شهدت العاصمة الليبية قصفًا بالطيران الحربي في أقل من أسبوع، ففي التاسع عشر من أغسطس/ آب الجاري غارت طائرة حربية على عدة مواقع عسكرية تابعة لقوات ما يعرف بفجر ليبيا التي كادت أن تسيطر على أغلب المرافق المدنية والعسكرية التي كانت تحتلها مليشيات القعقاع والصواعق والمدني.
وأمس السبت أغارت طائرة حربية أخرى على موقع رئاسة الأركان وموقع لشركة الواحة النفطية في ساعات الصباح الأولى نجم عنها مقتل عشرة وجرح العديد من قوات فجر ليبيا.
في الغارة الأولى تنصلت فرنسا وإيطاليا والأمم المتحدة من مساهمة طائرات تابعة لها في قصف مواقع بالعاصمة الليبية طرابلس.
وبحسب خبراء عسكريين فإن نوعية القذائف التي قُصفت بها العاصمة تشير بأصابع الاتهام إلى دول عربية بعينها تملك طائرات حربية ليلية قادرة على حمل هذه القذائف في إشارة منهم للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية.
واستبعد المحللون العسكريون أي مساهمة للسعودية في ضرب مواقع بطرابلس كون المملكة مشغولة بما يجري في العراق على حدودها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بالشام والعراق على مدن عراقية قريبة من حدودها.
وأشاروا بأصبع الاتهام لدولة الإمارات العربية المتحدة التي يمكن أن تنطلق طائراتها من أحد القواعد المصرية القريبة من حدودها الشرقية، أو إحدى الدول الأفريقية القريبة.
من جانبه رغم رفضه تسمية دولة عربية بعينها متهمة بقصف طرابلس أكد “أحمد هدية” الناطق الرسمي باسم قوات دروع الغربية التابعة لفجر ليبيا أن الطائرة التي قصفت مواقع لهم بطرابلس مرتين أجنبية وليست ليبية.
كما اتهم هدية الحكومة الليبية بطلب توجيه هذه الضربات لقوات فجر ليبيا، وعلم مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق بالدولة العربية التي قامت بهذه العمليات.
على صعيد آخر قال ضابط بغرفة عمليات فجر ليبيا رفض الكشف عن اسمه إنه من غير الممكن أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي غير عالمين بمن وجه هذه الضربات، خاصة وأن ليبيا ما زالت خاضعة لقرار مجلس الأمن 1973 وما زالت أجواءها خاضعة لرقابة أجهزة الرصد لديهم.
وأشار الضابط إلى أن الهدف من توجيه هذه الضربات رغم محدودية قوتها التدميرية هو إعاقة تقدم قواته التي سيطرت على أغلب المواقع الحساسة بطرابلس ودحرت مليشيات الصواعق والقعقاع والمدني، متهمًا دولتي مصر والإمارات بالوقوف خلف هذه الضربات بإيعاز من الحكومة الليبية وضغط من محمود جبريل رئيس حزب تحالف القوى الوطنية المقيم بالإمارات منذ أكثر من سنة.
إلى ذلك قال محللون سياسيون إن هذه الضربات الجوية لن تثني قوات فجر ليبيا عن تقدمها مع إمكانية ردها بالمثل وحسمها المعركة بمطار طرابلس الدولي ومعسكر النقلية، تحسبًا لسقوط مدنيين أو تدمير أحياء سكنية.
مضيفين أن الهدف السياسي من وراء هذه الضربات هو خلق مراكز تفاوضية مع وكلاء مليشيات القعقاع والصواعق الإقليمين خاصة بعد أن حاولت السعودية الاتصال بقادة فجر ليبيا عبر وسطاء محليين وفتح صفحة تعاون جديدة.
وأشاروا إلى أن دولة الإمارات العربية التي تقود حربًا معلنة ضد ثورات الربيع العربي وتيار الإسلام السياسي تحاول أن لا تنجز ثورة فبراير/ شباط دولتها كأول نموذج يساند النموذج التونسي، بعد انقلاب الثالث من يوليو/ تموز بمصر.