أعلنت أسرة المحامي الحقوقي المصري أحمد سيف الإسلام وفاته، في الرابعة والنصف من عصر اليوم الأربعاء.
“أنا أسف إني ورثتك الزنازين اللي أنا دخلتها .. لم أنجح في توريثك مجتمع يحافظ على كرامة الإنسان .. وأتمنى أن تورث خالد حفيدي مجتمع أفضل مما ورثتك إياه”، كانت تلك جزء من رسالته لولده علاء عبد الفتاح، في يناير 2014، داخل زنزانته، والتي لم تمكنه من رؤية أبيه إلا عقب دخوله في الغيبوبة، ليراه في غرفة العناية المركزة عقب قيام قوة من السجن بنقله لرؤيته.
ذلك هو “أحمد سيف” المحامى من مواليد حوش عيسى بالبحيرة، تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1977، والد لثلاثة أبناء هم علاء عبد الفتاح، منى سيف، وسناء سيف، وزوج للدكتورة ليلى سويف.
دخل سيف الإسلام السجن عدة مرات، الأولى كانت عام 1972 على خلفية مشاركته في مظاهرات الطلبة للمطالبة بتحرير سيناء، ثم سجن مرة أخرى عام 1973 بعد مشاركته في الاحتجاجات ضد السادات لتأخر قراره بالإعلان عن الحرب ضد إسرائيل، أما المرة الثالثة فكانت عام 1983 في عهد مبارك والتي تعرض فيها لتعذيب شديد.
نفس الزنزانة التى سجن فيها علاء، كانت سجنًا لسيف أربعة مرات كان أولها عام 1972 ليومين فقط، وآخرها 2011 ليومين أيضًا، سجن سيف فى عهد السادات مرتين، ومرتين فى عهد مبارك، ولكنه دائمًا ما تذكر سجنه تذكر عهد مبارك لأنه كان الأصعب بالنسبة له.
كانت المرة الأولى لاعتقاله على إثر مظاهرات الطلبة من أجل تحرير سيناء، ثم فى عام 73 احتجاجًا على خطاب السادات وتأخر قرار الحرب مع إسرائيل، أُفرج عنه قبل الحرب بأيام ولكن بعد قضائه 8 أشهر في السجن، كانت المرة الثالثة عام 83 في سجن القلعة تلك كانت الأبشع بالنسبة له، تعرض لتعذيب شديد بالكهرباء، وكسرت قدمه وذراعه بتهمة تأسيس حزب شيوعي، قبض على 16 وأُفرج عن 11 وبقى سيف وأربعة بتهمة حيازة السلاح.
فقد سيف الشعور بقدمه ويده من فرط الألم وتقدم ببلاغ للتحقيق في تلك الواقعة، لكن بمرور 32 عامًا على تلك الواقعة لم يحقق فيها، أفرج عنه بكفالة وعقب انعقاد جلسة حكم عليه بالحبس خمس سنوات في القضية التي عرفت باسم “تنظيم الحركة الشعبية”، ورغم ذلك رفض سيف الهرب إلى لندن حيث تواجدت زوجته ليلى سويف وابنه الأكبر علاء، لكنه سلم نفسه، مفضلاً أن يقضى 5 سنوات في بلده بدلاً من الهرب منها.
استغل سيف تلك السنوات في الحصول على ليسانس الحقوق، وولدت منى سيف أثناء تلك الفترة مثلما وُلد خالد وقت سجن علاء، في نفس السجن “سجن الاستئناف”، الذى سجن فيه علاء لأول مرة في 2006، “وكأنني لم أورث لأبني إلا السجن والزنزانة .. تذكرت وأنا أزوره لأول مرة في السجن نفسي وأنا سجين .. كنت أعرف ما هي الإجراءات التي يقوم بها الآن على الجانب الثاني وهم يخطرونه أن له زيارة .. دخلت سجن الاستئناف بعد أربعين عامًا وأنا أعرف إجراءات المسجون ولا أعرف إجراءات السجين”.
“حزنت لأن الثورة كأنها لم تقم .. الظلم مازال مستمرًا .. فأنا فيما أنا فيه من 72 إلى 2011 .. متي ينتهي اعتقال النشطاء والسياسيين؟! متي ينتهي تعذيبهم واعتقالهم متي نعيش في بلادنا أحرارًا؟!”، يروى سيف تفاصيل اعتقاله للمرة الأخيرة قائلاً :”آخر مرة كانت يوم موقعة الجمل فبراير 2011 قوات أمن كثيفة جاءت واعتقلتني أنا وكل من معي في مركز هشام مبارك من مراسلين وصحفيين وأخذوا كل الملفات وأجهزة الكمبيوتر، وقتها ضحكت وقلت للضباط الذين يحققون معي: لقد أصابتكم هيستيريا، نظام مبارك ينهار، أيام وقد تكون ساعات وستضطرون للإفراج عنا ومن الجائز أن نعتقلكم نحن، وبالفعل أفرجوا عني بعد يومين”.
كانت فترة سجن علاء الثانية من أقسى لحظات حياته سُجن فيها نفسيًا، على حد تعبيره، ليس لسجن ابنه ولكن لشعوره بأن لا شيء يتغير.
ربما كان هذا العجوز الشاب هو أكثر من يليق به المثل الشعبي “خبطة في القلب توجع وخبطتين يخلوه حجر”، ربما كانت المرة الأولى التي يلقي بأحد أبنائه في السجن هي الأكثر ألمًا.
سيف الإسلام لم ينكسر وكان أحد أهم مؤسسي مركز هشام مبارك للقانون عام 1999، للدفاع عن المعتقلين الذين يعرف جيدًا كيف تكون معاناتهم.
ظل سيف مدافعًا عن حقوق الإنسان من خلال مركز هشام مبارك الذى شارك في تأسيسه في عام 1999، متوليًا إدارته، ولكنه عقب الثورة قبل سيف عضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان، أخذ عهدًا على نفسه أن يجتهد ليظل وفيًا لمعايير حقوق الإنسان، “عاونوني لأنجز المهمة، لتكونوا صوت الضمير يوقظني من غفلتي، وقوموني بالسيف إذا استدعت الضرورة، قد أكون حالمًا، لِم لا .. ألم تكن ثورتنا حلم بعيد المنال”، لكنه لم يستمر فيه، ولكنه ظل المدافع عن حقوق الإنسان منذ عهد مبارك وضد الأنظمة المتعاقبة منذ قيام الثورة كالقابض على جمرة.
ورغم أسوأ الفترات في تاريخ مصر، كما يقول سيف، ظل سيف يقاوم أذرع الظلم كما يطلق عليها، ورغم استمرارها في نشر طاحونة الظلم على كل من يقول لا للاستبداد الجديد اليى يخيم على سماء مصر وربوعها، كانت كلمات سيف للمعتقلين والمضربين عن الطعام “مش هيخضنا ولا يقلقنا تصور المستبدين الجدد أنهم خالدين، كل المستبدين السابقين تصوروا هذا التصور الساذج وفى النهاية انتصرت الشعوب عليهم، ممكن نتوه، ممكن نتلغبط، ممكن منشوفش الشمس، ممكن قياداتنا السياسية والحزبية تبيعنا وتبيع القضية علشان مكاسب صغيرة وتافهة، ممكن الإعلام يضللنا، ممكن السياسيين يضللونا، ممكن خلافتنا بينا وبين بعض تعطل مسيراتنا واستعادتنا لحريتنا، لكني متأكد أن الجيل الموجود في السجون النهاردة هو الجيل اللي تربى على تقاليد 2005 و2006 اللي كسرت تقاليد الجيل بتاعي، تقاليد الجيل بتاعي كانت بتعظ مع السدود ضد العمل المشترك مش بس مع المختلفين”.
تلك المعركة الصعبة لم يتخل سيف عنها فقط لوجود منصة واحدة لحقوق الإنسان تجمعه بآخرين، تلك التى يعتبرها تقصيرًا للسكة وتسهيلاً للطريق، “نتسند ونتعكز على بعض، اللي يتعب فينا يلاقي أيد حنينه جنبه بتسنده أحسن من العكاز اللي فى أيدى ده، لما بلاقي ناس عاديين في الشارع بيبعتوا سلامهم لعلاء بيسهلوا عليا السكة والطريق”.
“خدوا بالكوا تبرير إهدار كرامة الإنسان شديدة الاتساع، لن نسمح في أى وقت من الأوقات أن نبرر حتى لأنفسنا إهدار كرامة الإنسان، ممكن نبقى أضعف من إننا نواجه موجة القمع، لكن لن نسمح أن يستخدم اسمنا في تبرير موجة القمع ولنطلق على ذلك أضعف الإيمان، إذا لم استطع أن أواجه القمع المباشر لن أسمح لأحد أن يستخدم اسمي في تبرير هذا القمع، اوعوا تسمحوا لحد يجرفكوا من إنسانيتكم”، كانت تلك ربما آخر وصايا “أحمد سيف” قلب عائلة مستمرة في النضال، مازال اثنان منها في داخل السجون.
اهتمام أحمد سيف كان يتجاوز الشأن المصري
قبل ما يغيب عن الوعي في الانتكاسة الاخيرة، كان كل اما يصحى يسأل على اخبار غزة … قلتله النهاردة اخبارها. اتمنى يبقى سمعني
— Mona Seif (@Monasosh) August 26, 2014
مات المناضل “احمد سيف الإسلام” على سرير للمرض ي مستشفى حكومى بسبب أوجاع فى القلب، ميتة مصرية عادية بإمتياز كما وصفها موقع بوابة يناير.
وبعد إعلان الوفاة، طالب مصريون بالسماح لعلاء وسناء، أولاد أحمد سيف الإسلام بحضور جنازة والدهم
البقاء لله, توفى المناضل #أحمد_سيف_الإسلام نرجوا من وزارة الداخلية @moiegy السماح لأولاده حضور الجنازة و العزاء من باب الرحمة
— شايفنكم (@Shayfeencom) August 27, 2014
المصريون على وسائل التواصل الاجتماعي باختلاف أطيافهم نعوا أحمد سيف الإسلام
البقاء لله .. خبر وفاة ا احمد سيف ممكن يكون اكثر خبر مولم سمعته في حياتي خصوصا ان علاء وسناء كانوا بعيد عنه فاللحظة ده ومسجونين ظلم
— Ahmed Abd El-Fatah (@AhmedFatah) August 27, 2014
مات أحمد سيف الإسلام والد علاء. رحمه الله و أنزل لعناته على من حرمه من ابنه وبنته في آخر لحظاته.
— Abdullah Elshamy (@abdallahelshamy) August 27, 2014
البقاء لله … وفاة المحامي والحقوقي احمد سيف الاسلام والد النشطاء علاء وسناء( محبوسين) ومني وزوج د ليلي سويف … الله يرحمه ويصبر أسرته
— Nadia El-Magd ناديا (@Nadiaglory) August 27, 2014
وفاة المناضل الحقوقي أحمد سيف وأولاده علاء وسناء محبوسين ظلم وعلاء محكوم عليه ١٥ سنة افضل تجسيد لوضع الثورة وحقوق الانسان #ابني_محبوس_ليه
— Nora Younis (@NoraYounis) August 27, 2014
#مصر_القوية | 1- ينعى حزب مصر القوية ببالغ الحزن واﻷسى الفقيد المناضل / أحمد سيف الإسلام .
— حزب مصر القوية (@MisrAlQawia) August 27, 2014
لو كانت المعارضة في مصر نماذج من أحمد سيف الإسلام – رحمه الله – لكان للسياسة فيها وضع آخر .. لكننا مبتلين بعاهات ومشوّهين !
— بـلال وهـب (@BelalWahb) August 27, 2014
https://www.facebook.com/mostafa.f.radwan/posts/10152305803462894
وفاة الصديق والمناضل الكبير #أحمد_سيف_الإسلام خسارة فادحة للحركة الوطنية ومصر كلها ،خالص العزاء لأولاده الابطال وزوجته العظيمة د/ليلى#مصر
— محمد عبد القدوس (@mabdelkodos) August 27, 2014
برحيله نزيد دمعا: المناضل احمد سيف الاسلام احد رموز حركة حقوق الانسان المعاصرة في مصر فارق عالمنا اليوم.سلام يا صاحبي pic.twitter.com/FXPIwmkX9O
— Fadi Al-Qadi (@fqadi) August 27, 2014
https://www.facebook.com/AmalHamada/posts/10152766592811807
احمد سيف في ذمة العادل الرحيم
اللهم هون علي احبابه وابناءه
اللهم هون علي علاء وسناء ومني
الموت علينا حق
لكن الظلم لا
— Gameela Ismail (@GameelaIsmail) August 27, 2014
وفاة أحمد سيف خبر مزعج للغاية، كان إنسانا جميلا بحق وتعلمت منه الكثير، خالص التعازي لأسرته وأصدقائه ومحبيه
— Mina Zekri (@minazekri) August 27, 2014
“احمد سيف اللإسلام” .. سيودعه كل واحد منا و يتحسس من بعده دموعه و أفكاره و خطى مستقبلهhttps://t.co/vWvTc6rzWz pic.twitter.com/uYGZD4IqDd
— محمد الجارحي (@MGar7ey) August 27, 2014
https://www.facebook.com/mohammad.abbas.5209/posts/10152639772290259
عاش يحلم بوطن بلا تعذيب
وداعاً احمد سيف pic.twitter.com/wx6lKYO6SS— حازم بركات ? (@7azem122) August 27, 2014
بعد صلاة العصر غدا من جامع صلاح الدين بالمنيل ستشيع جنازة المناضل العظيم احمد سيف الاسلام حمد .ابنه علاء وابنته سناء فى سجون السيسى .
— Ahmad (@ahmad_khalil) August 27, 2014
اليوم نبكى احمد سيف الإسلام ونفتقده،يفتقده كل مظلوم وصاحب حق كان له نصيب في خيره وانصافه للحق والعدل والمساواة دون اي مقابل..سلامٌ عَليكْ
— Dina A.Rahman (@Dinabdelrahman) August 27, 2014
في وسط أجواء الانتصار و الفرح .. لا ننسي الدعاء بالرحمة للمناضل الراحل أحمد سيف الإسلام .. الله نسأل له الرحمة و إلهام أهله الصبر و السلوان
— Hassan k. El-Shater (@hassan_elshater) August 27, 2014
سلام لروح احمد سيف المحامي – رحل عنا اليوم. ابنه علاء و ابنته سناء لم يكونوا بجواره لأنهم محبوسين في قضايا تظاهر- خسروا أب و مدافع اليوم.
— Sarah El Deeb (@seldeeb) August 27, 2014
مات المناضل المثال .. البقاء لله في أستاذنا وأبونا الأستاذ سيف
— الإشتـــنــاركــى (@Andyegypt) August 27, 2014
وفاة الاستاذ احمد سيف الاسلام المحامى والحقوقى صلاة الجنازة غدا الخميس بعد صلاة العصر بمسجد صلاح الدين بالمنيل إنا لله وإنا اليه راجعون
— Mostafa Alnagar (@alnagar80) August 27, 2014
أحمد سيف الإسلام كان في السجن لما ابنه علاء اتولد، وعلاء كان في السجن لما ابنه خالد اتولد. انهاردة أحمد سيف الإسلام مات وأولاده في السجن.
— Manal (@Manal_Abdelaal) August 27, 2014
المصدر: مواقع مصرية