تتميز المغرب بامتلاكها مقومات سياحية تجعلها قبلة السياح في كل الفصول، ما جعلها تتفوق على عديد الدول العربية والافريقية وحتى الأوروبية في هذا المجال، فالسياحة هناك لا تقتصر على فصل دون آخر، فهي متعددة تلبي كافة احتياجات وأذواق السائحين بمختلف أنواعهم.
في هذا التقرير لنون بوست نتعرف سويا على أبرز وجهات السياحة الشتوية في المملكة المغربية، خاصة ونحن في فصل الشتاء، الفصل الذي ينتظره الكثير من السياح للتمتع والمغامرة والاستكشاف أيضا.
محطات التزلج
إذا كنت تبحث عن وجهة سياحية شتوية، فعليك بالمغرب، فهناك ستجد فرصة للترفيه عن النفس عبر ممارسة الرياضات الشتوية وعيش مغامرة فريدة من نوعها في أماكن عدة تتميز بها المملكة عن باقي دول المنطقة.
نبدأ بالتزلج، الرياضة الأبرز في هذا الموسم، حيث عُرفت المغرب بهذه الرياضة في السنوات الأخيرة، وتوجد في المملكة محطتان لمزاولة هذا النوع من الرياضة، الأولى محطة “أوكايمدن” التي تبعد على مدينة مراكش بـ 74 كيلومترًا، والثانية محطة “مشلفين”، والتي تبعد على مدينة إفران بـ 17 كيلومترًا.
محطة “أوكايمدن”
تستقبل محطة أوكايدمن هذه الأيام من كل سنة، زوارها ومحبي الاستكشاف والتزلّج، بما حباها الله من جمال وروعة، ساهم في تدعيمها الإنسان، و تقع هذه المحطة فوق جبال أوكايمدن، المطلة على سهول مدينة باب الصحراء “ورزازات”، غير بعيدة عن المدينة الحمراء، مراكش ذات الصيت العالمي.
تتوفر في هذه المحطة، مختلف أدوات التزلج التي تمكن عشاق هذه الرياضة من ممارسة هوايتهم
تستمر فترة وجود الثلوج في هذه المحطة، أكثر من 120 يوماً، تمتد من منتصف ديسمبر/كانون الأول إلى منتصف أبريل/نيسان، غير أن فرصة التزحلق على الجليد، بالشكل المطلوب، عادة ما تنحصر ما بين شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
خلال تلك الأيام، يجد محبي التزلج ضالتهم في هذه المحطة، حيث ترتدي جبال أوكايمدن اللون الأبيض الناصع وتتزيّن به، فحيثُما وليت وجهك ثمة البياض، على أغصان الأشجار الباسقة وعلى الأرضِ، وجنبات الأحواض والشلالات المائية، وفي كل مكان من هذه الجبال العالية.
يمنح الثلج فرصة لمحبي التزلج للتمتع بفصل الشتاء
تتوفر في هذه المحطة، مختلف أدوات التزلج التي تمكن عشاق هذه الرياضة من ممارسة هوايتهم، من ذلك توفّرها على “تيليسييج” أو عربات معلقة بسلك واحد يصل علوها إلى 2300 للتمتع بسحر الطبيعة وبياض الثلج.
كما تتوفر في هذه المحطة، التي تعتبر الأعلى في منطقة شمال إفريقيا، حيث يبلغ ارتفاع جبل “أوكايمدن”، 3200 مترًا، ستة “يليسكي” للأطفال والمبتدئين، فضلاً عن عدد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات الجبلية التي تزينها مناظر طبيعية خلابة رائعة تسحر العين وتأسر العقول.
محطة مشليفن
إضافة الى محطة أوكايمدن، نجد أيضا محطة مشليفن الواقعة فوق جبال أطلس المتوسط، على بعد أقل من 20 كيلومترا من مدينة إفران. وتستهوي هذه المحطة في هذه الأيام، محبي التزلج من المغرب وخارجه، الذين يجدون في مرتفعاتها متنفسًا ومكانًا لقضاء وقت ممتع في ممارسة رياضة التزلج.
في هذه الفترة من كل سنة، تستقبل هذه المحطة التي حباها الله جمالاً وزادها الإنسان روعة، زوارها من المغربيين والمقيمين والأجانب، الذين يفضلون التمتع بثلوجها و شلالاتها المائية الدائمة الجريان وطبيعتها الخضراء الخلابة.
الثلوج تغطي إفران
تغري الثلوج في قمم محطة مشليفن، عشاق رياضة التزحلق على الجليد، الذين يفضلون قضاء عطلتهم بين الثلوج البيضاء، بالرغم من الانخفاض الشديد في درجات الحرارة. وتجعل الثلوج التي تغمر المكان كل عام في هذه الأيام من فصل الشتاء، من جبال إفران لوحة فاتنة وساحرة، تستقطب السياح الذين يبحثون عن الراحة والهدوء والابتعاد عن صخب المدن الكبرى، وتمنحهم رؤية رومانسية.
وتتوفر في المحطة 5 مسارات للمبتدئين والمتزلجين من ذوي الخبرة الذين يرغبون في إعادة اكتشاف متعة التزلج والرياضات الشتوية بشكل عام. كما تظمّ فندق راق، بالإضافة إلى العديد من الشقق والمنازل المخصصة للإيجار والشاليهات الجميلة.
إضافة إلى ذلك، تمنح مشليفن، محبي الاستكشافات والمغامرات فرصة للقيام بهواياتهم هناك، فهي توفي لهم كل المقومات لمزاولة هواياتهم الرياضية، مثل التسلق وامتطاء الدراجات الهوائية والصيد والرحلات الاستكشافية في غابات الأرز والبلوط الأخضر وأشجار السيكامور والكستناء والزيزفون النادرة.
صحاري المغرب
السياحة الشتوية في المغرب، لا تكون في الجبال بين الثلوج والغابات فقط، بل في الصحاري أيضا، فالصحراء تمثّل أحد أبرز مناطق الجذب السياحي في البلاد في هذه الأيام الباردة، فإليها يحجّ محبي الدفء والحرارة المعتدلة.
في هذه الأيام، يمكنك أن تتمتّع في ظل درجات الحرارة المعتدلة بالكثبان الرملية طوال اليوم، بما في ذلك زيارة كثبان عرق الشبي، التي تعد أحد أجمل الكثبان الرملية في العالم مع مجموعة لا تقارن من المناظر الخلابة وفرص ترفيهية متنوعة.
فرص ترفيهية وفٍّتها تلك الصحراء التي فتحت ذراعيها لاستقبال محبي الطبيعة ورحالات السفاري ومستكشفي التاريخ، بين مشاهد الرمال الذهبية المتلألئة والسماء المرصعة بالنجوم في تجربة لن تنسى، فهي ضالة كل محبي الهدوء والراحة وأيضا المغامرات.
تشكل الواحات هناك إحدى معالم الصحراء السياحية، مثل واحة بوشنيول في ضواحي قرية مرزوكة الواقعة وسط الكثبان الرملية الذهبية
في تلك الأراضي، لك أن تصعد فوق سفينة الصحراء، الإبل، أو السيارات رباعية الدفع حتى تستمتع بجمال صحراء لا حدود لها تقيدك ولا أحجار تؤذيك، ولك أن تمعن نظرك في رمالها الذهبية الصفراء وتشاهد لحظة غروب شمسها المتدرج لونها من البرتقالي والـحمر، ونجومها المتلألئة، وبدرها الساطع، فيزداد ذهنك صفاءً وفكرك انطلاقة.
عند زيارتك لصحراء المغرب، لا تفوت فرصة صعود الكثبان الرملية الشاهقة ومعايشة المعنى الحقيقي للإثارة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الصحراوية الشاسعة من منظور واضح، من خلال رحلات السفاري عبر السيارات ذات الدفع الرباعي أو الجمال، في هذه المغامرة لك أن تمتّع عينيك من المناظر الساحرة إلى الثروات الحيوانية والنباتية والبحيرات المائية.
ركوب الجمال في صحراء المغرب
هناك ستنام في العراء في عمق الصحراء لتكتشف أسرار الطبيعة ومعنى الوجود والاستمرارية، وتتمتع بحركة النجوم وسكون الليل والتمعن في ضوء القمر الساطع، حيث تُنصب الخيام وتشعل النيران، فيكون الليل غير النهار تمتزج فيه الألوان خاصة إن كانت ليلة اكتمال القمر، وبمجرد أن تبزغ الشمس تبدأ الرحلة من جديد بنفس أطول وإحساس يتوق إلى اكتشاف باقي مميزات الصحراء.
لك أيضا، أن تمتع عينيك بالواحات المنتشرة وخاصة قبل غروب الشمس، حيث تشكل الواحات هناك إحدى معالم الصحراء السياحية، مثل واحة بوشنيول في ضواحي قرية مرزوكة الواقعة وسط الكثبان الرملية الذهبية.
هذه المناطق الجبلية والصحراوية، تمثّل قبلة السياح في المغرب، سياح اختاروا المملكة على باقي دول المنطقة للتمتع بجمالها في أيام الشتاء البارد.