“إيران تبدأ الانتقام”.. كان هذا ملخص الساعات القليلة الماضية التي شهدت تصعيدًا غير مسبوق يعزز معه مخاوف الولوج في حرب شبه شاملة بين طهران وواشنطن وإن كانت في أراضٍ محايدة، وذلك حين أعلن الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم الأربعاء 8 من يناير/كانون الثاني 2020، استهدافه لقاعدة “عين الأسد” الجوية العسكرية الأمريكية، بمحافظة الأنبار، غربي العراق، بعشرات الصواريخ.
الهجوم يأتي ردًا على قتل واشنطن للقائد السابق للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في ميليشيات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في بغداد، الجمعة الماضية، فيما قال الحرس الإيراني إنه استخدم صواريخ باليستية في ضربه للقاعدة العسكرية، التي تتمركز فيها غالبية القوات الأمريكية الموجودة بالعراق.
بحسب قناة “الميادين” فإن “صافرات إنذار دوّت، وتحلّق مروحي أمريكي في سماء قاعدة عين الأسد وتم اتخاذ وضع الإنذار الكلي”، مضيفة أن الصواريخ “انطلقت من منطقة الجزيرة في الضفة المقابلة لقاعدة عين الأسد من نهر الفرات، وكانت قوية جدًا، حيث أشارت الأصوات إلى أن القصف تكرر وهو يزيد على 6 صواريخ، كما يبدو”.
24 ساعة فقط كانت الفيصل بين هذا الهجوم الجريء وحالة الارتباك التي بدت عليها واشنطن في أعقاب إعلان الانسحاب الكامل لقواتها من العراق ثم نفيه بعدها بساعات قليلة من وزارة الدفاع “البنتاغون”، ليشكل هذا التطور تصعيدًا كبيرًا بين البلدين ربما يضع المنطقة بأسرها فوق فوهة بركان.
وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف تعليقًا على هجوم فجر اليوم قال إن بلاده نفذت عملية دفاع عن النفس طبقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، حيث استهدفت قواعد انطلق منها الهجوم الذي وصفه بـ”الجبان” ضد مواطنيها ومسؤوليها.
وأضاف أن بلاده لا تسعى إلى الحرب أو التصعيد لكنها ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان، لافتًا في تصريح له اليوم أن رد طهران على اغتيال قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني، انتهى، موضحًا “قصفنا القاعدة التي انطلقت منها الطائرة التي استهدفت سليماني”.
Iran took & concluded proportionate measures in self-defense under Article 51 of UN Charter targeting base from which cowardly armed attack against our citizens & senior officials were launched.
We do not seek escalation or war, but will defend ourselves against any aggression.
— Javad Zarif (@JZarif) January 8, 2020
لماذا قاعدة عين الأسد؟
الهجوم جاء على القاعدة الجوية العسكرية “عين الأسد” التي تقع على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي، غرب محافظة الأنبار، وهي أضخم القواعد الأمريكية في البلاد، وكان قد تحول اسمها من قاعدة “القادسية” الجوية إلى قاعدة “عين الأسد” عقب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.
وتمثل تلك القاعدة التي تتوسط المثلث الغربي للدول الثلاثة، الأردن والسعودية وسوريا، أحد المرتكزات العسكرية الكبرى للجنود الأمريكيين في المنطقة، إذ يوجد بها قرابة ألفي عسكري أمريكي، إضافة إلى سرب مروحيات مقاتلة ومنظومة رصد جوي تغطي أكثر من 400 كيلومتر، إضافة إلى وحدات استطلاع وفرقة مهام خاصة.
ويعود تاريخ تدشين القاعدة التي تمتد مساحتها لنحو 24 كيلومترًا، إلى ثمانينيات القرن الماضي على أيدي شركات عسكرية يوغوسلافية متخصصة، وقد استخدمت كمنطلق لوحدة الصواريخ العراقية بعيدة المدى، إذ قصفت تل أبيب ومناطق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنها حيفا عام 1991.
SHOT DOWN
Video posted by local journalists appears to show doomed Boeing 737 barreling toward the ground in Iran after shots?#IranAttacks #Iran #MUNMCI pic.twitter.com/LUkLQbwunn
— OllieSmith (@OllieSm21702041) January 8, 2020
القاعدة تعرضت لقصف عنيف بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، أخرجها عن الخدمة، قبل أن تعيد القوات الأمريكية بناءها وإضافة مدرج طائرات ثانٍ إلى جانب الأول القديم المخصص لهبوط الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن العسكرية، وخلال عامَي 2014 و2015، استعصت القاعدة على السقوط بيد “داعش” رغم سقوط كل المناطق حولها، حتى اعتبرها مسؤولون عراقيون بأنها تحولت لجزيرة وسط مستنقع كبير.
الـ15 عامًا الأخيرة تحولت القاعدة إلى مهبط ومقصد للرؤساء والمسؤولين الأمريكيين، حيث زارها أول مرة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في ديسمبر/كانون الأول 2008، وفي العام التالي حطت طائرة الرئيس السابق باراك أوباما، في القاعدة التي شهدت مؤخرًا زيارة مفاجئة للرئيس دونالد ترامب رفقة زوجته ميلانيا.
الغريب في الأمر أن زيارات الرؤساء الثلاث لتلك القاعدة كانت سرية دون علم القيادة العراقية في بغداد، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات، فضلًا عن ردود الفعل الشاجبة من جانب أحزاب وقوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران.
واشنطن: على علم بالضربة
لم تبد واشنطن أي مفاجأة حيال الضربة التي استهدفت قاعدتها في الأنبار، ففي أول رد فعل رسمي قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني جريشام، إن الرئيس دونالد ترامب اطلع على تقارير عن هجوم على منشآت أمريكية في العراق ويتابع الوضع، مضيفة في بيان لها “نحن على علم بتقارير عن هجمات على منشآت أمريكية في العراق. تم اطلاع الرئيس وهو يتابع الوضع عن كثب ويتشاور مع فريقه للأمن القومي”.
وقبل الهجوم بأقل من 24 ساعة قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن على الولايات المتحدة أن تتوقع انتقامًا من إيران بسبب مقتل سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري خلال هجوم في العراق، مضيفًا في إفادة بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) “أعتقد أنه يتعين علينا توقع أنهم سيردون بطريقة أو بأخرى” مشيرًا إلى أن هذا الرد ربما يكون من خلال وكلاء لإيران في الخارج أو “بأيدي (الإيرانيين) أنفسهم”، وتابع قائلًا “مستعدون لأي طارئ، وسيكون ردنا متناسبًا مع أي فعل يقدمون عليه”.
وكالة مهر الإيرانية نقلت عن استخبارات الحرس الثوري قوله “80 عسكريًا أمريكيًا على الأقل، لقوا مصرعهم في قاعدة عين الأسد إثر القصف الصاروخي”
أما ترامب فكتب في تدوينة له على تويتر يقول: “كل شيء على ما يرام! أُطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. يجري حاليًّا تقييم الإصابات والأضرار. حتى الآن، كل شيء على ما يرام!”، وأنه سيلقي بيانًا عن الوضع صباح اليوم الأربعاء وإن تم التراجع عنه بعد دقائق قليلة من تغريدته.
الإعلام الأمريكي خلال الساعات الماضية اعتمد خطابًا شبه موحد بشأن تأكيد معرفة واشنطن بتفاصيل الضربة وإحداثياتها في ضوء التنسيق الاستخباراتي في محاولة لامتصاص الغضب الإيراني، وهو ما يفسر عدم إحباط الهجوم رغم امتلاك القوات الأمريكية في العراق لصواريخ باتريوت المضادة، بجانب التزام الجنود هناك بالملاجئ الخاصة بالقاعدة حتى انتهاء الضربة.
الصواريخ الإيرانية أصابت أجزاء من قاعدة عين الأسد التي لا يوجد بها قوات أمريكية، بحسب مسؤول أمريكي رفيع المستوى تحدث لـ”سي إن إن“، بينما قال مسؤول آخر إن الجيش الأمريكي “كان لديه الوقت الكافي كي يطلق صفارات الإنذار في القاعدة وإن العسكريين الأمريكيين توجهوا إلى مخابئ آمنة قبل أن تضرب الصواريخ”.
All is well! Missiles launched from Iran at two military bases located in Iraq. Assessment of casualties & damages taking place now. So far, so good! We have the most powerful and well equipped military anywhere in the world, by far! I will be making a statement tomorrow morning.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 8, 2020
هل حققت أهدافها؟
لا توجد معلومات موثقة رسمية بشأن الخسائر التي حققتها الضربة الإيرانية، غير أن مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حميد رضا مقدم فر، قال: “معلوماتنا الأولية تؤكد وقوع أضرار كبيرة في قاعدة عين الأسد، رغم أن الأمريكيين يحاولون إخفاء الحقائق”، وأضاف أن جميع الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بدقة، وأن الهجوم أثبت ضعف المنظومات الدفاعية الصاروخية الأمريكية، مشيرًا أن الهجوم الصاروخي شكل إهانة للولايات المتحدة، وعليها أن تقبل بذلك، على حد قوله، محذرًا من أن أي رد أمريكي سيؤدي إلى إشعال المصالح الأمريكية في المنطقة.
وكالة مهر الإيرانية نقلت عن استخبارات الحرس الثوري قوله: “80 عسكريًا أمريكيًا على الأقل، لقوا مصرعهم في قاعدة عين الأسد إثر القصف الصاروخي”، فيما أكد مراسل قناة الميادين أن واشنطن أخفت مقتل 37 جنديًا استهدفهم صاروخ عراقي مباشرة في عنابر النوم.
أما التليفزيون الإيراني فعلق على تغريدة ترامب بأن “كل شيء على ما يرام” بجانب ما يعزف عليه الإعلام الأمريكي بأنها تهدف إلى التهوين من الضرر الناجم عن الهجوم، هذا في الوقت الذي نشرت فيه وكالة “أنباء فارس” الإيرانية صورة لمواطنين في طهران يرفعون الأعلام الإيرانية ويحتفلون بالضربة وانتقام الحرس الثوري لمقتل سليماني.
في الوقت الذي يرى فيه محللون أن ما حدث لا يعدو كونه محاولةً لحفظ ماء الوجه بعد مقتل الرجل الثاني في إيران، مستبعدين أي جولات تصعيدية أخرى، يذهب آخرون إلى أن الحراك المشتعل منذ الجمعة الماضية وحتى اليوم يؤكد أن المزاج العام في إيران مزاج حرب
وفي الجهة الأخرى أفادت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بأن الإصابات جراء الهجمات الإيرانية على قاعدتين أمريكييتن في العراق، تقتصر حتى الآن على العراقيين فقط، نافية أن تكون هناك حالات قتلى في صفوف القوات الأمريكية عكس ما يتردد في الإعلام الإيراني.
بدورها حاولت وسائل إعلام خليجية التقليل من شأن تلك الهجمات، حيث نقلت بعض المواقع عن مصادر دبلوماسية عراقية قولها إن الرد الإيراني على مقتل سليماني، كان منسقًا مع الولايات المتحدة عبر وساطة إحدى الدول، وأن ترتيبات عسكرية اتخذها الجانبان خلال اليومين الماضيين لضمان ألا يؤدي هذا الرد إلى سقوط ضحايا أجانب.
وبحسب هذا السيناريو يمكن تلخيص الموقف كالتالي: كان لا بد أن تنتقم إيران لمقتل سليماني، لكن دون أن يؤدي الانتقام لوقوع قتلى بين صفوف القوات الأمريكية أو أضرار كبيرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، وهذا المعنى كان متضمنَا في التصريحات والتهديدات المتبادلة بين الطرفين طوال الأيام الماضية.
???#DeUltimo|#Urgente|Los iraníes salieron a las calles después del inicio de los ataques con misiles en la ciudad de #Mashhad#Iran#Iraq #Mashhad |#EEUUIran|#EEUUGenocidaDelMundo
Video: AlidaFreites_tw pic.twitter.com/bpXwsG7oUq
— Eleuterio Choque M╩ (@ELEchoqueM) January 8, 2020
طهران تحذر
التصعيد الإيراني الأمريكي لم يقف عند حاجز هجمات فجر اليوم وفقط، بل تجاوز ذلك إلى تحذيرات شديدة اللهجة باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة حال التفكير في الرد على تلك الهجمات، وهو ما جاء على لسان قيادي الحرس الثوري الإيراني الذي قال إن أي إجراءات تتخذها واشنطن للرد على هجمات القاعدة سيقابله رد جديد، حسبما أورد التليفزيون الإيراني الرسمي.
ونقل التليفزيون الإيراني عن الحرس الثوري قوله “يعلم الأمريكيون الآن أن إيران تستطيع استهداف قواعدهم.. قواعدهم ستكون في مرمى الاستهداف إذا ردت الولايات المتحدة على الهجمات الصاروخية الإيرانية في العراق”، كما نسب إلى مسؤول كبير في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي قوله إن رد إيران على قتل القائد العسكري الكبير قاسم سليماني حتى الآن هو “الأهون” من بين سيناريوهاتها للثأر.
وفي الوقت الذي يرى فيه محللون أن ما حدث لا يعدو كونه محاولةً لحفظ ماء الوجه بعد مقتل الرجل الثاني في إيران، مستبعدين أي جولات تصعيدية أخرى، يذهب آخرون إلى أن الحراك المشتعل منذ الجمعة الماضية وحتى اليوم يؤكد أن المزاج العام في إيران مزاج حرب في المقام الأول.
أنصار هذا الفريق يعززون موقفهم بأنه عندما تضع أمريكا جميع قوّاتها في منطقة الشرق الأوسط في حالة تأهب، وتعزز حضورها العسكري في المنطقة بقوات وعتاد أكثر، وتشدد الإجراءات الأمنية في قواعدها العسكرية وسفاراتها حول العالم، فإن هذه أجواء حرب، وليست مجرد ضربات خاطفة لحفظ هيبة الدولة، من الممكن امتصاص آثارها، كما يردد الفريق الآخر.
هذا بخلاف ما أثير عن رفض طهران للعروض الأمريكية بشأن ساحات الرد الانتقامي، وتجييش الرأي العام الداخلي لحالة الحرب وهو ما تجسد في تعمد أن يطوف نعش جثمان سليماني في مختلف المدن الإيرانية وحشد ملايين المشيعين في استقباله في ظاهرة لم يسبق لها مثيل في إيران، إلى الحد الذي سقط فيه ما يزيد على 40 قتيلًا بخلاف 200 مصاب بسبب التدافع.
المنطقة على أهبة الاستعداد
حراك عسكري مقلق شهدته منطقة الشرق الأوسط خلال الساعات الماضية يشي باحتمالات تصعيد جديد، زخم سياسي وأمني جراء الأنباء المتوالية عن سحب قوات أجنبية من العراق أو إعادة نشرها، فضلًا عن إجراءات أخرى لزيادة التأهب في صفوف القوات الأمريكية والغربية في أنحاء المنطقة بأسرها.
فعلى الجانب الأمريكي نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن واشنطن وضعت قواتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهجمات إيرانية، وإن معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران حركت معدات عسكرية خلال الأيام الماضية، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) إعادة نشر بعض عناصره الموجودة في العراق بصورة مؤقتة، بعد تعليق مهمته في تدريب القوات العراقية.
وقال مسؤول في الحلف في بيان: “نتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية موظفينا، وهذا يشمل إعادة نشر بعض الأفراد بصورة مؤقتة في مواقع أخرى، سواء داخل العراق أو خارجه”، مضيفًا أن الحلف يبقي مع ذلك على وجوده في العراق ويعتزم مواصلة التدريب في العراق عندما يسمح الوضع.
رغم تباين ردود الفعل بخصوص نتائج الضربة الانتقامية الإيرانية والانقسام بشأن تأثيرها ومدى التنسيق المسبق بين طهران وواشنطن، فالمؤكد أن منطقة الشرق الأوسط باتت فوق بركان بارود يوشك أن يشتعل في أي وقت
بدوره قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في كلمة أمام البرلمان، أمس، إن بريطانيا اتخذت تدابير لحماية موظفيها ومواطنيها في العراق والشرق الأوسط، وتم نقل موظفين بريطانيين غير أساسيين من المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد إلى منطقة التاجي شمال العاصمة.
أما مجلة دير شبيغل الألمانية فكشفت أن برلين بدأت بسحب قواتها المتمركزة في العراق، و32 جنديًا ألمانيًا نقلوا من شمال بغداد إلى الأردن صباح أمس، كما اجتمع وزيرا الدفاع والخارجية مع رئيس إحدى لجان البرلمان الألماني ليلة أمس ونقلا له مخاوفهما بشأن سلامة الجنود الألمان في العراق على خلفية مقتل سليماني، بحسب المجلة.
الموقف ذاته عبرت عنه كندا الذي قال رئيس هيئة أركان الدفاع في جيشها، الجنرال جوناثان فانس، إن بعض العسكريين الكنديين المنتشرين في العراق – وعددهم 500 – سينقلون بصورة مؤقتة إلى الكويت لأسباب أمنية، مضيفًا في رسالة نشرت على تويتر “خلال الأيام المقبلة، ونتيجة لتخطيط التحالف وحلف شمال الأطلسي فإن بعض أفرادنا سينقلون مؤقتًا من العراق إلى الكويت.. نحن نفعل ذلك لضمان سلامتهم وأمنهم”.
فرنسيًا نفت باريس أن يكون لديها أي خطة لخفض عدد قواتها في العراق في الوقت الراهن (تقدم فرنسا تدريبًا ودعمًا لوجستيًا للعراق وللقوات الكردية في نطاق عمليات التحالف الدولي لمحاربة داعش)، لكنها في الوقت ذاته أكدت أنها ستعزز الأمن حول القوات الفرنسية هناك، وفق ما نقلت “رويترز” عن مصدر حكومي مسؤول.
ورغم تباين ردود الفعل بخصوص نتائج الضربة الانتقامية الإيرانية والانقسام بشأن تأثيرها ومدى التنسيق المسبق بين طهران وواشنطن، فالمؤكد أن منطقة الشرق الأوسط باتت فوق بركان بارود يوشك أن يشتعل في أي وقت، وتبقى الساعات القليلة المقبلة الفيصل بشأن مستقبل التصعيد بين الطرفين.
وفي المجمل فإن الـ24 ساعة القادمة إن مرت دون رد من هنا أو هناك، يمكن الحديث عن طيّ هذه الصفحة من التصعيد الجنوني، وبدء فصل جديد من العلاقة بين طهران وواشنطن، وفق محددات جديدة، أبرزها: الصفعة بصفعة، يعقبها دور محتمل لظريف وحمائم النظام الإيراني، بمشاركة أطراف أخرى كأوروبا أو الصين أو روسيا، للوصول إلى تفاهمات تضع حد للتصعيد الجاري بشكل فعليّ.