ومرة أخرى، تعم شوارع قطاع غزة الاحتفالات بالتهدئة طويلة الأمد التي أعلنت مساء البارحة، وذلك بعد 51 يومًا من العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وفور دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في السابعة مساء أمس، خرج السكان في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى الشوارع مهللين مكبرين، احتفالاً بما أسموه “النصر” في الحرب التي شنتها إسرائيل، الشهر الماضي.
ودعت فصائل فلسطينية بينها حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الخروج في مسيرات احتفالاً بما وصفوه بـ”النصر على إسرائيل”.
وأطلق عشرات الفلسطينيين النار في الهواء، فيما وزع المئات منهم الحلوى في الطرقات ورفع آخرون أعلام فلسطين ورايات الفصائل الفلسطينية على أسطح منازلهم.
كما جابت مسيرات للسيارات والدراجات النارية التي تحمل الأعلام الفلسطينية ورايات حركة “حماس” وصورًا كبيرة لفلسطينيين قُتلوا خلال الحرب الإسرائيلية، شوارع وأزقة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في أنحاء القطاع.
وشهد مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي تحول إلى مأوى للنازحين الذين دمرت بيوتهم خلال الحرب إلى ساحة احتفال، حيث بدأ المئات من النازحين بالهتاف والتكبير وإطلاق الألعاب النارية فور إعلان دخول التهدئة حيز التنفيذ.
وشارك في المسيرات الجماهيرية التي جابت شوارع القطاع، مئات النساء والأطفال الذين رسموا على وجوههم الأعلام الفلسطينية وشعار حركة “حماس”، وكلمات منها “انتصرت غزة” و”كتائب القسام”، و”هزمنا الجيش الذي لا يقهر”، و”أبو عبيدة” في إشارة للمتحدث باسم كتائب عز الدين القسام.
وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد توصلت إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي يقضي بتهدئة طويلة الأمد، تحت رعاية مصرية.
وتتضمن التهدئة بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار.
كذلك تشمل الصيد البحري انطلاقًا من 6 أميال، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار.
وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي أطلقت عليها اسم “الجرف الصامد”، واستمرت 51 يومًا، أسفرت عن استشهاد 2145 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 11 ألفًا آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.
وقالت حركة “حماس” مساء البارحة الإثنين، إنها حققت معظم مطالبها من “المعركة مع إسرائيل” التي استمرت 51 يومًا وانتصرت عليها، جاء ذلك تعقيبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الشامل الذي أعلنته مصر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف المتحدث باسم حركة حماس “سامي أبو زهري” في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة مساء اليوم أن “المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه الجيوش العربية مجتمعة وحققت معظم مطالبها من المعركة مع إسرائيل التي استمرت 51 يومًا”.
وتابع: “قلنا للصهاينة قبل ذلك إنهم لن يعودوا إلى بيوتهم في البلدات القريبة من قطاع غزة إلا بقرار من حماس وليس من نتنياهو، والآن نقول للإسرائيليين بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ بإمكانكم العودة لبيوتكم بقرار من حماس وليس من نتنياهو الفاشل”.
ومضى قائلاً: “نعلن اليوم انتصار شعبنا والمقاومة الفلسطينية، فنحن انتصرنا حينما دمرنا هيبة الردع الإسرائيلية وحينما فرضنا حصارًا جويًا على مطارات العدو وحينما ضربنا المواقع الاستراتيجية للاحتلال، وحينما ألجأنا الصهاينة إلى تحت الأرض فرارًا من صواريخ وضربات فصائل المقاومة”.
وأكد أن “انتصار فصائل المقاومة” جاء بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حركة “حماس” ستبقى سندًا لشعبها الذي قدم كل ما يملك من تضحيات ولن يتخلى عن المقاومة.
وفي حصيلة نهائية للحرب الإسرائيلية على القطاع، فقد راح ضحيتها 2145 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً، و261 امرأة و102 مسنًا بالإضافة لإصابة 11100 آخرين بجروح متفاوتة معظمهم من الأطفال والنساء”، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتقول وزارة الصحة إن إسرائيل “ارتكبت مجازر منذ بداية حربها على القطاع في الـ 7 يوليو الماضي، بحق أكثر من 100 عائلة فلسطينية”.
ودمر الجيش الإسرائيلي في غاراته المدفعية والجوية قرابة 15671 منزلاً، منها 2276 دمر بشكل كلي، و 13395 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة بشكل طفيف، وفق إحصائيات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وكان أكثر الغارات الإسرائيلية عنفًا وصدمة للفلسطينيين، تحويلها لأبراج “الظافر 4″ و”الباشا” و”الإيطالي” و”زعرب” السكنية خلال اليومين الماضيين، إلى مجرد ركام، وتشريد نحو 150 أسرة كانت تقطن هذه الأبراج.
ودمرت إسرائيل 190 مسجدًا، منهم 70 بشكل كلي، و 120 بشكل جزئي، وفق إحصائية لوزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة، في إحصائية أولية لوزارة الأوقاف الفلسطينية.
ومنذ بداية الحرب استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية قرابة الـ 143 مدرسة، منها 24 دمرت بشكل كامل، وفق إحصائيات لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
وكتب المغردون في انتصار غزة:
#غزة انتصرت بصمودها وثباتها ومقاومتها الباسلة، وما رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان إلا تتويج لهذا الانتصار، لأن المنهزم لا يفرض شروطه.
— أدهم أبو سلمية #غزة (@adham922) August 27, 2014
من مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة فرحا بانتصار المقاومة الفلسطينية .#انتصرت_غزة pic.twitter.com/U0STj0WQQQ
— Pal.Info.Center (@PalinfoAr) August 27, 2014
#غزة_انتصرت
عندما نجحت المقاومة أن تجعل الصهاينة يخنتبئون في الملاجئ خمسين يوما كالمشردين— عبد الحميد البلالي (@albelali) August 27, 2014
#صورة لطفلة من غزة خرجت تحتفل بالنصر وانتهاء الحرب،، تقول لكم: "غزة انتصرت"
في #غزة، الأطفال بعد الحرب بصيروا أقوى 🙂 pic.twitter.com/GNqf1LvaVw— محمد القطراوي (@Mohmmedqatrawi) August 27, 2014
#غزة قاتلت وحدها لكنها قاتلت عن كل الأمة، ونصرها نصر لكل الأحرار في هذا العالم..#غزة_انتصرت
— عاصم النبيه (@AsemAlnabeh) August 27, 2014
يسير في الشوارع ويلقي الحلوى بين الناس احتفالاً بنصر الله..
"وما النصر إلا من عند الله". #غزة_انتصرت pic.twitter.com/W1kGKPBrN8— إسلام الهبيل (@islamelhabil) August 27, 2014
يكفِينا أن قطعان الصهاينة إنصاعت لـ أوامر #محمد_الضيف المطلوب الأول لقيادتهم ! #غزة_انتصرت
— Muhammad Smiry (@MuhammadSmiry) August 26, 2014
تُصبحين على ابتسامة أطفالك يا غزّة ?#غزة_انتصرت. pic.twitter.com/g1z0pVWaZQ
— د. كساب العتيبي (@Dr_Kassab) August 26, 2014