ترجمة وتحرير: نون بوست
يحتوي فيلم “الحب الحقيقي” على نصيحة جيدة تتمثل في أنه عليك قول الحقيقة في عيد الميلاد. يمثل هذا الاحتفال اليوم مناسبة لتكون صادقًا بشأن ما قمت به في السنة الماضية، وما الذي يكشفه ذلك عنك ثم عن مصيرك المستقبلي.
لذلك، فلنقل الحقيقة عن أمريكا، التي تتمثل في أنه من خلال حرب الطائرات دون طيار في جميع أنحاء العالم التي بدأنا شنّها قبل عقدين من الزمن، اخترعنا شكلاً جديداً من الإرهاب يستهدف ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. الحقيقة هي أننا واصلنا توسيع نطاق هذه الحرب في سنة 2019، ومع ذلك لا وجود لوسيلة تمكّن من معرفة مقدار هذا التصعيد تحديدا، لأن الحكومة الأمريكية ترفض إخبار مواطنيها بالحقائق الأساسية عنها. علاوة على ذلك، تُمثل جهتان تُعانيان من نقص التمويل أفضل مصادر المعلومات حول هذه الحرب، وهما مكتب الصحافة الاستقصائية وشركة آر وارز اللتان لا يقع مقرّهما في الولايات المتحدة.
الحقيقة هي أن هؤلاء الصحفيين لا يستطيعون تمييز الغارات الجوية التي تُنفذها الطائرات دون طيار من الغارات التي تُنفذها الطائرات التقليدية المأهولة. وفي الواقع، تشبه حرب الطائرات دون طيار بعض وحوش اللوياثان البحرية، التي لا يُمكننا توقع طبيعتها وحجمها إلا عندما تطفو أجزاء منها لفترة وجيزة.
تتمثل الحقيقة في أنه من المرجح أن يكون أسطول طائراتنا دون طيار القاتلة متواجدا بقوة في يوم عيد الميلاد، بينما يقرر محللو الاستخبارات ما إذا كانوا سيصدرون أحكام بالإعدام على أشخاص موجودين على بعد آلاف الأميال. وفي الوقت الذي نقوم فيه بفتح الهدايا، فإن آلات الموت هذه قد لا تكون موجودة على الإطلاق، رغم المساحة الشاسعة التي تشغلها في وعينا. في الواقع، كانت هناك ست مناظرات رئاسية ديمقراطية هذا العام، وخلال هذه المناقشات الست، لم يقع التطرق مطلقا إلى حروب الطائرات دون طيار في جميع أنحاء العالم.
رجل أفغاني مشرد داخليا يجلس على جدار منزل مصنوع من الطين في مقاطعة خوست في 2 كانون الأول / ديسمبر 2019.
من المحتمل أنك سمعت عن تنفيذ غارة أمريكية باستعمال طائرات دون طيار قبل بضعة أسابيع في منطقة خوست في شرق أفغانستان. أنجبت امرأة أفغانية تنتمي إلى تلك المنطقة وتبلغ من العمر 25 عامًا تدعى مالانا، طفلها الثاني مؤخرًا. وعندما أصيبت مالانا بمضاعفات ما بعد الولادة في المنزل، اصطحبها والِدَي زوجها وشقيقته في سيارة إلى عيادة. وفي طريق عودتهم إلى المنزل، قُتل جميع أفراد الأسرة الأربعة بالإضافة إلى سائق السيارة بصاروخ أمريكي أُطلق من طائرة دون طيار مسلحة، واحترق جميعهم حتى تحولوا إلى رماد. ذكر موقع قناة الجزيرة أن والد مالانا، غولو، يعتني الآن بطفليها الصغيرين.
كان ذلك مروعًا بما يكفي ليكون موضوع مقال موجز في صحيفة نيويورك تايمز. في الواقع، كان الوضع بشعا للغاية لدرجة أن المقال قد ذكر اسم مالانا، لكنه لم يعرج على أسماء الضحايا الأمريكيين الأربعة الآخرين. وبعد18 سنة على مرور أحداث 11 أيلول / سبتمبر 2001، يتمثل نمط حرب الطائرات دون طيار لدينا في ظهور أسوأ الفظائع لفترة وجيزة في وسائل الإعلام. في هذا الصدد، قال الكولونيل سوني ليجيت والمتحدث باسم الجيش عن وفاة مالانا: “نحن على علم بالادعاءات حول وقوع خسائر في صفوف المدنيين، ونحن نعمل مع السلطات المحلية لتحديد صحة هذه الادعاءات”.
من جهة أخرى، تتردد الأنباء عن مقتل 30 شخصا من مزارعي الصنوبر الأفغان بغارة أمريكية منفذة بواسطة طائرة دون طيار. حيال هذا الشأن، قال ليجيت: “نحن على علم بالادعاءات حول وفاة الأشخاص غير المسلحين ونعمل مع المسؤولين المحليين لتحديد الحقائق”. ولدى الأمريكيين، تحولت جرائم القتل إلى غضب إلكتروني عارم، حتى لا يقع الحديث عنها مجددا. (لم يرد البنتاغون على طلب للتعليق على ما إذا كان قد وقع إحراز أي تقدم في التحقيق حول وفاة مالانا ).
بالنسبة للجزء الأكبر من الأمريكيين، فإن حرب الطائرات دون طيار تستمر دون أن يكترث لها أي شخص هنا. وفي الوقت نفسه، يعيش الأشخاص في عدد كبير من البلدان على وقع الخوف من الطائرات دون طيار. بإمكاننا القول إن البرنامج العسكري العلني قد شن غارات بواسطة طائرات دون طيار في أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والصومال وسوريا وليبيا.
بالإضافة إلى ذلك، تملك وكالة المخابرات المركزية برنامجا سريا لا تعترف به، حيث أننا على علم بالضربات المنسوبة إليها في باكستان والصومال واليمن وأفغانستان وغيرها من خلال التغطية الإخبارية. (من الغريب أن صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت في 2017 أن وكالة الاستخبارات المركزية قد سعت من خلال البحث عن فرصة لتوسيع عملياتها في أفغانستان “لأول مرة”، منذ تولي ترامب منصب الرئاسة). قد تمتد ضربات وكالة المخابرات المركزية لتصل إلى غرب إفريقيا حيث تُدير هذه الوكالة بعثات لمكافحة الإرهاب خارج النيجر والصومال.
في يوم من الأيام، قتل البشر بعضهم البعض بواسطة الحجارة وكانت المعارك تُخاض عن قرب، ثم تطورت الأسلحة لتشمل السيوف والبنادق ثم الطائرات. ولكن حتى مع حملات القصف في الماضي، كان البشر يتحكم في الطائرات وكان عليهم في النهاية الطيران على متنها. أما اليوم، تخضع مساحات من البلدان لمراقبة الطائرات دون طيار على مدار الساعة، حيث ينذر طنين هذه الطائرات المتواصل الأشخاص بأنهم قد يلقون حتفهم، هم وجميع من حولهم، في أي وقت على أيدي غرباء لا يمكن التعرف عليهم، عبر المحيط.
وفقًا لما قاله ديفيد رود، الذي اختطفته طالبان واحتجزته طوال أشهر، فإنه “من المستحيل أن تُحدّد أثناء تواجدك على الأرض من أو ماذا تتعقب هذه الطائرات عند جولانها في سماء المنطقة”. وتابع رود قائلا: “يُمثل طنين المروحة المسموع من بعيد تذكيرا دائما بالموت الوشيك. تطلق الطائرات دون طيار صواريخ تسير بسرعة تتجاوز سرعة الصوت، ولا يتسنى لضحية هذه الطائرة سماع صوت الصاروخ الذي سيودي بحياتها”.
أورد رجل باكستاني قام بتجميع بقايا جثة ابن عمه بعد هجوم طائرات دون طيار أنه “عندما يسمع الأطفال صوت الطائرات دون طيار، يشعرون بالخوف حقًا، ولأنهم يسمعونها طوال، يخشون دائمًا من أن تُهاجمهم”. وأضاف المصدر ذاته: “بسبب الضجيج، نشعر، نحن، نساء ورجالا وأطفالا، بالانزعاج النفسي. وعلى مدى 24 ساعة، يعاني الشخص من الإجهاد والصداع “.
تحمل نبيلة رحمن البالغة من العمر تسع سنوات رسمًا لها يُصور غارة جوية شنّتها طائرة دون طيار أسفرت عن مقتل جدتها في باكستان، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في كابيتول هيل في واشنطن العاصمة في 29 تشرين الأول / أكتوبر 2013.
حدثت أولى الهجمات التي شنتها طائرة أمريكية مسلحة دون طيار في أفغانستان في شهر شباط / فبراير 2002، بالقرب من خوست. حينها، كان ثلاثة رجال يسيرون في الجبال، بدا أحدهم طويل القامة، واشتبه شخص ما من وكالة الاستخبارات المركزية في أن يكون ذلك الشخص أسامة بن لادن. لهذا السبب، قتلنا ثلاثتهم. اتضح لاحقا أنهم كانوا مدنيين فقراء للغاية يبحثون عن الخردة المعدنية المتبقية من الضربات الجوية الأمريكية السابقة.
تطور استخدام الطائرات دون طيار بنسق بطيء في الفترة المتبقية من إدارة الرئيس جورج بوش، ثم تولى باراك أوباما منصبه وغيّر البرنامج بشكل كبير. بعد ثلاثة أيام فقط من ترأسه البلاد، وافق أوباما على شن غارتين في باكستان. وفقًا لكتاب “اقتل أو احتجز”، قصفت الغارة الأولى الهدف الخطأ الذي تمثل في منزل أحد كبار السن في القرية، وهو أحد أعضاء “لجنة السلام الموالية للحكومة”. وقد قُتل رفقة أربعة آخرين من أفراد أسرته، من بينهم ولديه.
كشفت إحدى الوثائق المسربة أنه وفقًا لأرقام البنتاغون، قُتل تسعة من أصل عشرة أشخاص في “عملية هايمكر” في أفغانستان خلال فترة خمسة أشهر، حيث لم يكونوا هم “المستهدفين
لم يثن هذا الأمر أوباما، حيث صرح بعدد كبير من غارات الطائرات من دون طيار التابعة لوكالة المخابرات المركزية المعروفة باسم “سي آي أي” خلال الأشهر التسعة والنصف الأولى من توليه منصبه، كما فعل بوش خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
منذ أربع سنوات، وتحديدا في سنة 2015، نشرت صحيفة “الإنترسبت” “أوراق درون”، أي تسريبات حول استخدام الولايات المتحدة لطائرات دون طيار استنادًا إلى مخزن كبير من الوثائق السرية المسربة. وعموما، قدم هذا التقرير لأول مرة، لمحة عن برنامج القتل والاغتيال السري الخاص بأوباما، حيث كان الأمر صادمًا.
أصدرت إدارة أوباما في نهاية المطاف الأرقام الرسمية لبرنامج الطائرات من دون طيار. ومنذ تولى أوباما منصبه حتى نهاية سنة 2015، صرحت بأن الولايات المتحدة قتلت 2436 شخصًا في باكستان واليمن والصومال وليبيا. ويتراوح عدد المدنيين بين 64 و116 شخصا. ويبدو هذا العدد الرسمي من الضحايا بين المدنيين منخفضا.
علمنا من تقرير “أوراق درون” أن سياسة الولايات المتحدة تمثلت في الإعلان عن مقتل أي شخص في تلك الغارات باعتباره عدوا يُقتل أثناء العمل. ويستمر الوضع على هذا النحو، ما لم يثبت وفاته خلافا لذلك. وكشفت إحدى الوثائق المسربة أنه وفقًا لأرقام البنتاغون، قُتل تسعة من أصل عشرة أشخاص في “عملية هايمكر” في أفغانستان خلال فترة خمسة أشهر، حيث لم يكونوا هم “المستهدفين”.
وفقا لمكتب الصحافة الاستقصائية، قُدّر العدد الإجمالي بحوالي 2753 شخصًا. لكن عدد المدنيين الذين قتلوا، بحسب التقرير، كان أعلى بستة أضعاف مما ادعت إدارة أوباما. والأهم من ذلك، أن أوباما لم يخلق إطارًا قانونيًا يضع أية قيود خارجية على استخدام السلطة التنفيذية للطائرات من دون طيار.
وفقا لأوباما، يعدّ الرئيس قادرا حتى على قتل المواطنين الأمريكيين بنظام الطائرة من دون طيار دون مراجعة قضائية. وكانت النظرية تؤكد أن الرؤساء الأمريكيين لطالما سيكونوا جديرين بالثقة الكافية لاستخدام هذه السلطة بحكمة. بعد ذلك، وقع انتخاب دونالد ترامب ما أدى إلى الحصول على كل تلك السلطة.
في 11 تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2016، أي بعد أسبوع من تولي ترامب منصب الرئيس المنتخب، صدر فيلم وثائقي عن حرب الطائرات الأمريكية من دون طيار، عرف باسم “الطيور الوطنية”. وفي الواقع، ظهر شاب يدعى، دانيال، بشكل بارز في الفيلم كمحلل سابق في مجال استخبارات الإشارات، يصف على الكاميرا إحباطه العميق إزاء عجزه عن تحديد من قتل خلال الغارات التي شنتها الطائرات دون طيار.
في هذا السياق، قال دانيال إنه “عندما يتعلق الأمر بهدف مهم، تتلخص المهمة في ملاحقة شخص واحد في الوقت نفسه. في المقابل، يُفترض أن أي شخص آخر قُتل في تلك الغارة بشكل مؤكد شريك للشخص المستهدف”. وطبقا لقواعد الاشتباك، وفقا لما جاء على لسانه، يعدّ كل ذكر، يتجاوز سنه 16 سنة، هدفا مشروعا. وفي هذا الصدد، أضاف دانيال قائلا: “إذا ما حدث هذا الإضراب وأسفر عن مقتلهم جميعًا، فما عليهم إلا أن يقولوا إنهم قد حصلوا على كل شيء”.
في شهر مايو/أيار الماضي، اتهم “دانييل إيفريت هيل” في محكمة بمدينة الإسكندرية بولاية فرجينيا بموجب قانون التجسس بمشاركة مواد سرية تتعلق ببرنامج الطائرة من دون طيار مع أحد المراسلين. وعلى الرغم من أن لائحة الاتهام لم تحدد اسم المنظمة الإخبارية، إلا أن مسؤولي إدارة ترامب، ربطوا تسريبات هيل لمراسلي وسائل الإعلام، بتقارير صحيفة “الإنترسبت”.
من جهته، سعى هيل إلى رفض القضية بالقول إن قانون التجسس قمع حرية الصحافة. وخلال هذا الشهر، ذكرت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس” أن أحد القضاة سمح للمدعين العامين بالمضي قدما في قضيتهم ضده. وفي ظل تهمته الحالية، يواجه هيل عقوبة تصل إلى 50 سنة في السجن.
فريق ذخيرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية ينقل صواريخ هيلفاير لتحمل على طائرات بريداتور من دون طيار في قاعدة غير محددة في منطقة الخليج الفارسي في الثامن من يناير/كانون الثاني سنة 2016.
رسميًا الحد الأدنى من الأدلة اللازمة لتبرير غارات الطائرات من دون طيار. وحصل سلاح الجو على زيادة قدرها 63 بالمئة في صواريخ هيلفاير، وهو السلاح الرئيسي الذي تستخدمه الطائرات من دون طيار، في ميزانية ترامب لسنة 2017.
من خلال أمر تنفيذي، جعل ترامب الغارات التي تشنها الطائرات دون طيار أقل شفافية من خلال إلغاء ولاية عهد أوباما، التي أجبرت وزارة الدفاع على الإبلاغ سنويا عن تقديرات عدد القتلى المدنيين. ومن جهتها، وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الأمر بأنه تحرك يزيد من “السرية التي تحجب أحد الجوانب الأكثر إثارة للجدل في الحرب ضد الإرهابيين”.
ما نعلمه يتمثل في أن مكتب الصحافة الاستقصائية يقدر أن الولايات المتحدة نفذت حوالي 1000 غارة جوية في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن خلال سنة 2016 أي الغارات التي شنتها كل من الطائرات من دون طيار والطائرات المأهولة. وحتى الآن في سنة 2019، يُعتقد أن الولايات المتحدة أجرت 5425 غارة جوية، أي خمسة أضعاف العدد. وفي شهر أيلول/سبتمبر، زادت الولايات المتحدة من الوتيرة إلى حوالي 40 غارة جوية في اليوم الواحد، حيث قادنا ذلك إلى ما نحن فيه اليوم.
حاول أن تبذل قصارى جهدك لفهم الحقائق الأخرى حول هذه الدولة، فضلا عن مواجهة حقيقة وجود أشخاص على الجانب الآخر من العالم يشعرون اليوم بنوع من الفزع بسببنا
في الواقع، يستطيع حتى اليساريون البارزون المرشحون للرئاسة أن يساهموا في بقاء مظاهر الوضع الراهن على حاله. ولم يستبعد السيناتور، بيرني ساندرز، الغارات التي شنتها الطائرات من دون طيار. وفي سنة 2015، أيد استخدامهم لاغتيال “الإرهابيين المهمين”. وخلال هذه السنة، ردًا على استقصاء اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، أجاب ساندرز بأنه سيصدر أمرًا تنفيذيًا يمنع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من شن غارات باستخدام طائرات دون طيار، مع منح هذه المسؤولية حصرا إلى الجيش.
من جهتها، ذهبت السيناتور، إليزابيث وارن، من ولاية ماساتشوستس، إلى أبعد من ذلك، موضحةً: “يتعين علينا أن نحد بشكل كبير من استخدام هذه الوسائل، وأن نعمل على توفير سبل الحماية اللازمة لمنع وقوع إصابات بين المدنيين، وأن نعمل على توفير أقصى قدر من الشفافية حين حدوث مثل هذه الانتهاكات”.
في مدينة “ساوث بند” الأمريكية، رد عمدة “إنديانا” بيت بوتجيج، بأنه لن يمنع وكالة الاستخبارات المركزية من القيام بغارات من دون طيار نظرا لأنه “من غير الحكمة أن نكون قطعيين بشكل حاسم عندما يتعلق الأمر بديناميكية تحديات الأمن القومي”. في المقابل، فضَل نائب الرئيس السابق، جو بايدن، الرد على الاستطلاع على الإطلاق.
خلال النقاش الرئاسي الديمقراطي الذي عُقد خلال الأسبوع الماضي، سُئل المرشحون حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة في أفغانستان. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يكن هناك سؤال أو إجابة واحدة حول ارتفاع عدد غارات الطائرات من دون طيار والغارات الجوية التقليدية، وفقدان أرواح المدنيين، أو التقارير الأخيرة عن الانتهاكات التي ارتكبتها وحدات الميليشيات الأفغانية المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية.
يمثل الاستمتاع بالأضواء الخافتة وكعك الزنجبيل المعد في المنزل والأغاني المرحة والهدايا فضلا عن التواجد رفقة من نحبهم يوم عيد الميلاد جزءا من حقيقة الولايات المتحدة. مع ذلك، حاول أن تبذل قصارى جهدك لفهم الحقائق الأخرى حول هذه الدولة، فضلا عن مواجهة حقيقة وجود أشخاص على الجانب الآخر من العالم يشعرون اليوم بنوع من الفزع بسببنا.
بالإضافة إلى ذلك، حاول أن تتخيل أن تكون محاطًا بعائلتك، وأن يشعر جميعكم بالقلق من طنين الطائرات التي تحوم فوقكم، والأعين التي تحدّق باستمرار فوق منزلك، والتي من الممكن أن تقصفك وكل من تحب في أي لحظة. وعلى الأرجح، لن يجعل ذلك عيد الميلاد سعيدا.
المصدر: الإنترسبت