انتخب المؤتمر العام لحزب “العدالة والتنمية” التركي، رئيس الوزراء ووزير الخارجية “أحمد داوود أوغلو” رئيسًا للحزب.
وأشار مدير المؤتمر، الذي عقد اليوم في العاصمة أنقرة أن “داوود أوغلو” حصل على ألف و382 صوتًا من أصوات المندوبين في الحزب، وأنه أصبح بذلك رئيسًا للحزب بشكل رسمي.
وبعد الإعلان عن النتائج قام داوود أوغلو وعقيلته “سارا داوود أوغلو”، بتحية المندوبيين وإلقاء الورود على الحضور من على منصة المؤتمر.
وقال أوغلو في كلمته التي ألقاها بعد انتخابه إن “الديمقراطية التركية ستشهد لأول مرة في تاريخها مراسم تسليم السلطة في الحزب الحاكم، دون خلافات أو وجهات نظر مختلفة، وفي ظل وحدة كاملة، مقارنة بالأحزاب الحاكمة في السابق، التي شهدت صراعًا على السلطة”، مضيفًا أن هذا يشير بشكل واضح إلى سياسة حزب العدالة والتنمية القائمة على الأخلاق والفضيلة
وأضاف أوغلو أنه ولأول مرة أيضًا في تاريخ الديمقراطية التركية، سيتم تسليم السلطة غدًا، من الرئيس “عبدالله غل”، الذي اُنتخب من قبل البرلمان التركي، وبدعم من كتلة حزب العدالة والتنمية، إلى رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب مباشرة “رجب طيب أردوغان”.
وتقدم داود أوغلو باسمه، وباسم أعضاء الحزب، بالشكر إلى أردوغان على مساهمته التاريخية في تحمل المسئولية الأولى في تشكيل الحزب وترسيخ تقاليده، كما قدم شكره لأعضاء الحزب المشاركين في المؤتمر والناخبين الأتراك، الذين دعموا حزب العدالة في الانتخابات البلدية، التي جرت في 30 مارس الماضي والانتخابات الرئاسية، التي جرت في العاشر من أغسطس الجاري.
وأشار داود أوغلو إلى أنهم سيدخلون البرلمان التركي بالأغلبية في انتخابات التشريعية، التي ستجري عام 2015 من أجل تعديل الدستور، معربًا عن اعتقاده أنهم سينجحون في تحقيق ذلك، بواسطة الوحدة والتكاتف بين أعضاء الحزب، بغية إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وقانونية وفي قضايا الحريات، مؤكدًا أن كل هذه الإصلاحات ستكون مابين الأعوام 2015 و2019، ولفت إلى أهمية تلك الإصلاحات في إنشاء تركيا الحديثة.
وهنأ الرئيس التركي الذي تنتهي ولايته غدًا “عبدالله غُل” وزير الخارجية “أحمد داوود أوغلو” بانتخابه رئيسًا لحزب العدالة والتنمية الحاكم في المؤتمر العام الاستثنائي للحزب، معربًا عن أمانيه بالتوفيق لأوغلو، في اتصال هاتفي أجراه معه اليوم.
وكان أوغلو قد قال في كلمته التي ألقاها قبل انتخابه في المؤتمر العام الاستثنائي للحزب، المنعقد لاختيار رئيس جديد،: “لن نتخلى عن أن أي بقعة يرفرف عليها العلم التركي، ولن نترك أي شعب شقيق يعقد آماله علينا وحيدًا”.
وأكد داوود أوغلو، أن حزب العدالة والتنمية، ليس حزبًا برز في ظل ظروف سياسية خاصة، وليس حزبًا مرحليًا، ولا يخاطب شريحة معينة، مشيرًا إلى أن “العدالة والتنمية” هو “التجسيد الراهن، لمسيرة مباركة ستستمر حتى القيامة، وهو الأمة بحد ذاتها”.
ومضى داوود أوغلو قائلاً: “تحدث رئيس الجمهورية في كلمته عن مؤتمر وداع، ليس وداعًا، وإنما مؤتمر وفاء وتعاهد، هنا نفي بعهدنا تجاه رئيسنا، والميراث الذي خلفه هو شرف لنا وسنحميه حتى النهاية”، وتابع قوله: “إننا نرى حلم تركيا الجديدة، فليخجل من لا يرى هذا الحلم، ولا ينهض من أجله”.
وأردف أوغلو: “لا يمكن لأحد أن يكون مهمشًا في تركيا التي يحكمها حزب العدالة والتنمية تحت أي ذريعة، سنحمي وحدة تاريخنا ومصيرنا وسيكون مبدأ حقوق المواطنة المتساوية أساسيًا دائمًا”، مشددًا على أن حكومات “العدالة والتنمية” تضمن حريات الفكر والمعتقد والتعبير عن الرأي في تركيا ولا يمكن لأحد أن ينتهك هذه الحريات.
ولفت داوود أوغلو إلى أن الدولة والحكومة تحت أمر الشعب في تركيا الجديدة، حيث الشعب يأمر والدولة تنفذ، ولا يمكن محاسبة وإدارة الدولة، إلا من جانب من يأتون إلى سدة الحكم بإرادة الشعب، مضيفًا: “أقول مجددًا للذين يأملون حدوث خلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، نظرًا لكونهما مُنتخبين، لا تبرز خلافات بين المناصب المستندة لإرادة الأمة، وخاصة بين رفاق القضية”.
وأكد داوود أوغلو على أنه :”لن نسمح أبدًا للطغمات العسكرية، أو الكيانات الموازية، بالنفوذ إلى دولتنا عن طريق التحكم بأجهزة الدولة”، مشيرًا إلى أن “تكديس عدد من الملفات، وطرحها وسط المجتمع مثل الديناميت، قبيل 3 انتخابات، لا يمكن وصفه بمكافحة الفساد، إنما هو عملية سياسية”، مؤكدًا أن الحكومة لم ولن نرضخ لهذه العملية أبدًا.
ووجه داوود أوغلو نداء إلى “أصحاب الضمير”، ممن سيدخلون انتخابات “المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين”، بألا يسمحوا بأن يقع القضاء تحت سلطة أي محفل أو جهة، وإلا “فسيكونون هم أول الضحايا”.
وكان رئيس الجمهورية التركية المنتخب “رجب طيب أردوغان” قد ألقى كلمة سبقت كلمة أوغلو، قال فيها: “أقول بصراحة، إنه ليس من قيمنا، وليس من ثقافتنا ما تكتبه العديد من الصحف، فالسيد داود أوغلو رئيس حزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الجديدة، ليس ظلاً لأحد”.
وأردف “أردوغان”، مخاطبًا المجتمعين في المؤتمر: “إني أسلمكم مهمة رئاسة الحزب، التي توليتها باعتزاز على مدار (13) عامًا، و13 يومًا، لتنتهي رئاستي للحزب، التي بدأت في 14 أغسطس 2001″، ومضى قائلاً: “نحمل المشاعر نفسها التي حملها جيش صلاح الدين الأيوبي، وهو يتقدم نحو القدس، لكي يجعل منها دوحة للسلام”.
وقال أردوغان: “لم تكن هذه القضية في أي يوم من الأيام، وفي أي عهد من العهود، قضية منصب أو رتبة، التاريخ مليء بالأمثلة عمن رحلوا بخزي بعد خيانة قضيتهم، حتى تاريخنا الحديث شهد سقوط شخصيات خانت قضيتها، وحزبها، وشعبها، الذي انتخبها”.
ودعا أردوغان شبيبة الحزب ألا ينسوا أن من يقول “لا يمكن للقضية أن تتقدم بدوني”، فهو لم يفهم روح وجوهر القضية، مضيفًا: “الذين يرفضون الاستشارة، ولا تعجبهم الأراء المشتركة، لأنها غير متوافقة مع مصالحهم الشخصية، فإنهم مجحفون بحق هذه القضية المباركة، إذ أنها لم تكن أبدًا قضية منصب في أي وقت مضى”.
ولفت أردوغان أنه، وفي دقائقه الأخيرة كرئيس لحزب العدالة والتنمية، يضع يده مجددًا في يد كل فرد من الـ (77) مليون مواطن تركي سواءً أحبه أو لم يحبه، مشيرًا أنه يمد يديه باسم حزبه، وحكومته مرة أخرى، للشريحة التي لم تنتخبه رئيسًا للجمهورية، قائلاً لها: “نحن نفهمكم جيدًا، وندرك طريقة حياتكم، وقيمكم”.
وفي تعليقه على مقاطعة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض “كمال قلجدار أوغلو” لمراسم أداء اليمين الرئاسية، أفاد أردوغان “أن الشخص الذي يتزعم المعارضة الرئيسية يصرح أنه لن يشارك في مراسم أداء الرئيس المنتخب شعبيًا لليمين الدستورية، ماذا نخسر من عدم مشاركته؟ لا شيء، لكني أود أن أذّكره مجددًا بأنه هو من سيخسر أشياء كثيرة، لأننا سلكنا هذا الطريق مع أمتنا، ومعها وصلنا إلى ما وصلنا إليه”، مضيفًا “أن هذا النمط من المعارضة انقرض، وانتهت صلاحية استخدامه، ولا توجد أية مساهمة تقدمها مثل هذه المعارضة، إلى قاعدتها الشعبية وبلادنا”.
واختتم أردوغان كلمته بقوله: “سأكون معكم دائمًا كمؤسس لهذا الحزب، وكفرد بذل جهودًا كبيرة من أجله، سأواصل الطريق معكم، سأواصل دعمي، ومساهمتي لحكومتنا، في إطار صلاحياتي الدستورية والقانونية، ودون تجاوز مبدأ الحيادية، وأستودع الله حزب العدالة والتنمية، الذي هو حبي، وعشقي، وكفاحي، ليبقى أمانة في أعناقكم”.