جهز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوراقه وترقب الساعة الثامنة مساء ليخرج في مؤتمر صحفي يُعلن فيه تمكن أجهزة مخابراته من اغتيال محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة حماس وهو – المطلوب رقم 1 لإسرائيل – على مدار ربع قرن.
لكن كتائب القسام استبقت مؤتمر نتنياهو بخطاب قوي فاجئ إسرائيل وصدم قيادتها السياسية والأمنية والعسكرية، ففي تمام الساعة السابعة مساء
يبدو أن خطاب أبو عبيدة – الناطق الاعلامي باسم كتائب القسام – لجم نتنياهو لجماً قوياً واختصر المؤتمر الخطابي للقسام الطريق على أضعف رئيس وزراء عرفته إسرائيل على مدار عدة أعوام.
كتائب عز الدين القسام حذرت في خطابها – الذي تابعه الفلسطينيون في غزة لحظة بلحظة – شركات الطيران العالمية من الوصول إلى مطار “بن غوريون” الإسرائيلي وعليها وقف رحلاتها منه وإليه ابتداء من الساعة السادسة صباح غدا.
الكتائب هددت بأنها “تمنع أي تجمعات كبيرة لجمهور العدو في المديات التي تصلها صواريخ القسام وخاصة الحشود في الملاعب في دوري كرة القدم وغيرها من الأماكن المفتوحة، كما منع المتحدث باسمها سكان ما يسمى غلاف غزة والمدن القريبة من العودة إلى بيوتهم، وعلى من يظل منهم للضرورة البقاء داخل الملاجئ والمناطق المحصنة.
وبعد الخطاب القوي للقسام أعلنت شركات طيران عالمية إلغاء رحلاتها فيما أوقفت وزارة المواصلات الإسرائيلية حافلات الجنوب ليلاً بالإضافة إلى تأجيل دوري كرة القدم .
وعلى أثر خطاب القسام أعلنت الخطوط الجوية السلفاكية والقبرصية إلغاء رحلاتها إلى مطار بن غوريون، في حين أوردت القناة الإسرائيلية الثانية تزايد في عدد المستوطنين الهاربين من الجنوب إلى الشمال بسبب الصواريخ التي تطلق من غزة وارتفاع كبير في أعداد الإسرائيليين الهاربين للملاجئ.
القسام اختصر الطريق على بنيامين نتنياهو وأطلق سلسلة تهديدات للإسرائيليين أهمها عدم التجمهر في الأماكن العامة وأخطرها أن مطار بن غوريون الوحيد في إسرائيل سيتوقف عن العمل بدء من صباح الخميس.
وكان خطاب القسام بمثابة تحدي جيش فلسطيني لجيش هزيل ضعيف مهزوم .. جيش امتلك ورقة قوية لوح بها في وجه إسرائيل..
التصريح الخطير الذي صدر عن المتحدث باسم القسام هو “أن المبادرة المصرية انتهت ..” ، قال القسام “إن هذه المبادرة (المصرية) ولدت ميتة واليوم تم قبرها مع الشهيد علي محمد الضيف”.
“يظل ما سبق ساري المفعول حتى إشعار آخر من القائد العام للقسام محمد الضيف” الجملة التي ختم بها الناطق باسم القسام خطابه بعد تهديده لقصف أماكن في العمق الإسرائيلي.
رسالة القسام كان مفادها لقادة إسرائيل باختصار أن مَن حاولتم أن تغتالوه بالأمس في ارتكاب مجزرة مروعة بحق عائلة آمنة بمدينة غزة هو الذي يملك قرار السلم والحرب اليوم !
وخرج القسام من خطابه برسالة مفادها أن “قائدها محمد الضيف سيبقى الرقم الصعب الذي حول حياة الإسرائيليين إلى رعب، ويؤثر تأثيرا بالغا في تاريخ القضية الفلسطينية”.