وسط أجواء مونديالية رائعة أسدل الستار على بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم والتي احتضنتها قطر ، بتتويج نادي ليفربول الإنجليزي باللقب لأول مرة في تاريخه، وذلك بعدما تغلب بصعوبة بالغة على منافسه البرازيلي الشرس، فلامينغو، بهدف نظيف، في المبارة التي أقيمت بينهما أمس السبت على ملعب “خليفة الدولي” في الدوحة.
حالة من المتعة والإثارة خيمت على مدار الأيام العشر للبطولة (11 – 21 ديسمبر) في ظل الأداء المميز للفرق السبع المشاركة، أبطال القارات المختلفة في كرة القدم، والمنافسة الشرسة للحصول على اللقب العالمي، وسط حضور جماهيري مكثف لفت أنظار المسئولين عن اللعبة والمتابعين لها.
وبعيدًا عن التتويج الأحمر باللقب، فقد حققت البطولة العديد من المكاسب العربية التي سيكون لها دورًا محوريًا في تعزيز كرة القدم العربية عالميًا، لتبقى النسخة قبل الأخيرة من كأس العالم للأندية بنظامه الحالي- بعدما أعلن الفيفا عن نظام جديد للبطولة بدءاً من عام 2021، حيث تم زيادة عدد الفرق إلى 24 فريقاً، لزيادة التنافسية- علامة فارقة في مسيرة الرياضة العربية.
بروفة لمونديال 2022
“لم أر قط بلد سيستضيف كأس العالم وكل أعمال البنية التحتية فيه ستكون جاهزة فيه قبل الحدث بسنتين”.. بهذه الكلمات عبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، جياني إنفانتينو، عن سعادته بتنظيم كأس العالم للأندية 2019 في قطر، قائلا في تصريحاته لقناة “الكأس” القطرية: “سعيد للغاية بما رأيته خلال كأس العالم للأندية، ومع مرحلة الاستعدادات لمونديال قطر 2022”.
وأضاف إنفانتينو: “أقوم بتنظيم بطولات كرة قدم كبيرة منذ 20 عامًا، ويجب أن أقول إن حالة النهوض بالأعمال في قطر وتقدم التحضيرات لا مثيل لها”، موضحا أن ن: “كأس العالم للأندية حدث صغير مقارنة بمونديال منتخبات، لكنه هام لاختبار العناصر التي ستقام في كأس العالم، والحقيقة أن مستوى الاستعدادات على الطريق الصحيح”، مختتما حديثه قائلا : “أنا متأكد من أن كأس العالم في قطر سيغير نظرة العالم للمنطقة وسيكون حدثًا رائعًا”.
وتعد استضافة قطر لكأس العالم للأندية ومن قبلها بطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 24) فرصة جيدة للوقوف على مدى جاهزية المنشأت الرياضية القطرية للمونديال، وهو الحدث الأهم الذي يسعى القطريون لإخراجه بالشكل اللائق الذي يتناسب وحجم الإمكانيات المقدمة لهذا الحدث العالمي.
نجحت الدوحة في تقديم نفسها كدولة قادرة على تنظيم البطولات العالمية، هذا بجانب تجاوز الاستعدادات للبنية التحتية وفقط، إذ جاءت البطولتين في أجواء من المحبة
فمن خلال تلك البطولتين ومن بعدها كأس السوبر الإفريقي المقرر إقامته فبراير المقبل بين فريقي الترجي التونسي والزمالك المصري، ستتمكن اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية من تعزيز جهودها وإثراء خبرتها في مجالات عدة مثل إدارة الجماهير، والاتصالات، وتجربة المشجعين، وغيرها، علاوة على أهميتهما في تحديد المجالات التي تتطلب تطويرا لتكون على أهبة الاستعداد للماراثون المونديالي.
ووفق الخبراء فقد نجحت الدوحة في تقديم نفسها كدولة قادرة على تنظيم البطولات العالمية، هذا بجانب تجاوز الاستعدادات للبنية التحتية وفقط، إذ جاءت البطولتين في أجواء من المحبة، وتقديم التراث القطري والخليجي والبرامج الثقافية والفنية والسياحية والترفيهية بشكل أثبت للعالم أن البطولة أكبر من كونها منافسة كروية لتتحول إلى عرس ديمقراطي ينقل الحضور إلى 3 سنوات قادمة حيث المونديال المنتظر.
وتعد مثل هذه البطولات العالمية فرصة كبيرة للدولة المضيفة في تقديم نفسها للملايين حول العالم، وتبديد الصور النمطية التي قد تتشكل في الأذهان نتيجة ضغوط معينة، لتأتي مثل هذه المناسبات لتصحح الأوضاع على أرض الواقع بعيدًا عن الصور الخاضعة في الغالب لاعتبارات سياسية أو فكرية.
شكراً لكل فرد ساهم في نجاح هذه البطولة من منظمين ومتطوعين ورجال الأمن و وسائل الاعلام وحتى الجمهور ، فعلاً كان فخر عظيم ماشاهدناه في البطولة وعشنا أجواء عالمية في المدرجات?#كأس_العالم_للأندية pic.twitter.com/3skXxVLS4Y
— جاسم بن ثاني ?? (@JBT_86) December 22, 2019
أول لقب عربي عالمي
“كثير من المشجعين الذين حضروا مباريات ليفربول في البطولة إنما جاءوا في المقام الأول لأجل اللاعب المصري محمد صلاح”.. هكذا علق الناقد الرياضي المصري محمد عبدالرازق على موقف الجماهير العربية من نجم نادي ليفربول، لافتا إلى أن صلاح بات أيقونة ليس لدى المصريين فحسب، بل لدى العرب جميعا.
ورغم فوز الملك المصري – كما يلقبه الإنجليز- بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لعامين متتالين، بجانب هداف الدوري الإنجليزي العام قبل الماضي، إلا أن تتويجه بلقب أحسن لاعب في كأس العالم للأندية، يعد اللقب الأول عالميًا لللاعب، وهو انجاز يضاف لسجله الحافل بالجوائز المحلية والإقليمية.
بهدف المهاجم روبرتو فيرمينيو، في الدقيقة 99، بعد انتهاء زمن المباراة الأصلي بالتعادل السلبي، يدخل نادي ليفربول نادي العظماء الكبار المتوجين ببطولة كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه
وبهذا الفوز يصبح صلاح أول لاعب مصري وعربي يفوز بهذه الجائزة رغم أنه لم يسجل أي أهداف خلال المبارتين اللتين خاضهما مع فريقه، إلّا أنه قدم مردودا ممتازا، فيما تقاسم اللاعبان الجزائري بوغداد بونجاح والليبي حمدو الهوني، لقب هدافي البطولة بـ3 أهداف لكل واحد منهما.
وعقب نهاية المباراة رفع اللاعب المصري علم بلاده وهو ما أثار تفاعلا كبيرًا سواء لدى الجماهير المصرية الحاضرة في الملعب أو على منصات التواصل الاجتماعي، فيما علق النجم محمد أبو تريكة على هذه اللافتة قائلا : “انا سعيد انك حاطط علم مصر عليك يا صلاح”، ليرد صلاح بقوله: “شفت الشياكة يا أبوتريكة”.
هيمنة أوروبية
بهدف المهاجم روبرتو فيرمينيو، في الدقيقة 99، بعد انتهاء زمن المباراة الأصلي بالتعادل السلبي، يدخل نادي ليفربول نادي العظماء الكبار المتوجين ببطولة كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعدما نجح في الوصول إلى النهائي من خلال عبوره موقعة مونتيري المكسيكي بهدفين مقابل هدف.
نجح الفريق الإنجليزي في تقديم مباراة قوية أمام منافسه البرازيلي الذي لم يكن كما كان متوقعا فريقا سهلا، إذ شهدت المباراة تبادل للسيطرة بين الفريقين، جعلت من فلامينغو ندا قويًا لبطل أوروبا، إلّا أن خبرة يورغن كلوب مكنت الفريق الإنجليزي من حسم المواجهة في شوطها الإضافي الأول.
بهذا الفوز يكون ليفربول قد ثأر لهزيمته في المواجهة العالمية الرسمية الوحيدة السابقة التي جمعت بينه وبين فلامينغو عام 1981، حيث هُزم بثلاثية نظيفة مباراة كأس إنتركونتيننتال، مع الإشارة إلى أن المشاركة السابقة الوحيدة للنادي الإنجليزي في مونديال الأندية بنظام البطولة الحالي كانت في نسخة عام 2005، وانتهت بهزيمته بهدف نظيف أمام ساو باولو البرازيلي.
يذكر أن البطولة الحالية كانت تعرف باسم بطولة العالم للأندية (في نسخة 2000 و2005) هي بطولة كرة قدم دولية أحدثها الاتحاد الدولي لكرة القدم لتعوض مسابقة كأس الإنتركونتيننتال، ففي 1999 أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن إنشاء بطولة جديدة يشارك فيها كل أبطال الإتحادات القارية لإضفاء نوع من الديمقراطية و مبدأ تكافؤ الفرص لمعرفة أقوى نادي في العالم كل سنة.
Good night ♥️♥️. #نهايي_كاس_العالم_للانديه pic.twitter.com/QBF6BE4iXq
— هديل المهجِع?. (@alpaiti) December 21, 2019
وقد أقيم كأس العالم للأندية لأول مرة في 2000 ثم توقف خلال الفترة من 2001 و2004 بسبب انهيار شريكة الفيفا التسويقية، وقد فازت عشرة أندية مختلفة في خمسة عشر نسخة من البطولة، ويمتلك ريال مدريد الإسباني الرقم القياسي في عدد مرات الفوز، حيث فاز باللقب أربع مرات (2014، 2016، 2017 و2018).
ويأتي خلف النادي الملكي منافسه التقليدي نادي برشلونة بواقع ثلاثة القاب، ثم نادي كورينثيانزالبرازيلي برصيد لقبين، بينما فاز باللقب مرة واحد كل من ساو باولو إنترناسيونال البرازيليين وميلان وإنتر ميلان الإيطاليين ومانشستر يونايتد الإنجليزي وبايرن ميونخ الألماني، وفي المجمل تتصدر الأندية الأسبانية الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة بواقع 7 مرات.