تتجه بعض بلدان العالم، وخاصةً المتقدمة، نحو سياسة القضاء على العملة النقدية واستبدالها بتطبيقات الدفع الرقمية والبطاقات البنكية مثل بطاقات الائتمان والخصم وغيرها من الخدمات البنكية الإلكترونية التي سوف تجعلنا مجتمعات غير نقدية، لا تستعمل النقود الورقية أو المعدنية، ونظرًا لهذه التغييرات القادمة لا محالة، من المهم أن نحسن التعامل مع هذه الأدوات الحديثة، ونحاول أيضًا الاستفادة من الامتيازات التي توفرها لنا، وهو الأمر الذي تشتهر به تركيا على وجه الخصوص.
أنواع البطاقات المصرفية
أولًا، من أساسيات التعامل مع هذه البطاقات هو التعرف على أنواعها والتمييز بين استخداماتها وخاصةً بطاقتي الائتمان والخصم المباشر (البطاقة المُدينة)التي تعتبر من أكثر البطاقات البنكية شيوعًا، والفرق بينهما كالتالي:
بطاقة الخصم الفوري أو الـ “Debit Card”
بطاقة يمنحها لك البنك وهي مرتبطة بشكل مباشر في حسابك المصرفي الجاري، وطالما كنت تملك نقودًا في هذا الحساب تستطيع استخدام هذه البطاقة في عمليات الشراء ضمن حدود رصيدك النقدي في الحساب، إذ يقوم البنك بخصم قيمة المشتريات من رصيدك بشكل مباشر ويحول تلك النقود من حسابك الجاري إلى حساب المتجر أو الشركة التي قمت بالشراء منها. بمعنى آخر، بدلًا من أن تسحب نقودًا من حسابك البنكي من خلال أجهزة الصراف الآلي الإلكترونية عند كل عملية شراء، تودع كل نقودك داخل بطاقة بلاستيكية وعند إجراء أي عملية شراء، تُدخل رمز سري، يتكون عادةً من 4 أرقام، لتنفيذه خطوة الشراء وهي الشفرة التي تمثل موافقتك على سحب النقود من رصيد حسابك المصرفي وتحويلها للجهة التي وفرت لك السلعة أو الخدمة التي اشتريتها.
بطاقة الائتمان أو الـ “Credit Card”
بطاقة بنكية ليست مرتبطة بحسابك الجاري، وإنما تمنحك رصيد ائتماني، أي ما يُقصد به رصيد للشراء بالدين، وذلك دون أن يكون بحوزتك أي مبلغ في حسابك البنكي، إذ يمنحك البنك قرض مالي ضمن حد معين، وتلزم حاملها بسداد القرض بالكامل خلال فترة زمنية محددة، وفي حال التأخر عن السداد، يضيف البنك فائدة مالية على قيمة الدين الأصلية.
ويمكنك الحصول عليها من خلال تقديم طلب للبنك الذي تتعامل معه، وغالبًا ما تتبع كل مؤسسة بنكية معاييرًا وشروطًا محددة قبل منح البطاقة، ولذلك من البديهي جدًا أن تُطرح عليك الأسئلة التالية: هل لديك دخل شهري ثابت؟ هل عليك أي قروض متعسرة؟ هل لديك إقامة في البلد؟ وإلى متى؟، ما السقف الائتماني؟ (الحد الأعلى الذي يمكنك صرفه باستخدام البطاقة الائتمانية، ويعتمد ذلك إجمالًا على دخلك الشهري، فعلى سبيل المثال تمنح البنوك عملائها ما يعادل ضعف الراتب كرصيد ائتماني).
4 نصائح مهمة
إلى جانب جميع التسهيلات التي توفرها لنا البطاقات المصرفية، ينبغي أن نتذكر 4 نصائح مهمة، وهي:
1. سدد ديونك في المواعيد المحددة
من المهم، ألا تٌنسينا مزايا هذه البطاقات أهم القواعد التي ينبغي على حاملي البطاقات الائتمانية الالتزام بها، وهو تسديد القرض في الموعد المتفق عليه مسبقًا، ودون أية مماطلة أو تأخير، لكي تضمن عدم تراكم الفوائد المالية على تلك الديون، ومن الأفضل أن تعير الانتباه لهذه النقطة لأن البنوك تضع معدل فوائد مرتفعة على بطاقات الائتمان، كما أنها تستخدم نظام الفوائد المركبة (Compound Rates) في حال تأخرك عن الدفع لأكثر من شهر، ما قد يتحول إلى كابوس مزعج ويشوه سجلك الائتماني لدى البنك.
2. راكم رصيد ائتماني قوي
تعد بطاقات الإئتمان من المؤشرات المهمة التي تستند إليها مؤسسات الإقراض الأخرى والتي وفي حال حاجتك الى الإقتراض منها لتمويل استثمار ما أو شراء عقاري على سبيل المثال تقوم بمراجعة رصيدك الائتماني، من خلال فحص مدى التزامك بتسديد ديون وأقساط البطاقة الائتمانية خلال فترة من الزمن، كما أن هناك نظام نقاط يتم تجمعيه لك على مر السنين، ففي حال كنت ملتزمًا بتسديد ما عليك من التزامات مثل قروض البطاقات الإئتمانية، تحصل على رصيد ائتماني أفضل يكون نوعًا ما بمثابة شهادة على حسن سلوكك المالي وقدرتك على الإيفاء بالتزاماتك في تاريخها المحدد، وفي بعض الدول يؤثر الرصيد الائتماني على كثير من الإجراءات مثل الحصول على جنسية هذه الدولة، أو رخصة لتأسيس شركة تجارية.
3. مول جزء من مشترياتك الكبيرة الضرورية
تعقد البنوك اتفاقيات عدة مع الكثير من مراكز التسوق والمتاجر التجارية، بهدف منح عملائها امتياز التقسيط بدون فوائد أو عمولات إضافية، وعند إنفاقك مبالغ كبيرة على بعض المشتريات مثل المفروشات المنزلية والأجهزة الكهربائية تكون حصلت على مقدار كبير من النقاط، وفي نفس الوقت قمت بتقسيط مشترياتك دون فوائد، ولكن من المهم التذكير هنا بألا تقع في فخ شراء ما لا يلزمك سعيًا خلف النقاط، وأن تتابع كشف بطاقتك الإئتمانية بشكل شهري وتحرص على تسديدها في الموعد المحدد، كجزء من القواعد الأساسية.
4. استغل المكافآت واربح نقاط
توفر غالبية البنوك نظام مكافآت قد يكون مجزي إذا قمت بمعرفة كيفية تحقيق الإستفادة القصوى منه، إذ تقدم برامج مكافآت متنوعة لمستخدمي البطاقات الإئتمانية التابعة لهم، والتي قد تكون مكافأة نقدية أو على أشكال أخرى مثل أميال السفر التي تُمكنك من استخدامها لتسديد سعر تذاكر الطيران، سواء سعرها بالكامل أو جزءًا منه، وفي بعض الأحيان، توفر لك خيار تحسين درجة السفر بحيث إن كنت مسافرًا على الدرجة السياحية أو الاقتصادية يمكنك ترقية درجة السفر إلى درجة الأعمال أو الأولى، إضافة إلى هذه الرفاهية الممتعة، توفر لك البطاقة الائتمانية نقاط تستخدم قيمتها كقسائم شراء سواء في المتاجر الكبرى أو لدفع فاتورة بنزين السيارة.
مثلًا، إن كنت من المقيمين في تركيا، وأحد حاملي بطاقة ائتمان من بنك “جرانتي“، فإن هذا البنك في بعض الأوقات، يجهز عروضًا عديدة مثل إن اشتريت بقيمة 500 ليرة خلال آخر 10 أيام من شهر يناير/كانون الثاني الحالي، سوف تكسب 3000 ميل للسفر أو قسيمة شراء قيمتها 200 ليرة من محطة بنزين محددة، كما أنها في بعض الدرجات، تمنح حامل البطاقة مثلًا ميلًا على كل 10 ليرات تركية يصرفها من البطاقة، وبذلك يتكون رصيدًا من أميال السفر للمستخدم بمجرد استعمال البطاقة في سداد مشترياته اليومية.
ولذلك، عند امتلاك بطاقة ائتمانية، ينبغي متابعة الرسائل النصية القصيرة ورسائل البريد الإلكترونية والتطبيقات الرقمية المخصصة للجهة المصرفية التي تتعامل معها والتي تصلك منها معلومات واخطارات بجميع الحملات والعروض التي تزيد من فرصتك في تحصيل أكبر قدر عدد ممكن من النقاط عند الشراء.
ختامًا، لا بد من الالتفات أيضًا إلى تكلفة الاشتراك السنوية لبطاقات الائتمان، فكن حريصًا على الاستفسار عنها، لكي تقيّم ما إذا كانت قيمة النقاط المتوقع الحصول عليها أعلى من كلفة الاشتراك، كما أنها وسيلة ضرورية للمقارنة بين البطاقات التي توفرها البنوك الأخرى، لمعرفة أيهما تحقق أفضل فائدة لك، بناءً على احتياجاتك وتقديرك لمصروفاتك الشهرية. والأهم من ذلك كله، ألا تجعل برامج النقاط تشجعك على الإنفاق والاستهلاك بطريقة غير مسؤولة، فهذه المشكلة قد يقع ضحيتها الكثير من مستخدمي بطاقات المكافآت الذين قد ينفقوا أموالهم على مشتريات ليسوا بحاجة إليها مقابل الحصول على نقاط، ما يجعل العملية خاسرة بشكل حاسم.