قال الدكتور الجراح “غسان أبوستّة”، والذي تطوع في “مستشفى الشفاء” في غزة لعلاج المصابين في الحرب الاسرائيلية الجارية “الجرف الصامد”، أن هذه الحرب كانت “أسوأ حرب” شهدها و”أكثرها همجية”.
جاء ذلك في تصريحات على هامش محاضرة ألقاها أبو ستة بمستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت حول تجربته التطوعية في “مستشفى الشفاء”.
واعتبر أن هذه الحرب “الأسوأ” مقارنة بالحروب التي تطوع فيها ابتداء من العراق سنة 1990، إلى “العدوان” الاسرائيلي على جنوب لبنان سنة 1994، وكذلك غزة خلال انتفاضتي 1987 و2000، و”عدواني” 2008 و2012.
وقال أبو ستة، وهو رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، “هذه أسوأ حرب مرت علي وأكثرها همجية”.
ولفت إلى أنه بسبب مساحة غزة الصغيرة فإن “المدنيين ليس لهم ممرات آمنة لكي يبتعدوا عن القصف وهذا ما ميز هذه الحرب. في غزة ما من أحد يستطيع أن يترك (القطاع). غزة مكان مغلق صغير”.
وأضاف أن “القصف كان يصيب العائلات مرة بعد مرة، إحدى العائلات التي استشهد كل أفرادها كان هذا البيت الثالث الذي لجأت إليه حين استشهدوا”.
وأكد أبو ستة على أنه “بدون أدنى شك ما حصل جرائم حرب لقاتل جرّب العالم واكتشف أن لديه القدرة على الهرب من العقاب، وكل مرة يوغل في إجرامه”.
وكشف أنه “لم تكن هناك إصابات خفيفة بسبب الاستخدام المفرط للقنابل التي تزن بين 600 كيلو وطن لاستهداف البيوت”، مضيفا أن “الإصابات كانت كلها إما بالغة أو متوسطة. والمتوسطة أغلبها تؤدي إلى إعاقة حركية مستديمة”.
وقال أبو ستة أن “80% من الجرحى -الذي تخطى عددهم أكثر من 10 آلاف- سيعانون من إعاقات حركية أو تشوهات مستديمة”.
وأوضح أنه دخل إلى القطاع بعد أسبوعين من بداية الحرب بواسطة منظمة الصحة العالمية لأنه يحمل الجنسية البريطانية، مؤكداً أنه “كانت هناك سياسة متعمدة لمنع دخول الطواقم الطبية”، مشيرا أن “الاسرائيليين كانوا يتعمدون ذلك.
ودعا الجراح “غسان أبوستّة” إلى تفادي التدمير الممنهج الذي تعتمده إسرائيل للكوادر الطبية في غزة من خلال “إنشاء برامج تدريب وإنشاء منح للطواقم الطبية كي تتدرب”.
تشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، بدأت في السابع من شهر يوليو الماضي، تسببت في استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، كما أصيب أكثر من عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، حسب أرقام رسمية فلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان سابق لها، إن 16 مسفعًا فلسطينيا قتلوا، فيما أصيب 102 آخرين بجروح مختلفة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، جراء استهدافهم من قبل الطائرات والآليات المدفعية الإسرائيلية.
وأضاف البيان أن إسرائيل قصفت 36 سيارة إسعاف، دمرت بشكل كلي أو جزئي، مشيرا إلى “فشل المنظمات الدولية في فرض غطاء حماية للمؤسسات والطواقم الطبية”.