ساعدت هذه القواعد العسكرية تركيا على حماية مصالحها الاستراتيجية خارج حدودها، وإقامة بنية أمنية ومنطقة نفوذ سياسي وعسكري دائم هناك، ما مكّنها من منافسة كبرى القوى في المنطقة وفرض أجندتها عليها.
مع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم، عرفت السياسة الخارجية لأنقرة تغيرات عديدة، كان أبرزها محاولات أردوغان لأن يكون زعيم الأمة الإسلامية وليس التركية فقط، متسلحًا بإرث أجداده العثماني ونفوذهم التاريخي. حيث أراد الرئيس الكاريزمي أن تكون لبلاده مكانة ودور إقليمي مهم، ولتحقيق ذلك أنشأ نظامه في السنوات الأخيرة العديد من القواعد العسكرية في الخارج في كل من الشرق الأوسط وإفريقيا، الأمر الذي لم تعهده تركيا من قبل.
تعتمد هذه الاستراتيجية على إنهاء مبدأ الانعزال العسكري وبدء عهد جديد من السياسة العسكرية التركية النشطة التي مكنت تركيا بدورها من امتلاك قواعد عسكرية في كل من قطر والصومال وقبرص، كما أنها بصدد إنشاء قاعدة بحرية في جزيرة سواكن السودانية، ووجود عسكري في سوريا والعراق، إضافة إلى ليبيا التي نوه أردوغان مؤخرًا إلى احتمالية إرسال قواته العسكرية إليها إذا طلبت ذلك الحكومة الليبية الشرعية في طرابلس.