رفضت واشنطن التعليق على تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” البارحة الاثنين بخصوص هجمات جوية على ليبيا نفذتها مصر والإمارات.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي البارحة أثناء الموجز الصحفي للوزارة من واشنطن “لست في موقع يؤهلني إلى إعطاء أي معلومات إضافية عن هذه الهجمات”، مشيرة إلى أن ما عنته بعبارة “هذه الهجمات”، هو إشارة إلى التقارير التي تحدثت عنها وليست تأكيداً لحصولها.
وأضافت بساكي “موقفنا هنا في وزارة الخارجية هو استمرار التشجيع على دعم المؤسسات الليبية المنتخبة والخطوات التي يتم اتخاذها تجاه الاستقرار، وسنظل مؤيدين لوقف إطلاق النار”.
بساكي أكدت على أن “المصدر الأساس لتأكيد الخبر هو حكومتا مصر والإمارات”.
وأشارت المتحدثة الأمريكية كذلك إلى “اتصال هاتفي تم بين كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره المصري سامح شكري قبل البارحة الأحد”، دون إشارة لتفاصيل المكالمة أو محاورها.
وشددت على أن “هناك علاقات شراكة تجمعها مع كل من مصر والإمارات تسمح بمشاركة حيز من المعلومات”، دون بيان لطبيعة هذا الحيز.
ولفتت إلى أن “التحديات السياسية التي تواجه ليبيا لا يمكن أن تحل بالعنف”، موضحة أن “التدخل الخارجي يزيد الانقسام الداخلي ويقوض التحول الديمقراطي في ليبيا”.
وأكدت “بي سي سي” صباح اليوم نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن مصر والإمارات كانتا وراء الغارات الجوية التي شنت في ليبيا في الأسبوع الماضي مستهدفة كتائب الثوار والإسلاميين في عملية “فجر ليبيا” للسيطرة العاصمة الليبية طرابلس بما فيها المطار.
ونقلت “بي بي سي” عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة لم تُستشر بشأن الهجمات، وإنها فوجئت بها.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نسبت لأربعة مسؤولين أمريكيين كبار لم تسمهم، يوم الإثنين، قولهم إن مصر والإمارات “تعاونتا سرا لشن غارات جوية ضد الكتائب الإسلامية التي تقاتل من أجل السيطرة على طرابلس، غربي ليبيا، مرتين خلال الأيام السبعة الماضية”.
جاء ذلك، فيما نفت القاهرة وأبوظبي رسميا، يوم الأحد، مشاركة طائرات حربية تابعة لهما في قصف مواقع عسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس.
وكانت طائرات “مجهولة” قد شنت خلال الأيام الماضية غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تتبع قوات عملية “فجر ليبيا” المكونة من مقاتلين من مدينتي مصراتة (وسط) وطرابلس (شمال)، وبينها كتائب إسلامية، والتي تخوض معارك ضارية مع مقاتلين من كتائب “القعقاع” و”الصواعق”، التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، والمحسوبة على بلدة الزنتان (شمال غرب) في محاول للسيطرة على مطار طرابلس، قبل أن تعلن قوات “فجر ليبيا” سيطرتها على المطار بشكل كامل.
وفي مقال نشرته “فورين بوليسي” البارحة قالت في عنوانه “بالطبع علمت الولايات المتحدة الأمريكية بالهجمات على ليبيا”، قال المجلة على موقعها الالكتروني أنه مع العديد من السفن الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر المتوسط، لا توجد وسيلة للولايات المتحدة لفعل ذلك -يقصد الهجمات – دون معرفة الولايات المتحدة
وتنقل المجلة عن ضابط البحرية الأمريكية السابق والمحلل في معهد درسات الحرب “كريتوفر هارمر” أن الولايات المتحدة تعلم بالتحديد من ضرب وماذا ضرب.
ويضيف التقرير أن الإمارات ومصر من أكثر الدول تحفزاً لقتال ما أسماها “الميليشيات الإسلامية” في ليبيا، خاصة بعد الدعم الذي قدمته الإمارات للواء “خليفة حفتر” الذي خاض معركة “الكرامة” في سعيه للقضاء على ما أطلق عليه “الميليشيات الإرهابية”.
ورفض الاتحاد الأوروبي أن تتدخل جهة خارجية أحادية، عسكريا لحل الأزمة الجارية في ليبيا، لأن “التدخل يزيد من الانقسام في البلاد”.
وانتقد بيان صادر عن قسم الشؤون الخارجية الأوروبية، التابع للممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي “كاثرين آشتون”، قصف طائرات مجهولة الهوية الأراضي الليبية، والاشتباكات الجارية في طرابلس وبنغازي وعدة مدن ليبية.
وأضاف البيان أن الاتحاد يرفض استخدام السلاح للوصول إلى أهداف سياسية، وأن الحوار السياسي الموسع في البلاد، الحل الأمثل والوحيد للأزمة الدائرة في ليبيا.
ودعا البيان مختلف الأطراف المتنازعة إلى ترك السلاح ووقف إطلاق النار فورا، مؤكدا على ضرورة محاسبة الجهات المسؤولة عن إشعال فتيل الاشتباكات وعمليات العنف.
وكانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة قد أعلنت إدانتها لـ “تصعيد القتال والعنف في طرابلس (غرب البلاد) وبنغازي (شرق) وكافة أنحاء ليبيا”.
وأفاد البيان المشترك الذي وزعته الخارجية الأمريكية البارحة الاثنين بتوقيت واشنطن، أن البلدان المذكورة أدانت بشدة “تصعيد العنف والقتال في وحول طرابلس وبنغازي وعبر ليبيا، بالأخص، في المناطق السكنية والمرافق العامة والمنشآت الحيوية عن طريقات الهجمات البرية والغارات الجوية”.
البيان طالب الليبيين بمختلف انتماءاتهم بـ”وقف فوري لاطلاق النار، والاشتراك بشكل بناء في العملية الديمقراطية والامتناع عن المواجهات التي يمكن تؤدي إلى تقويضها”.
ودعا إلى “تقديم المسؤولين عن العنف للعدالة وبحث الوضع الأمني والسياسي في ليبيا في مجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة بما في ذلك فرض عقوبات على أولئك الذين يضعفون أمن وسلام ليبيا”.
وناشد الحكومة الليبية المؤقتة ومجلس النواب الليبي، “تبني سياسات تخدم كل الليبيين وتشكيل حكومة تلبي احتياجات الشعب الليبي للأمن والمصالحة والرخاء”.