بالتزامن مع تصريح جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الذي توعد فيه برد أمريكي على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمياوية، رصد مواطنون وطيارون مدنيون حركة غير عادية للطيران العسكري البريطاني من وإلى القاعدة الجوية البريطانية الموجودة في دولة قبرص اليونانية على بعد أقل من 100 ميل من السواحل السورية، وقال أحد الطيارين المدنيين أنه رأى من خلال رادار طائرته المتجهة إلى مدينة لارناكا القبرصية طائرة نقل عسكري من نوع C-130 قادمة من أوروبا في اتجاه القاعدة الجوية بالإضافة إلى سرب مقاتلات جوية في ذات الاتجاه.
وقال خبراء عسكريون أن أهم الأهداف المحتملة لهذه الضربة وأكثرها تعقيدا هي مخازن الأسلحة الكيميائية التي يخشى أن يقدم النظام على استخدامها في حال بدأ الضربة العسكرية الأمر الذي يؤدي إلى قتل عشرات الآلاف، ولكن المشكل يكمن أيضا في طريقة استهدافها ففي حال تدميرها بالقنابل والصواريخ فإن الغازات ستنتشر بسرعة وستكون الخسائر البشرية ضخمة وغير متوقعة، ويبقى الخيار الوحيد والصعب جدا في التعامل مع مخازن الأسلحة الكيمياوية هو السيطرة عليها بطريقة ما.
وأما الهدف العسكري الثاني والذي سيمثل تحديا محوريا لأي ضربة عسكرية تشن ضد نظام بشار، فهي المجمع العسكري في المعزة بالضاحية الجنوبية لدمشق والتي تعتبر الثكنة الرئيسية للفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري والتي تحضى منذ عقود بعناية ودعم مادي خاص من قبل النظام السوري وكان لها دور كبير في حسم معارك كثيرة طيلة السنتين الماضيتين مثل درعا ودوما وبانياس ومناطق أخرى، وفي حال استهداف مجمع العسكري في المعزة فإنها ستكون ضربة قاسمة للفرقة ولجيش النظام السوري.
والهدف الثالث الذي تحدث عنه الخبراء العسكريون حتى الآن هو مقر الحرس الجمهوري والذي يعتبر أيضا من أشد فرق الجيش السوري المحسوبة على الطائفة العلوية والواقع بالقرب من القصر الجمهوري شمال دمشق والذي تتمركز داخله معظم قوات ووحدات الحرس الجمهوري والتي لا تقل أهمية عن الفرقة الرابعة.
وكان الخلاف الأممي السوري تصاعد إلى أشده عند تعرض سيارات المفتشين الأممين لإطلاق نار من قناصة مجهولين أثناء توجههم إلى الغوطة الشرقية لتفقد آثار استخدام قوات النظام السوري لأسلحة كيمياوية أودت بحياة أكثر من 1300 مواطن سوري معظمهم من الأطفال، الأمر الذي أغضب الأمانة العامة للأمم المتحدة ودعّم الموقف الأمريكي حول تخطي النظام السوري للخطوط الحمر وضرورة محاسبته على هذا حسب تصريح صحفي لجون كيري مساء الاثنين.