تفاعلت قضية مجزرة مسجد مصعب بن عمير في ديالى في الأوساط السياسية العراقية، وقالت النائب “ناهدة الدايني” إن مليشيات شيعية ارتكبتها، فيما أعلنت كتلة “ديالى هويتنا” بزعامة رئيس البرلمان سليم الجبوري، تعليق مشاركتها في مفاوضات تشكيل الحكومة احتجاجًا.
وتمثل طريقة التعامل مع المليشيات التي تنتشر مع قوات الجيش في مناطق عملياته، إحراجًا لرئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي، وأبلغ مسئولون عراقيون صحفًا عربية أن الولايات المتحدة لم تستجب لطلب الحكومة توسيع نطاق مهماتها، بسبب وجود “إيرانيين ومليشيات إلى جانب الجيش”.
وقال المصدر المقرب من الحكومة أمس، إن “طلبنا من الولايات المتحدة زيادة دورها العسكري في البلاد لمواجهة تنظيم داعش، يتضمن عرضًا بنشر قوات قتالية على الأرض واستخدام القواعد العسكرية الجوية”، وأضاف أن “الطلب جاء بعد ساعات على قرار مجلس الأمن القاضي بمواجهة داعش”، وأوضح أن الأسباب السياسية التي ذكرها مسئولون في مكتب التعاون الأمني التابع للسفارة الأميركية تتعلق بـ “وجود عناصر أمنية إيرانية تعمل مع القوات العراقية، إضافة إلى الميليشيات ومقاتلين غير نظاميين من طيف واحد يقاتلون مع الجيش”.
وكانت ميليشيا شيعية قد فتحت النار داخل مسجد “مصعب بن عمير” مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص في الوقت الذي تحاول فيه بغداد تشكيل حكومة لا تقصي أحدًا لمحاربة المتشددين الإسلاميين الذين أثار صعودهم قلق القوى الغربية.
وقال مسئول في مشرحة إن 68 شخصًا قتلوا عندما هاجمت الميليشيا مسجدًا في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد الجمعة، ونقلت سيارات الإسعاف الجثث إلى بعقوبة على بعد 60 كيلومترًا حيث تنشط ميليشيات شيعية قوية دربتها إيران وتتمتع بحصانة من العقاب.
وقالت النائبة ناهدة الدايني وهي من ديالى إن نحو 150 من المصلين كانوا في مسجد الإمام ويس عندما وصل رجال الميليشيا عقب تفجير استهدف سيارة للأمن.
وأضافت الدايني وهي سنية من القرية التي وقع بها الهجوم “هذه مذبحة جديدة”.
وقالت لرويترز إن الميليشيا الطائفية دخلت وفتحت النار على المصلين وإن معظم المساجد بدون أمن، وأضافت أن بعض الضحايا من عائلة واحدة وأن بعض النساء سارعن لمعرفة مصير أقاربهن في المسجد فقتلن.
ويمثل الهجوم الدموي انتكاسة لرئيس الوزراء المكلف “حيدر العبادي” المتنمي للأغلبية الشيعية والذي يسعى للحصول على دعم من السنة والأكراد لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يهدد بتقطيع أوصال العراق.
وقال ضابط بالجيش رفض الكشف عن اسمه إن المسلحين وصلوا في شاحنتين صغيرتين بعد انفجار قنبلتين في منزل زعيم ميليشيا شيعية مما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجاله.
وأصبح نشاط هذه المليشيات علنيًا بعد اجتياح “داعش” الموصل في 10 حزيران/ يونيو الماضي، ونظم بعضها استعراضات عسكرية، وانتشرت في مناطق مختلفة إلى جانب الجيش كقوات شعبية مساندة.
وتنتشر مليشيا “عصائب أهل الحق”، التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي ووُجهت إليها أصابع الاتهام في حادث أمس، في ديالى وصلاح الدين، إلى جانب مليشيا “بدر” التي يتزعمها وزير النقل هادي العامري الذي قاد أمس عملية عسكرية في بلدة العظيم للوصول الى بلدة “إمرلي” الشيعية التي تحاصرها “داعش” منذ أسابيع.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أعلن تشكيل “سرايا السلام” من عناصر “جيش المهدي”، وهي تتمركز في سامراء لحماية مرقد الإمامين العسكريين، بالإضافة الى مناطق في جنوب بغداد، حيث تخوض منذ أيام معارك طاحنة مع “داعش” في بلدة جرف الصخر، ويعتقد أن مليشيا “كتائب حزب الله” تنتشر في حدود بغداد الغربية بالإضافة الى أجزاء من الأنبار، ويتم التعامل مع المليشيات في الإعلام الحكومي تحت اسم “الحشد الشعبي” لدمجها مع آلاف المتطوعين الذين انضموا إلى الجيش استجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي أعلنها المرجع الأعلى علي السيستاني.
ويخشى أن يؤجج حادث ديالى التوتر الطائفي، فيما تحتاج الحكومة إلى تعاون السنة في التصدي لـ “الدولة الإسلامية”، فيما تسعى واشنطن، بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، إلى تشكيل مليشيات سنية من مجموعات مسلحة وتنظيمات عشائرية لقتال داعش.