بحسب ابن خلدون فإن للتاريخ وجهان، ظاهر وباطن، فظاهره يخبر عن الأيّام والدول والسوابق من القرون الأولى، وتنمو فيها الأقوال والأمثال المضروبة، فيما يتعلق باطنه بالنظر والتدقيق وتعليل الكائنات والعلم بكيفيّة الوقائع وأسباب حدوثها، وبذلك ووفق رأيه يكون التاريخ عريقاً وعميقاً وجديراً بأن يكون علماً يوقفنا على أخبار الأمم الماضية وأخلاقها وسير الأنبياء والملوك في سياساتهم ودولهم.
وتتباين تعريفات كلمة “تاريخ” التي باتت تستخدم كثيرًا على ألسنة الناس جميعًا، فهي قد تعني الموقع الزمني والجغرافي وقد تعني نظامًا دراسيًا وربما مجمل التجربة الإنسانية فوق هذا الكوكب، فيما ذهب أخرون أنها قد تشير إلى تطور الإنسان ومراحل حياته، أما السياسيون فيلصقونها بالحدث الجلل والمهم وذلك حين يصفونه بـ “التاريخي”.
ثراء تلك التعريفات يضفي على التاريخ مرونة كبيرة،ربما جعلته مطية للعديد من الأهواء الشخصية والأيديولوجيات السياسية والثقافية، وهو ما قد يجعل الحدث الواحد قابل للتأويل من أكثر من اتجاه، ومن ثم بات قراءة التاريخ مجددًا مسألة في غاية الأهمية، بعدما فقد الكثير من المؤرخين ثقتهم في قدرتهم على تحديد ماهية “التاريخ” بشكل دقيق .
في الأونة الأخيرة طفت على السطح قراءات مختلفة لوقائع تاريخية متباينة، بعضها شابهه التناقض، خضعت في النهاية لحسابات خاصة بعيدًا عن الأمانة العلمية في التعامل مع تلك الأحداث، ومن ثم كان تسليط الضوء على سبل قراءة التاريخ بشكل مختلف من الأهمية بمكان، فإن كان الحاضر يعاني من تدهور فمن الخطورة أن نترك التاريخ عرضة للنهب والسرقة والتزوير.
وهنا حزمة من الأسئلة تطل برأسها باحثة عن إجابة نسعى في هذا الطرح لإلقاء الضوء عليها، في مقدمتها: هل نحن بحاجة إلى قراءة أخرى للتاريخ؟ كيف يمكننا التحقق من المصادر التاريخية المنتشرة؟ وما هي مصادر قراءة التاريخ بموضوعية؟ ثم أخيرًا.. هل هناك بالفعل تزييف للأحداث التاريخية وكيف يتم ذلك؟
قراءات أسطورية
بداية لا بد من التفرقة بين التاريخ والتأريخ، فالأولى هي الحدث الزمني ذاته، أما الثانية فتعني تسجيل هذا الحدث وتدوينه، وهنا مكمن الخطورة، إذ تخضع الأخيرة لعوامل أخرى ربما تبعدها شيئا فشيئًا عن حقيقة الواقعة نفسها، وهو ما يفسر القراءات المختلفة التي شهدها التاريخ على مر العصور، بعضها كان أسطوريَا.
أضاف في مقال له أن تلك التفسيرات كان يتم توظيفها لتمرير خضوع الناس للنظام السياسي ومنظومة القيم والعادات والأخلاق السائدة في مجتمعهم، ثم جاءت القراءة الدينية للماضي محاولة للتفسير وللتلقين الأخلاقي والديني، وهو ما يفسر وجود المادة التاريخية في الكتب المقدسة للديانات الإنسانية الكبرى.
المؤرخ المصري قاسم عبده قاسم يرى أنه في الزمن القديم “كانت الغاية من ” قراءة التاريخ” تبرير الظواهر الاجتماعية والطبيعية التي لا يعرف الجيل “الحاضر” لها تفسيراً”، ولهذا اتخذت القراءة سمة أسطورية لكي تبرر للناس حياتهم الحاضرة، على حد قوله.
وأضاف في مقال له أن تلك التفسيرات كان يتم توظيفها لتمرير خضوع الناس للنظام السياسي ومنظومة القيم والعادات والأخلاق السائدة في مجتمعهم، ثم جاءت القراءة الدينية للماضي محاولة للتفسير وللتلقين الأخلاقي والديني، وهو ما يفسر وجود المادة التاريخية في الكتب المقدسة للديانات الإنسانية الكبرى.
فالقراءة اليهودية للتاريخ ركزت على فكرة الاختيار والأرض الموعودة، على حين ركزت القراءة المسيحية على فكرة الخلاص، أما القراءة الإسلامية، فقد ركزت على أخوة بني الإنسان من ناحية، وفكرة خلافة الإنسان في الكون لإعماره من ناحية أخرى، وكل كان يقرأ وفق ما يحمله من أيديولوجيات.
وخلص المؤرخ إلى أن التاريخ ”يحدث” والمؤرخون ”يقرأونه” في كل مرة يحاولون فيها “كتابته”، وقد مرت هذه القراءات بتطورات كثيرة عبر التاريخ الطويل لتاريخ الفكر التاريخي نفسه، وعليه فقد تغيرت مهمة المؤرخ بالضرورة، مع مرور الوقت، ففي الزمن القديم، كانت غاية “قراءة التاريخ ” حكاية ما حدث وتسجيله، وكانت مهمة المؤرخ أن يحكي “ماذا” حدث، ولذلك ظهرت “قراءة” المؤرخين القدامى للتاريخ نوعاً من التدوين والتسجيل، ولكنه كان في الحقيقة “قراءة” تعكس وجهة نظر المؤرخ من ناحية، وقراءة عصره للتاريخ من ناحية أخرى.
تزييف التاريخ
التاريخ في الغالب اجتهاد شخصي يخضع لعوامل شخصية أكثر منها عامة، ومن ثم من الصعب التيقن بنسبة كبيرة بصحة أي من الروايات التاريخية الواردة بشأن حدث أو واقعة بعينها، وليس معنى هذا أن رواية واحدة هي الأصح، لكن الافتقاد لمقومات الموضوعية يجعل التصديق النهائي محل شك.
علاوة على عدم تتبع المصادر التاريخية، وهي أحد الأخطاء الكارثية التي يقع في كثير من الباحثين الذين يرتأون لأنفسهم اليقين الكامل بموثوقية المصدر المنقول عنه دون تتبع مراحل حصوله على الرؤية المطروحة
العديد من العوامل كان وراء دفع المؤرخين إلى وصف “تأريخ الحدث” أي توثيقه بالمزيف، وهو ما أشار إليه أشرف محمد، الباحث التاريخي بجامعة القاهرة، يأتي على رأسها الاكتفاء بمصدر واحد للتاريخ دون تطعيم التفسير بمصادر أخرى تعزز رؤية بعينها.
الباحث في حديثه لـ “نون بوست” لفت إلى أن من العوامل الأخرى البحث عما يؤيد الموقف الشخصي لا الحقيقة، كأن يبحث المؤرخ أو من يقوم بتسجيل الواقعة التاريخية بما يدعم توجهه الشخصي، سياسي كان أو ديني أو فكري، بعيدًا عن حقيقة الحدث نفسه.
علاوة على عدم تتبع المصادر التاريخية، وهي أحد الأخطاء الكارثية التي يقع فيها كثير من الباحثين الذين يرتأون لأنفسهم اليقين الكامل بموثوقية المصدر المنقول عنه دون تتبع مراحل حصوله على الرؤية المطروحة، هذا بخلاف الخطأ في اختيار المصدر التاريخي نفسه كأن يكون غير أهل للثقة أو من المشكوك في أمانتهم العلمية.
يتناغم هذا الرأي مع ما قاله ابن خلدون بشأن تعداده للأسباب التي تجعل من التأريخ محل شك، حين أرجعها لـ “الاعتماد على النقل فقط، ولم يأخذ المؤرّخون طبيعة العمران، والأحوال في المجتمعات، وقواعد السياسة، وأصول العادات بعين الاعتبار. عدم قياس الحاضر بالماضي، والغائب من التاريخ بالشاهد عليه، عدم تنقية الأحداث التاريخيّة من الأخبار الكاذبة، وتحرّي الصدق فيها. البعد عن أخذ التبدّل في الأمم والأحوال، واختلاف الأجيال عند النظر إلى التاريخ. الابتعاد عن الموضوعيّة، والتحيّز لمذاهب وآراء معيّنة، فعند الحديث عن تاريخ الأمم والمذاهب التي يتحيّز لها المؤرّخ، يشرح الوقائع بالتفصيل والإمعان، وعند ذكر أمور لا يهتم لها المؤرّخ يكون الحديث مختصرًا، ولا يتحرّى الدقّة. ميول بعض المؤرّخين للتقرّب من أصحاب السيادة والمراتب الرفيعة، فتظهر أخبار لا تمتّ للحقيقة بصلة، تكثر من المديح والثناء على أصحاب المراكز العليا”.
أبجديات قراءة التاريخ
وعليه فإن التاريخ يحتاج إلى عدد من الأبجديات والاستراتيجيات لقراءته بشكل موضوعي، وفق ما أشار المؤرخ السعودي د. محمد بن موسى الشريف، يأتي في مقدمتها :القراءة الشاملة، فالنظرة الجزئية لأحداث التاريخ تُنتج مواقف إزاء تلك الأحداث لا تتفق مع الواقع تمامًا، وتكون ظالمةً لأشخاص ووقائع؛ فمَن نظر إلى الدولة العباسية مِن منظور قسوة النَّشأة وتتبُّع الخصوم؛ سيحكم عليها حكمًا جائرًا. ومَن نظر إلى دولة بني عثمان في ضوء الوقائع العسكرية فقط؛ فسيحكم عليها حكمًا غير دقيق.
في الناحية الأخرى عدم تقبيح التاريخ، فهناك اتجاه لدى البعض بأن التاريخ معظمه شر وفتن ومن ثم يتجنبون الإشارة إلى ذلك خشية أن ينعكس ذلك سلبا على المجتمع صاحب هذا التاريخ أو تلك الحضارة، وهذا غلو واضح وتزوير فاضح، فالتاريخ له ما له وعليه ما عليه.
كذلك عدم تجميل التاريخ، إذ يُحب كثيرٌ من قارئي التاريخ والباحثين فيه أنْ يُجمِّلوا التاريخ، وهذا لا يصح؛ إذ التاريخ فيه ما يَجْمُل ذِكْره وفيه ما يسوء ذِكْره، وهذه سُنَّة الله في خَلْقِه، وهكذا هو التاريخ منذ فجر البشرية. وهناك مؤرخون يُجَمِّلون التاريخ بذِكْر الحسنات فقط وإغفال السيئات، وصنيعهم هذا خطأ منهجي واضح.
وفي الناحية الأخرى عدم تقبيح التاريخ، فهناك اتجاه لدى البعض بأن التاريخ معظمه شر وفتن ومن ثم يتجنبون الإشارة إلى ذلك خشية أن ينعكس ذلك سلبا على المجتمع صاحب هذا التاريخ أو تلك الحضارة، وهذا غلو واضح وتزوير فاضح، فالتاريخ له ما له وعليه ما عليه.
وأشار الشريف إلى ضرورة القراءة المركزة لأحداث التاريخ بعيدًا عن الموسوعات المطولة التي ربما يمل منها القراء سريعا، وعليه يحسن قراءة المصادر التاريخية المكتوبة على الطريقة العلمية الحديثة التي تلم الموضوع بإيجاز نسبي وترتيب منهجي دون استطراد أو تطويل على حد قوله.
ثلاثية الزمان والمكان والإنسان
فيما ذهب المؤرخ العراقي صادق السامرائي إلى أن التاريخ يتكون من 3 عناصر يجب تفاعلها سويا للوصول إلى قراءة تأريخية موضوعية ذات قيمة معرفية وإعتبارية، وهذه العناصر هي المكان والزمان والإنسان، إذ لا يمكن القول بقراءة سليمة للتأريخ بالإعتماد على واحد منها فقط.
وأضاف في مقال له إن كثيرًا من الكتابات تبدو وكأنها بضائع معروضة للبيع على “سكلة” زمانها!!، “ولهذا فأن الكثير من المطروح منها لا يهدف إلى الحقيقة وإنما الرواج والبيع وقبض الأثمان، ولا بد أن تكون كتاباتهم بضاعة ومنهجهم كمنهج الشعراء الذين يبيعون بضاعتهم مزوقة بألوان المديح وفنونه، أي أنهم يتكسّبون بما يكتبون، ولا حرفة عندهم للعيش سوى ما تخطه أقلامهم”.
وعليه فإن الإعتماد على المكتوب فقط يتسبب في الإبتعاد عن الحقيقة والموضوعية والمعرفة الصادقة الصائبة، وكثيرا ما يبدو التناقض واضحًا وشديدًا بين المكتوب على السطور والموجود فوق التراب، وما يحمله الإنسان في ثقافته وسلوكه المتوارث عبر الأجيال.
وقد ذهب السامرائي إلى أنه ليس من المنطقي علميًا الاعتماد على الكلام المدون وإهمال الآثار والعمارة وما تقدمه لنا التنقيبات من شواهد حية عن نشاطات أهل ذلك الزمان، وإنما يجب وضعها جميعًا في وعاء واحد، واستخلاص ما يمكن استخراجه من سلافة عصرها.
وأختتم المؤرخ العراقي مقاله بأن الإدعاءات التاريخية المنشورة هذه الأيام بها الكثير من التناقضات والافتراءات، التي تسببت فيها مناهج العزل والتخندق، متسائلًا: هل سنقرأ تأريخنا بمناهج معاصرة التوجهات والتطلعات العلمية والبحثية الرصينة، وبأبعادٍ ثلاثية النظر، أم سنبقى في معتقلات الترويج والتكسب والإحتراب وأصفاد قال وذكرَ؟!!
مصدران للتاريخ
تتضمن الرواية التاريخية الواحدة قراءت عدة، تخضع كما قلنا إلى عوامل ومحددات خاصة، فما يراه مؤرخ شخصية ملائكية يصوره الآخر على أنه شيطان، والعكس في الأحداث والوقائع، وهو ما يدفع إلى التساؤل عن مصادر التاريخ التي يمكن الاعتماد عليها في قراءة الأحداث بشكل موضوعي.
أوضح أن القراءة النقدية للتاريخ باتت علمًا يدرس في الجامعات لطلاب التاريخ والدراسات العليا، لافتا إلى ضرورة ألا يتصدى لقراءة التاريخ غير المتخصصين ممن يلوون الحقائق لخدمة أهداف خاصة أو إرضاء لنظام أو طائفة بعينها
الأكاديمي المصري عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، يرى أن المصادر الموثوقة لقراءة التاريخ هي المصادر الرسمية الخاضعة لإشراف الدولة والجمعيات التاريخية المتخصصة، أما ما دون ذلك من وثائق شخصية فمن الصعب الاستناد إليها في قراءة التاريخ.
وأضاف الدسوقي لـ “نون بوست” أن بعض المذكرات الشخصية يمكن الاعتماد عليها في بعض الأوقات، لكنه في الوقت ذاته ألمح إلى ضرورة اللجوء إلى عوامل التيقن من صحة مضمون ما جاء في تلك الوثائق ومقارنتها بما جاء في نظيرتها في نفس الفترة الزمنية، مع دراسة الطبيعة السياسية والجغرافية والثقافية والاجتماعية للنطاق الجغرافي والزماني للحدث المراد قراءته.
وأوضح أن القراءة النقدية للتاريخ باتت علمًا يدرس في الجامعات لطلاب التاريخ والدراسات العليا، لافتا إلى ضرورة ألا يتصدى لقراءة التاريخ غير المتخصصين ممن يلوون الحقائق لخدمة أهداف خاصة أو إرضاء لنظام أو طائفة بعينها، وهو ما يشوه الذاكرة التاريخية للمجتمع بأكمله.
وفي السياق ذاته تشير بعض الأراء إلى أن هناك مصدرين للتاريخ: مصادر أولية ومصادر ثانوية، المصدر الأولي هو المصدر الذي كتب في عصر الحدث — تدوين معاصر لحدث، رواية شاهد عيان، افتتاحية احدى الصحف، ومجموعة من الرسائل، دراسة إحصائية، صورة فوتوغرافية، أدلة مادية (اّثار) كأنقاض معمارية أو عملات، أما المصدر الثانوي فيعني تفسير (استقراء) لهذا الحدث الذي يقوم بدوره على المصادر الأولية.
أكبر من مجرد حدث سياسي
أستاذ فلسفة التاريخ المغربي د. الطيب بوعزة يرى أن التاريخ أكبر من مجرد حدث سياسي، فليس من المنطقي أن نحصر قراءتنا للتاريخ في واقعة سياسية وفقط، دون التطرق إلى العوامل الأخرى، وهو ما يوقع الباحثين في أخطاء قد تشوّه التاريخ وتجعله عرضة للقيل والقال.
بوعزة لفت إلى أن من المميزات المنهجية لمدرسة الحوليات (التي أسسها مارك بلوك Marc Bloch ولوسيان فيفر Lucien Febvre في أواخر العشرينات من القرن الماضي في فرنسا) أنها أولت اهتمامًا خاصًا بدراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية في مسار زمني طويل، لاعتقادها أن معنى الأحداث التاريخية الرئيسة لا يمكن أن تفهم في لحظتها الآنية، بل لا بد من التعمق في ماضيها، وفق مقطع زمني طويل يدرس بعناية وعمق.
وأوضح أن فرناند بروديل Fernand Braudel وهو أحد رواد تلك المدرسة قد تجاوز ذلك النهج الشائع في بحث التاريخ، الذي يركز على الأمراء والأبطال والشخوص وينادي، بدلا من ذلك، بضرورة استحضار العوامل المجتمعية في تعددها وتنوعها. يقول بروديل: «نحن ضد ذلك القول الأرعن: الرجال يصنعون التاريخ. لا، إن التاريخ هو أيضا يصنع الرجال».
ويقوم هذا المنهج على أولوية التاريخ الاقتصادي والاجتماعي، على العكس من المناهج التقليدية التي احتل فيها التاريخ السياسي أولوية مطلقة، فلا تكاد تعرف عن تاريخ الإنسانية في كتب التاريخ التقليدية، إلا تاريخ الأمراء وقادة العساكر. وفي هذا السياق، ينبه بروديل إلى أنه «لا ينبغي أن نظن أن الممثلين الذين يثيرون أكبر ضجة هم الأكثر أهمية وأصالة».
ويخلص الباحث المغربي إلى أهمية قراءة الحدث التاريخي في إطار أكبر وأعم وأشمل، حتى تكون القراءة موضوعية، بعيدًا عن أي تحيزات قد تخرجه عن السياق ومن ثم يفقد قيمته وأهميته في نفس الوقت، وهو المنهج الذي طالب بتعميمه على جميع المتصدين للتأويل والتأريخ، وأن يخلعوا من عليهم عباءة الانتماءات السياسية والفكرية.