دعا الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي” اليوم الأربعاء، جيش بلاده إلى “رفع جاهزيته القتالية”، منتقداً الأعمال التي تقوم بها جماعة الحوثي في محيط العاصمة صنعاء.
ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول حكومي رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن اسمع أن “ذلك جاء خلال اجتماع موسع ترأسه هادي اليوم في القصر الجمهوري بصنعاء، بحضور أعضاء مجلسي النواب والشورى، وأعضاء في الحكومة، وممثلين للأحزاب والمكونات السياسية، لمناقشة آخر التطورات على الساحة المحلية، وخصوصاً الخطوات التصعيدية التي تقوم بها جماعة الحوثي”.
وأشار المسؤول، إلى أن “الرئيس ألقى كلمةً مطولةً انتقد فيها تصرفات الحوثيين في الفترة الأخيرة، وأشار إلى قدرة الدولة في إيصال البلاد إلى بر الأمان، وأن اليمنيين لن يقبلوا بفشل العملية السياسية”.
وبحسب المسؤول فقد كلف المجتمعون لجنة لزيارة محافظة صعدة شمال البلاد ولقاء زعيم جماعة الحوثيين “عبدالملك الحوثي” لإثنائه عن “النهج الذي اتخذه مؤخراً”.
ويترأس اللجنة التي ستزور صعدة، أحمد عبيد بن دغر، نائب رئيس الوزراء، وعضوية كل من سلطان البركاني (حزب المؤتمر الشعبي العام)، ويحيى منصور أبو اصبع (الحزب الإشتراكي)، وعبدالحميد حريز (مستقل) ، ونبيله الزبير(مجتمع مدني)، ومحمد قحطان (التجمع اليمني للإصلاح) ومبارك البحار (مكون الشباب).
وتشهد العاصمة صنعاء، منذ يومين، تظاهرات واعتصامات لأنصار جماعة الحوثي، استجابة لدعوة زعيم الجماعة “عبد الملك الحوثي” إلى الخروج في مسيرات بالعاصمة، ومدن أخرى، للمطالبة بإسقاط الحكومة.
وأمهل الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة مساء الأحد الماضي السلطة حتى يوم الجمعة المقبل لإقالة الحكومة، وإلا سيصّعد بـ “بخيارات أخرى”.
ويُنظر لجماعة الحوثي الشيعية التي تتخذ من محافظة صعدة، مقراً لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر 1962.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010)، بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، والقوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.
وكان لجنة أمنية يمنية قد دعت جماعة الحوثي الشيعية، البارحة الثلاثاء، إلى رفع خيام الاعتصامات والمظاهر المسلحة المحيطة بالعاصمة صنعاء.
وفي بيان أصدرته اللجنة الأمنية العليا، والتي تضم وزيري الدفاع والداخلية وقادة عسكريين وأمنيين آخرين، ونشرته وكالة الأنباء الرسمية، حذّرت اللجنة من أن “عدم استجابة جماعة الحوثي لرفع المظاهر المسلحة سيجعلها تتخذ كافة الإجراءات المخولة لها انطلاقا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها في تحقيق الأمان والطمأنينة والسكينة العامة في كل ربوع اليمن”.
واتهمت اللجنة جماعة الحوثي بـ”التواجد المكثف وبأسلحتها المختلفة في منطقة المساجد غرب العاصمة صنعاء، ومنطقة حزيز جنوب العاصمة ومنطقة الرحبة بجوار مطار صنعاء ومناطق أخرى”.
وأشارت اللجنة إلى أن “الحوثيين نصبوا نقاطا للتفتيش، وقاموا بتجهيز عدد كبير من الأطقم المسلحة التي تقل أنصارهم من خارج مناطق الاعتصام في صنعاء”.
وتابعت اللجنة أن “عناصر الحوثي اعتلوا التباب والمرتفعات الواقعة على جانبي الطريق العام واستخدموا الجرافات والمعدات لإعداد المتاريس والخنادق بما يتنافى مع مظاهر السلم والتعبير عن الرأي بالصورة الحضارية المعمول بها في المطالبة بالحقوق القانونية والمشروعة”.
في سياق متصل، رفضت جماعة الحوثي دعوة سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، مساء الثلاثاء، إلى “احترام القانون وحفظ النظام” في أعقاب دعوة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لإسقاط الحكومة.
واعتبرت الجماعة في بيان لها هذه الدعوة “تدخلاً وفرض وصاية أجنبية”، داعية الدول الراعية للتسوية إلى “النأي بنفسها تماما عن دعم قوى النفوذ والفساد والإجرام”.
وأكدت أن “الشعب اليمني ماض في ثورته (تقصد احتجاجاتها) بشكل سلمي حتى تحقيق أهدافه المعلنة والواضحة بإسقاط حكومة الفساد، وإلغاء الجرعة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني (والذي اختتم أعماله في 25 يناير الماضي)”،وطالبت هذه الدول بالوقوف إلى جانب الشعب واحترام كرامته وإرادته في العيش بحياة كريمة غير منقوصة.
من جانبها، شبّهت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام “توكل كرمان” الاعتصامات التي تنفذها جماعة الحوثي حول مداخل العاصمة صنعاء بـ”الحصار الذي فرضه المليكون على المدينة في سبعينات القرن الماضي”.
وخاطبت كرمان في تصريح نشرته على صفحتها في فيسبوك زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بالقول: إن “جموعكم المسلحة على مداخل العاصمة تذكرنا بحصار السبعين”.
وأكدت كرمان أن ما سمّته “الاعتصامات المسلحة” بصنعاء تثبت أن “الحوثيين أبعد عن السلمية التي يتحدثون عنها كخيار في نضالهم”، متهمةً إياهم بالسعي إلى “تقويض النظام الجمهوري”.