بدأت الأزمة الحالية في العراق في أوائل يونيو عندما استولت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على الكثير من مساحة شمال العراق، بما في ذلك مدينة الموصل، وهي التي كانت تسيطر بالفعل على أجزاء واسعة من الأراضي السورية. هذا الصراع لديه جذور ممتدة في تاريخ العراق المعقد، لديه جذور في تركيبة العراق الطائفية والدينية والعرقية، ولديه جذور في حرب العراق التي بدأها الغزو الأمريكي في 2003، هذه 27 خريطة من الممكن اعتبارها دليلاً لأزمة اليوم، وللقوى التي أثرت على المشهد الحالي.
1 الانقسام الديموغرافي في العراق
لا يمكن القول إن ديموغرافية العراق هي السبب الوحيد للأزمة الحالية، لكنها بلا شك جزء رئيسي من ذلك السبب، يمكنك أن ترى ثلاث مجموعات رئيسية في العراق، أهمها العرب الشيعة، وهم الأغلبية النسبية في البلاد، ويعيش معظمهم في الجنوب، السنة يعيشون في الشمال والغرب، في بغداد يختلط السنة بالشيعة، وفي أقصى الشمال يعيش الأكراد، وهم من السنة لكن انتماءهم العرقي يفصلهم عن العرب السنة، حتى الآن يسيطر الشيعة على الحكومة العراقية.
2 التوازن السني الشيعي في الشرق الأوسط
هذه الخريطة شديدة الأهمية لفهم الجغرافيا السياسية في المنطقة، وليس فقط في العراق. انظر إلى الأراضي في سوريا والعراق، اللون الأصفر يمثل المناطق التي يهيمن عليها الشيعة والرمادي هي مناطق السنة، داعش تسيطر على مساحات في المنطقة الرمادية في سوريا والعراق، المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية غالبيتها من الشيعة، كذلك في البحرين وفي مناطق في الكويت، الشيعة هم الأغلبية الساحقة في إيران، وفي مناطق من باكستان وأفغانستان. مع بعض التدقيق، يمكنك معرفة الدول التي تدعم أطرافًا بعينها في الحرب في سوريا، والدول التي تدعم النظام السوري أو النظام الطائفي في العراق.
3 المنطقة الكردية، في العراق وما وراءه
الأكراد هم من الأقليات المضطهدة لفترة طويلة في العراق وسوريا وتركيا وإيران، وهم يحاربون من أجل استقلالهم منذ قرابة قرن من الزمان، وهم وصلوا قريبًا من تحقيق ذلك الحلم في العراق بالفعل، إذ أنهم على وشك تحقيق حكم ذاتي في مناطقهم في العراق، واستغل الأكراد الأزمة الحالية في تعزيز موقفهم التفاوضي في ذلك، لكن جميع الدول المجاورة للعراق، خاصة تلك الدول التي تقيم بها أقلية كردية، ترفض بشكل قاطع قيام دولة كردية مستقلة؛ لخوفهم من دعوات الانفصال التي لم تهدأ في دولهم!
4 احتياطات النفط الهائلة في العراق
يمتلك العراق خامس أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في أي بلد، بعد فنزويلا والسعودية وكندا وإيران، لقد ارتفع الإنتاج بشكل دراماتيكي منذ سقوط نظام صدام حسين، وفي فبراير من العام الجاري كان يتم إنتاج 3.6 مليون برميل يوميًا، بينما في 2002 كان يتم إنتاج حوالي 2 مليون فقط، وفي أعقاب حرب الخليج في1991، كان يتم إنتاج قرابة 300 ألف برميل يوميًا. يتركز النفط في الجنوب الشيعي والشمال الكردي، لكن النفط يندر تمامًا في المناطق السنية في الغرب؛ هذا يجعل محاولة داعش الاستيلاء على حقول النفط الشمالية أمرًا منطقيًا.
تاريخ العراق
5 معركة كربلاء
كان الشيعة والسنة يعيشان بشكل هادئ في غالب تاريخ المسلمين، لكن أزمات سوريا والعراق تدفع بشدة الصراع بينهما، وهذه الخريطة تساعد على فهم الجذور التاريخية لانقسام المسلمين وعلاقته بالعراق. في القرن السابع الميلادي، وبعد أكثر من أربعين سنة من وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، اختلف المسلمون عن الأحق بالخلافة، ونتج عن ذلك أن استُشهد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة الكوفة، وهي في العراق حاليًا، وبعد ذلك بعشرين سنة، سافر أتباع الإمام علي مع ابنه وحفيد النبي – صلى الله عليه وسلم -، الإمام الحسين، من مكة حتى كربلاء، وهي في العراق أيضًا، وهناك قُتل الإمام الحسين ومن معه، وبدون العديد من التفاصيل التاريخية، جُعلت الكوفة وكربلاء ومواقع أخرى في جنوب العراق معقل الإسلام الشيعي.
6 الإمبراطورية الصفوية في أوج قوتها
بعد ما يقرب من ألف سنة على وفاة الإمام علي وابنه الحسين، اتسعت الإمبراطورية الصفوية الفارسية لتحتل أجزاء كبيرة من شرق العراق، هذا لا يزال مصدرًا لانعدام الثقة بين عرب العراق وفرس إيران، ومازال العديدون يتحدثون عن النفوذ الإيراني في العراق باسم “النفوذ الصفوي”، إن بعض الشيعة العراقيين من العرب لا يزالون حذرين من التدخل الإيراني، لكن العرب السنة يعتقدون في أحيان كثيرة أن شيعة العراق ليسوا إلا عملاء لإيران. إن أسوأ ما في أزمة داعش، هي أنها تدفع الشيعة العراقيين إلى الاقتراب أكثر من إيران، وهذا ما يدفع السنة لاحقًا للتقرب من داعش لخوفهم من مؤامرة شيعية صفوية ضدهم.
7 كيف رسمت سايكس بيكو حدود العراق
نسمع الكثير عن هذه المعاهدة التي صُكت عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا وروسيا الذين وافقوا سرًا على تقسيم مناطق الدولة العثمانية بينهم، أصبحت الحدود بين مناطق فرنسا وبريطانيا لاحقًا هي الحدود بين العراق وسوريا والأردن، هذه الحدود كانت تعسفية وغير واقعيةإطلاقاً؛ ولذلك فقد تم إجبار مجموعات عرقية وطائفية مختلفة للعيش معًا، وهذه المجموعات تتصارع الآنمعًا، الحدود قسمت المجتمع السني العربي وجمعت الشيعة بأعداد كبيرة في دول واحدة.
8 حملة “الأنفال” التي قادها صدام حسين ضد الأكراد
عام 1988، استخدم الديكتاتور العراقي صدام حسين السلاح الكيماوي لقتل عشرات الآلاف من الأكراد العراقيين شمال البلاد. هذه الهجمات، التي سماها باسم سورة في القرآن الكريم، وهي سورة الأنفال، كانت تهدف لسحق المتمردين الأكراد الذين يقاتلون من أجل الحكم الذاتي. قتلت الحملة في بضعة أشهر فقط ما بين 50 ألف و 100 ألف من المدنيين، ويقول الأكراد إن عدد الضحايا وصل إلى 180 ألفًا. هذه الخريطة تشير إلى عدد من الفظائع التي ارتكبها صدام حسين ضد الأكراد، ورغم أن استخدام السلاح الكيماوي هو الأشهر من بين انتهاكات صدام، إلا أن هناك وحشية مشابهة تم توثيقها في العديد من الحوادث الأخرى، مثل ذبح أسر كردية بشكل جماعي، ومعسكرات التهجير، ورغم أن الولايات المتحدة تصرفت ببرود شديد خلال ذلك الوقت، لكن حملة الأنفال استُخدمت لاحقًا كتبرير لبدء الحرب على العراق.
9 حرب الخليج الأولى 1990
في 2 أغسطس 1990، غزا العراقُ الكويت بعد خلافات مصطنعة غالبًا بشأن النفط، ووضع العراقيون نظامًا مواليًا لإدارة الكويت. بعد عدة أشهر من الغزو، قادت الولايات المتحدة تحالفًا باسم الأمم المتحدة لدحر القوات العراقية، كانت هناك حملة برية وجوية شاركت فيها دول عدة، وقدمت فيها السعودية أراضيها للأمريكيين، وفي غضون أيام بعد الحرب البرية بداية من 24 فبراير 1991 كانت القوات العراقية تتراجع، وفي يوم 28 فبراير أعلن بوش الأب وقف إطلاق النار، ردت العراق حينها بشن هجمات صاروخية على دولة الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية، كان العراق يأمل باستدراح إسرائيل للحرب للحصول على شرعية مقاومة الاحتلال.
10 الانتفاضة ضد صدام في 1991
في مارس 1991، بدا صدام حسين أكثر هشاشة من أي وقت آخر بالنسبة للعديد من العراقيين، كانت حرب الخليج قد انتهت قبل أسابيع فقط، وقرر المتمردون الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب أن يطيحوا بصيام، دعا بوش الذي كانت قواته تتمركز قريبًا من العراق، العراقيين للانتفاضة ضد صدام، اعتقد العراقيون أن دعمًا أمريكيًا سيأتي، لكن ذلك لم يحدث، وبعد أن حقق المتمردون تقدمًا كبيرًا، لاسيما في الجنوب، انتصر صدام عليهم وقتل الآلاف انتقاماً، وبذلك عزز صدام من قبضته على البلاد في نهاية المطاف، لكن انتهاكات صدام وفرت جزءًا من الدوافع التي ساقها جورج بوش الإبن لغزو العراق في 2003
11 مناطق حظر الطيران عقب حرب الخليج
بعد حرب الخليج، قررت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فرض مناطق حظر طيران، إذ منعوا الطائرات العراقية من التحليق شمال وجنوب العراق، كان الهدف المعلن حماية الأكراد والشيعة من غارات صدام الجوية، لكن بشكل عملي، كان الأمريكيون والبريطانيون يهدفون إلى القيام بدوريات في المجال الجوي العراقي بشكل مستمر بين حربي الخليج، وكان الجيش العراقي يحاول إسقاط الطائرات الأجنبية إلا أنه لم تسقط طائرة واحدة، وبعد عملية ثعلب الصحراء في 1998، عرض صدام جائزة لمن يسقط أي طائرة أمريكية أو بريطانية، كل ذلك يظهر أن الولايات المتحدة لم تترك العراق حقًا منذ أوائل التسعينات، ولم يُرفع حظر الطيران سوى مع غزو العراق.
12 لماذا قام صدام بتجفيف الأهوار؟
لم تكن الأهوار تمثل فقط نظامًا بيئيًا جميلاً، لكن المزروعات فيه كانت تغذي قرابة 450 ألف شخص بحلول عام 1991، لكن بعد أن بدأ المتمردون الشيعة في استخدامها كقاعدة للاختباء من جيشه، قام صدام بتجفيف المياه منها من خلال تحويل مجرى نهري دجلة والفرات، ولم يتبق سوى 4% من إجمالي مساحتها بعد تجفيف 96% منها، حرم صدام المتمردين من ملاذهم، لكنه أيضًا أجبر من يُعرفون بعرب الأهوار على الفرار بحياتهم، وانخفض تعداد السكان في أقرب المدن المأهولة من 67 ألف إلى 6000 شخص بحلول 2003، هذا أيضًا يظهر التصميم الذي كان يمتلكه صدام لقتال وقتل معارضيه مهما كلفه ذلك.
13 ما الذي فعلته العقوبات الدولية بالعراق؟
خلال الفترة ما بين حرب الخليج الأولى والثانية، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها سياسة العقوبات لاحتواء العراق، وبينما لعبت السياسات مثل حظر الطيران دورًا ما، كانت الآلية الرئيسية لإخضاع النظام العراقي هي العقوبات الاقتصادية، ما تلى ذلك أن اليونيسيف أعلنت وفاة نحو نصف مليون طفل عراقي نتيجة ذلك، مادلين أولبرايت، السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة حينها قالت “إننا نعتقد أن الثمن يستحق ذلك”، هناك بعض من شككوا في أعداد القتلى من الأطفال، لكن بشكل عام تجاوز العدد أكثر من 350 ألف طفل بين 1991 و 2002.
الغزو
14 التحالف بين 1990 و2003
بينما كانت الولايات المتحدة هي المساهم الرئيسي في القوات في كل من حربي الخليج، لكن في عام 1991 كان هناك تأييدًا دوليًا وتفويضًا من مجلس الأمن الدولي، وضمت القوات حينها معظم دول أوروبا الغربية، ودولاً مجاورة للعراق مثل السعودية تحت الملك فهد ومصر تحت الديكتاتور حسني مبارك وسوريا حافظ الأسد والمغرب تحت الحسن الثاني، لكن على العكس من ذلك، رفض مجلس الأمن الدولي دعم الحرب، وعارضت فرنسا وألمانيا، ولم يوافق أي بلد عربي واحد على الحرب، ولم يشارك سوى أربع دول، الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا وأستراليا.
15 كيف تم غزو العراق في أقل من شهر
هذه خريطة مؤلمة! فقد تم اجتياح العراق في شهر واحد، وكانت نقطة الانطلاق من الكويت، كانت القوات تتقدم شمال شرق بغداد قبل أن يبدأ في الأسبوع الثاني من نيسان، بعد أن بدأ الغزو في 20 مارس 2003. بعد نحو أسبوع من الغزو، هبط اللواء 173 المحمول جوًا وانضم إلى المتمردين الأكراد، استطاع الأمريكيون الحصول على كركوك في العاشر من أبريل. قبل الغزو، تم خداع العراقيين عبر جنرال يدعى تومي فرانكس، ادعى أن الغزو سيتم عبر الأردن، لكن الغزو الفعلي بدأ عبر الكويت.
16 كيف دمر اجتثاث البعث الجيش العراقي
في هذا الرسم البياني، كانت القوات المشتركة في الجيش العراقي ضئيلة نسبيًا في عام 2005 بالمقارنة ب2009. لماذا؟ في عام 2003 قامت الحكومة الأمريكية بحل الجيش العراقي، كانت الخطة جزءًا من سياسة “اجتثاث البعث” والغرض منها تطهير الحكومة من أي تأثير لأعضاء سابقين في حزب البعث؛ حتى لا يعيد النظام القديم تشكيل نفسه بعد الإطاحة به، المشكلة في هذه الخطة أن عددًا كبيرًا من الجنود العراقيين العاطلين عن العمل ذهبوا وانضموا إلى الميليشيات المتمردة، بل إن داعش ذاتها أصبحت أكثر خبرة ومهارة بشكل أساسي بسبب انضمام الضباط المهرة من جيش صدام.
17 صعود وسقوط التمرد السني 2006-2008
كانت داعش تُعرف سابقًا باسم “القاعدة في العراق”. كان قمة تأثيرها في 2006، سيطرت القاعدة في العراق على أجزاء كبيرة من مناطق السنة، وقامت بتشكيل “الدولة الإسلامية في العراق”، وبسبب تصرفاتهم الوحشية، غضب السنة العراقيون من “الدولة” ولاحقًا تشكلت الصحوات لاجتثاث القاعدة من العراق، هُزمت “الدولة” هزيمة نكراء، وفقد السيطرة الفعلية على مجاله بالكامل، وسقوط التنظيم يؤكد اعتماد داعش الآن على الدعم من العراقيين السنة، وإذا أغضبت داعش السنة من أهل العراق، فإنهم سيدمرونها كما فعلوا في السابق.
18 القتلى المدنيين في العراق
لم يعان أحد في حرب العراق أكثر من المدنيين، التغيرات في الرسم البياني تظهر ثلاث مراحل من الحرب؛ الأولى بين 2003-2005، حيث كانت الحرب بين قوات الغزو بقيادة الولايات المتحدة والقوات العراقية، بما في ذلك إسلاميين وقوميين متمردين، وفي أوائل 2006، وُصف النزاع في العراق غالبًا باسم الحرب الأهلية، كان يقاتل فيها ثلاث فصائل: متمردون سنة، ومنهم متطرفون إسلاميون وبعثيون سابقون، والميليشيات الشيعية، وقوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة، كان المدنيون غالبًا هدفًا لأعمال العنف والتفجيرات وفرق الموت التي تسعى لتطهير عرقي في بغداد على وجه الخصوص، لكن الظروف تحسنت بشكل ملحوظ بعد 2008، ويخشى الكثيرون من أن الأزمة الحالية قد تشعل نار الأحقاد الطائفية من جديد.
19 التطهير العرقي في بغداد أثناء حرب العراق
كانت هناك العديد من الشواهد السوداوية للدمار الذي خلفته حرب العراق، الخريطة تبرز كيف كانت تبدو المدينة بين عامي 2005 و2007، بعد عامين من القتل بين السنة والشيعة، التفجيرات وفرق الموت والميليشيات وعمليات الإخلاء بالإكراه أثرت بشكل فعال على تشكيل العاصمة العراقية.
فبعد أن كان الجميع يعيشون سويًا في معظم المناطق، سيطر الشيعة (اللون الأزرق) على معظم مناطق بغداد، وانتقل السنة إلى أماكن يعيشون فيها وحدهم (اللون الأحمر)، وتمثل النقاط الحمراء التفجيرات التي أدت لوفاة أكثر من عشرة أشخاص.
الأزمة الحالية
20 خطة داعش في 2006 للعراق وسوريا
هذه خريطة افتراضية، لكن الحقيقة أن وجودها يعبر عن طموح داعش. هذه الخريطة التي وُجدت في 2006 تبين المناطق التي تأمل داعش في السيطرة عليها، وخاصة مصادر النفط، بغض النظر عن صواب الخريطة، لكن الخريطة تقول الكثير حول تفكير داعش في اقتصاديات الحرب وكيفية تمويلها الذاتي، إنها تسيطر حاليًا على الكثير من تلك الأراضي، وتشير الآن تقارير أن داعش لديها الآن سيطرة على إنتاج نفط ومرافق لمصافي البترول، وهذه خطوة كبيرة نحو قدرة داعش على تمويل حربها الخاصة.
21 حركة الاحتجاج السنية في 2013
قام رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بالكثير لمساعدة داعش في صعودها! فمنذ أصبح رئيسًا للوزراء في 2006، قام بوضع كامل السلطة في مكتبه! وقام بإدارة الحكومة على أسس طائفية وهو الشيعي؛ هذا أدى بطبيعة الحال إلى غضب السنة الذين نظموا سلسلة من الاحتجاجات استمرت في 2012 و2013، وبدأت حكومة المالكي في رؤيتهم كمشكلة حقيقية لا يمكن حلها، ولا ترغب الحكومة في حلها بشكل سياسي، وبذلك قرر المالكي استخدام القوة. قتلت قواته الأمنية أكثر من 56 شخصًا في احتجاج في بلدة الحويجة الشمالية في أبريل 2013، ومع تفكيك اعتصامات السنة بشكل عنيف، رأى البعض أن الحل الوحيد هو الحل العسكري، وهو ما ساعد جماعات مثل داعش في تجنيد وكسب ود السنة.
22 من يسيطر على ماذا في سوريا؟
هذه الخريطة تبرز حالة سوريا بعد ثلاث سنوات من القتال، قُسمت البلاد بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة الذين بدأوا صراعهم من أجل الديمقراطية، وبين المقاتلين الإسلاميين المتطرفين الذين بدأوا في التدفق على سوريا بعد قرابة عام من بدء الثورة.
يمكننا أن نلاحظ تشابهًا وتداخلاً بين تلك الخريطة وسابقتها، فالمناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة (باللون الأحمر) هي مناطق الأقليات المرتبطة بالنظام، في حين أن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة (باللون الأخضر) هي مناطق الغالبية السنية، الأكراد أيضًا لديهم ميليشيات يسيطرون على المناطق ذات الغالبية الكردية، كما يتصاعد الفصيل الرابع (الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش) باللون الأزرق.
23 أين توجد داعش في العراق وسوريا
تظهر المناطق اللحمراء المظللة عبر سوريا والعراق ما يمكن اعتباره أراضي الدولة الإسلامية (داعش). في كثير من الحالات، لا تحكم داعش بشكل مباشر، لكنها تسيطر على المناطق عبر طرد القوات الحكومية منها. في بعض المناطق الأخرى، تسلم داعش المنطقة لجماعات سنية محلية، هذه ليست دولة بالمعنى المفهوم، لكنها رقعة واسعة من الأراضي العربية السنية تربط فيما بينها جماعة منشقة عن القاعدة.
24 حرب داعش في العراق كما في أغسطس 2014
هذه الخريطة تبين من يسيطر على ماذا في العراق اعتبارًا من أوائل أغسطس 2014. تظهر النقاط السوداء سيطرة داعش، الأصفر والأحمر إما متنازع عليها أو تحت التهديد الحقيقي، مدينة الموصل حولها دائرة، ذلك لأن داعش قد استولوا على سد عراقي ضخم هناك، حيث يمكنهم استخدامه لإغراق مناطق ضخمة من الأراضي العراقية أو حتى حرمان العراقيين من الماء، وجبال سنجار أيضًا تم رسم دائرة حولها، حيث طردت داعش عشرت الآلاف على الأقل من الأيزيديين وأجبروهم على الفرار إلى قمة أحد الجبال حيث ينتظرون إما القتل أو الموت عطشًا وجوعًا، حاولت داعش أيضًا دخول مناطق الأكراد في شمال العراق.
25 الارتفاع في أعداد القتلى العراقيين منذ 2011
قارن هذا المخطط برقم 18 سابقًا، أي بالعراقيين المدنيين القتلى بين 2003-2010 .. يمكنك أن ترى السبب في أن الناس قلقون من عودة الحرب الأهلية، هذا المخطط يشير إلى ارتفاع أعداد القتلى المدنيين في العراق منذ 2011، يظهر مدى السوء الذي وصلت إليه البلاد، كما يظهر أن الأزمة لم تبدأ فجأة بظهور داعش كما يحاول الأمريكيون إيهام العالم، لقد كان هناك تصاعد للعنف الطائفي خلال العام ونصف الماضيين، وجزء رئيسي من أسبابه يرجع إلى سياسات المالكي المدعوم من الولايات المتحدة ومن إيران.
26 نزوح المدنيين العراقيين بسبب الأزمة
بحلول منتصف يونيو، ذكرت الأمم المتحدة أن القتال في العراق شرد أكثر من مليون شخص، أو حوالي 3٪ من سكان البلاد، هذه كارثة إنسانية، ومعظم هؤلاء المواطنين قاموا بالاستقرار في مخيمات مؤقتة للاجئين في مناطق غير متضررة من القتال، كما أنها قد تمثل مشكلة استراتيجية لداعش. يعتقد بعض الخبراء أن النزوح الجماعي من المناطق التي تسيطر عليها داعش يعبر عن قلق السنة من الحياة تحت حكم داعش، أغلبية السنة غير مرتاحين بحكم داعش، ولا يمكن لداعش أن تسيطر على أرض إذا بدأ أهلها في التعاون مع الجيش العراقي أو القوات الحكومية أو الميليشيات الموالية لها.
27 حدود افتراضية جديدة في سوريا والعراق
هذه ليست فكرة جديدة، فهي تحصل على اهتمام ما كل عدة سنوات، خاصة عندما يشتعل العنف بين السنة والشيعة، الفكرة تقول: “يجب أن تُستبدل الحدود التي فرضتها القوى الأوروبية في سايكس بيكو بحدود جديدة تراعي الطوائف المختلفة المنقسمة أكثر من أي وقت مضى”. إنها فكرة غير واقعية بالفعل، وغالبًا ما ستخلق مشاكل جديدة، لكن بشكل من الأشكال، هذا ما قد تبدو عليه المنطقة إذا أُعيد ترسيم حدودها؛ فالشيعة سيسيطرون على شرق العراق، والسنة سينتشرون في غرب العراق وشرق سوريا، وفي الوقت نفسه سيسيطر النظام السوري العلوي على مناطق الشيعة والمسيحيين في الغرب، الأكراد المستقلون في العراق سيستقلون كذلك في سوريا، مرة أخرى، هذه ليست خريطة حقيقية ولا أمنية، فالسوريون والعراقيون وحدهم من سيرسمون مستقبلهم.
المصدر: Vox