حسم حزب “العدالة والتنمية” الجدل بشأن خليفة رئيس الوزراء السابق وئيس الجمهورية المنتخب “رجب طيب أردوغان”، بتعيين وزير الخارجية “أحمد داوود أوغلو” رئيساً للوزراء.
أوغلو سيخلف أردوغان في رئاسة الوزراء، وكذلك في رئاسة حزب “العدالة والتنمية”، حيث يأتي ذلك ضمن الشروط التي حددها أردوغان في رئيس الوزراء القادم.
وجاء الاعلان عن تعيين أوغلو رئيساً للوزراء بعد اجتماعات امتدت لخمسة أيام، عقدتها اللجنة المركزية التنفيذية للحزب بأنقرة، للتداول في الاسم النهائي لرئيس الوزراء الذي سيخلف أردوغان بعد فوزه في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وقال أردوغان في كلمته بتعيين أوغلو رئيساً للوزراء: “مقتنع بأن الحكومة بقيادة داود أوغلو ستواصل عملها بنفس التصميم، والإرادة، وسأقف كوني رئيساً للجمهورية، بجانب السيد داود أوغلو في مكافحة الكيان الموازي، وفي مسيرة السلام الداخلي”.
وأضاف أردوغان: “سيصاب بخيبة أمل كل من يأمل أن يحل الشقاق والنفاق والفتنة في حزب “العدالة والتنمية”، كما أصيبوا بها من قبل، ولن تتحقق أمانيهم بحدوث ذلك بعد المؤتمر العام للحزب”.
أما أوغلو فقال:”ستتواصل حركة الإصلاحات الكبيرة، التي تحققت في تركيا في آخر 12 عاماً، دون كلل أو انقطاع”، مضيفاً أن “الرئيس أردوغان، حملني عبئاً كبيراً، وأسأل الله أن يدعمني في مساعدة الشعب للوصول بتركيا إلى المراتب العليا”.
ومن المقرر أن يتم تنصيب أوغلو رسمياً في رئاسة حزب العدالة والتنمية في المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في الـ 27 من أغسطس الجاري، في المقر الرئيسي بالعاصمة أنقرة.
وكان الرئيس التركي “عبد الله غل” قد قال: “من الواضح أن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو هو من سيتولى منصب رئيس وزراء تركيا بعد أردوغان”.
تصريحات “غل” هذه جاءت عقب انتهاء مراسم حفل الاستقبال الثاني الذي أقامه البارحة الأربعاء في في قصر “تشان قايا” الرئاسي، بالعاصمة أنقرة، لوداع عدد من رجال الأعمال والفنانيين والكتاب والصحفيين، لقرب انتهاء فترة ولايته الرئاسة التي ستنتهي في الـ28 من الشهر الجاري، وهو التاريخ الذي سيتسلم فيه الرئيس المنتخب “رجب طيب أردوغان” مهام عمله رسميا بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، التي شهدتها البلاد في الـ10 من الشهر ذاته.
وأعرب “غل” عن ثقته الكبيرة في قدرة الوزير التركي على النجاح في منصبه كرئيس وزراء، مضيفا “فنجاحه نجاح لتركيا كلها، ويجب أن ندعمه بشكل كجماعي”، ولفت إلى أنه -أي داود أوغلو – أحد أهم أسماء الجيل الثاني بالحزب.
من هو أحمد داوود أوغلو ؟
ولد الأستاذ الدكتور “أحمد داوود أوغلو”، في مدينة قونيا وسط تركيا في 26 شباط 1959، حيث أكمل دراسته الثانوية في ثانوية إسطنبول للذكور، وتخرج من قسمي العلوم السياسية والاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة “بوغاز إيتشي” في العام الدراسي 1983/1984.
حصل أوغلو على درجة الماجستير من قسم الإدارة العامة في جامعة “بوغاز إيتشي” ونال درجة الدكتوراه من قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في نفس الجامعة.
وفي عام 1990 عين أستاذا مساعدا في الجامعة الدولية الإسلامية في ماليزيا حيث أسس في هذه الجامعة قسم العلوم السياسية وترأس هذا القسم لغاية عام 1993، ليحصل في ذات العام على لقب أستاذ مشارك .
وفي الفترة ما بين 1995 و 1999 أصبح عضواً في الهيئة التدريسية في قسم العلاقات الدولية في جامعة مرمرة.، كما عمل كمحاضر زائر في الأكاديمية العسكرية والأكاديميات الحربية التابعة للقوات المسلحة في الفترة ما بين 1998 – 2002.
وبعد الانتخابات العامة التي جرت بتاريخ 3 نوفمبر 2002، تم تعيينه كبير مستشاري رئيس الوزراء وسفيراً في الحكومة التركية الثامنة والخمسين واستمر بأداء هذه المهام في عهد الحكومتين التاسعة والخمسين والستين، وفي تاريخ 1 مايو 2009 عين أوغلو وزيراً لخارجية الجمهورية التركية في الحكومة التركية الستين.
وفي الفترة ما بين 1999 – 2004 أصبح عضواً في مجلس إدارة جامعة “بايكانت” وعضواً في مجلس جامعتها ورئيساً لقسم العلاقات الدولية بصفته أستاذاً، وفي نفس الوقت عمل في الهيئة التدريسية في قسم العلاقات الدولية في جامعة “مرمرة” كأستاذ زائر.
ألف أوغلو – المتزوج والأب لأربعة أبناء- العديد من الكتب والمؤلفات في موضوع السياسة الخارجية وذلك باللغة التركية والانجليزية، وقد تم ترجمة هذه الكتب والمؤلفات إلى عدة لغات منها اليابانية والبرتغالية والروسية والعربية والفارسية والألبانية، من أشهرها كتاب “العمق الاستراتيجي”، ويتقن أوغلو الانجليزية والألمانية والعربية، بالإضافة إلى لغته التركية الأم.
واختارت مجلة “فورين بوليسي” أحمد داوود أوغلو في 2010 ضمن أهم مائة مفكر في العالم، وذلك باعتباره أحد أهم العقول التي تقف وراء نهضة تركيا الحديثة، وفي 2011 اختارته المجلة برفقة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ضمن القائمة لدورهما في التفكير في دور جديد لتركيا في العالم وتحقيقه.
وينظر إلى أحمد داوود أغلو على أنه أحد أهم عقول إدارة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، وساهم من خلال بحوثه الأكاديمية في رسم توجهات جديدة للسياسة الخارجية لتركيا ونقلها نحو لعب أدوار على المستوى الدولي انطلاقا من القدرات التي تتوفر عليها.