قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الإفراج عن الصحفي الأمريكي في سوريا يبين أن قطر تلعب على كلا الجانبين.
هذا ما قالته إيمي روزن، ابنة عم بيتر ثيو كورتيس، الصحفي الأمريكي الذي أُطلق سراحه من أسره في سوريا مطلع الأسبوع الماضي، متحدثة لصحيفة نيويورك تايمز قالت إن عائلتها تلقت تأكيدات من حكومة قطر – التي توسطت للإفراج عن كورتيس – بأن الفدية لن يتم دفعها تحت أي ظرف من الظروف.
ولكن الأنباء التي تفيد بأن جبهة النصرة – الجماعة التي كانت تختطف الصحفي الأمريكي – قررت تحريره بعد ظهور شريط فيديو لإعدام وحشي للصحفي جيمس فولي، ولذلك فليس من المستغرب أن تقدر روزن وتبتهج بالتصريح القطري، والواقع أن الحكومة الأمريكية نفت بشكل قاطع دفع فدية، ويبقى من غير الواضح لماذا تم الإفراج عن كورتيس، لكن شيئًا واحدًا شديد الوضوح، هو الدور الرائد لقطر في تأمين حرية كورتيس.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قد قالت في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية مساء الأحد إنه “بتوجيهات من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ومن منطلق إنساني، نجحت جهود دولة قطر في إطلاق سراح الصحفي الأمريكي بيتر ثيو كورتيس، الذي تم اختطافه في سوريا منذ عام 2012″.
ومن غير المرجح أن تقوم جبهة النصرة بالإفراج عن الرجل، وهو ورقة مساومة ذات قيمة عالية، بدافع من طيبة القلب! لكن لأن قطر – بالتأكيد – عرضت عليها عرضًا مغريًا للغاية، وهذا ما يرجح أن قطر تلعب بكل الأوراق، وعلى كل الأجنحة.
إن قطع رأس فولي كان علامة شديدة الأهمية في الحرب السورية، وقد لعبت قطر دورًا في تأجيج تلك الحرب بدعم الأطراف المعارضة بالمال والسلاح، وبعض هذه الأسلحة انتهت إلى أيدي داعش.
وفي الوقت نفسه تواصل قطر ارتباطها بالولايات المتحدة حيث إنها حليف حيوي وشديد الأهمية لواشنطن في المنطقة، تستضيف قواعد أمريكية وتستضيف قيادة حماس في ذات الوقت.
وما يمكن فهمه من الإفراج السريع عن كورتيس بعد وفاة فولي هو أن قطر أرادت أن تعوض الرأي العام العالمي عن فقد فولي بهذه الطريقة.
وفي ذات السياق قال مصدر خليجي مطلع أمس الإثنين لوكالة رويترز إن قطر تبذل
مساعي للمساعدة في الإفراج عن أربعة أمريكيين تحتجزهم رهائن في سوريا فصائل مسلحة مختلفة وذلك بعد يوم من نجاح جهودها في إطلاق سراح صحفي محتجز منذ عام 2012، وامتنع المصدر عن ذكر أسماء الرهائن الأربعة أو أي تفاصيل عنهم.
وتتزامن هذه المبادرة القطرية مع سعي الدوحة لتفنيد اتهامات من جانب بعض الدول العربية المجاورة والساسة الغربيين أنها تدعم أشد الجماعات المتشددة المسلحة معاداة للغرب في العراق وسوريا.
وربما يساعد الدور الذي لعبته قطر في الإفراج عن كورتيس في إصلاح ما شاب سمعتها من اتهامات من بعض منتقديها من العرب والغربيين أنها تدعم تنظيم الدولة الإسلامية وبعض الجماعات المتشددة الأخرى في العراق وسوريا.
وتنفي قطر أنها تدعم جماعات مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة، لكنها على خلاف منذ أشهر مع بعض جيرانها من دول الخليج بسبب تأييدها القديم لجماعة الإخوان المسلمين واتهامات من السعودية والإمارات أن الدوحة تتدخل في شئونها الداخلية.
وفي ظل سياسة تقوم على تسليط الضوء على دورها على المستوى العالمي، لعبت قطر منذ سنوات دور وسيط السلام في دول من الصومال إلى لبنان، كما أثارت استياء جيرانها من الدول المحافظة بتأييد انتفاضات الربيع العربي وتمويل حركات إسلامية.
وأعلنت قطر هذا الأسبوع أن أهدافها في المنطقة سلمية وإنسانية، وأصدرت بيانًا أدانت فيه ما وصفته بالجريمة الوحشية التي راح ضحيتها الصحفي فولي.
وقال المصدر إن قطر كانت على استعداد لمحاولة السعي للإفراج عن رهائن محتجزين لدى جماعات إسلامية مختلفة، لكنها وجدت صعوبة في التعامل مع الدولة الإسلامية التي أعلن مقاتلوها المسئولية عن قتل فولي.
المصدر: فورين بوليسي + رويترز