجمعة ركزت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على الحديث عن المنظمة مرة أخرى وأشارت إلى لي موزوريه على وجه الخصوص، حيث قالت إن تعليقاتها رد فعل على ادعاءات دكتور موريسون بأن المنظمة ما زالت تتعرض لحملة تضليل واسعة بواسطة النظام السوري والحكومة الروسية، وبعد لقائه مع صالح، انتقد الوزير البريطاني دمشق وموسكو.
يقول موريسون: “هذه التكتيكات الخادعة محاولة وقحة لتشتيت الانتباه عن حملة الهجمات المروعة ضد الشعب السوري التي تضمنت استخدام أسلحة كيميائية”، في الوقت نفسه اتهمت زاخاروفا بغضب لي موزوريه بالعمل مع جهاز الاستخبارات البريطاني والقاعدة، وقالت إن متطوعي الخوذ البيضاء يثيرون الشغب ويساعدون أخطر الجماعات الإرهابية.
لكن الخبراء في سوريا الذين يدعمون عمل “الخوذ البيضاء” ينكرون دائمًا ادعاءات النظام السوري وروسيا، قال هاميش دي بريتون خبير الأسلحة الكيميائية الذي كان يحقق في هجمات النظام داخل سوريا إن تلك الانتقادات متعمدة.
وأضاف: “عندما يتعرض الناس للقصف كل يوم ويُمنعون من دخول المستشفيات، كانت الخوذ البيضاء المنظمة الوحيدة التي تقدم المساعدة، لهذا السبب يتعرضون لهجوم شديد، إنه جزء من إرباك وسحق الشعب السوري، لكنهم بساطة مجرد مستجيبين للأحداث ويمكنني أن أشهد بذلك”.
المصدر: إندبندنت