قال مسئول بالحكومة السورية المؤقتة البارحة – الأربعاء – إن “طائرات استطلاع أمريكية بدون طيار حلقت في سماء محافظة دير الزور، شرقي سوريا، بهدف جمع معلومات حول تنظيم الدولة الإسلامية – المعروف إعلاميًا باسم داعش -“.
وأضاف “كنان محمد” مدير المكتب الإعلامي بوزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة أن “تسيير هذه الطائرات جاء بعد أسبوعين من مطالبة وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، دول مجموعة أصدقاء سوريا، بتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري، وتنظيم (داعش)”.
وتابع: “ستكون هناك مفاجآت قريبة في تسليح الجيش الحر، وحصلنا على وعود جادة ليست كسابقتها”، دون أن يحدد مصدر هذه الوعود، لكن المعارضة السورية سبقت أن طلبت أسلحة متطورة من واشنطن.
وحول الأسباب التي دعتهم لوصف الوعود بـ “الجادة”، أضاف: “العالم أدرك خطورة تنظيم داعش، وإذا لم يتم تزويد الجيش الحر بالسلاح لصده، قد يستطيع هذا التنظيم خلال شهرين السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي المنطقة”.
ونقلت صحيفة “تيلجراف” البريطانية كذلك على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعطى أوامر ببدأ العمليات الاستخباراتية بطلعات مراقبة جوية بواسطة الطائرات بدون طيار – دورنز – فوق سوريا تمهيدًا لضرب أهداف داعش.
تأتي هذه الطلعات بالتزامن مع الطلعات الجوية وأعمال القصف التي تستهدف فيه الطائرات الأمريكية معاقل وتحركات تنظيم داعش في العراق.
في الوقت ذاته، شددت الولايات المتحدة على عدم نيتها التعاون مع النظام السوري بأي شكل من الأشكال في استهداف داعش.
جاء ذلك بعد مؤتمر صحفي خاص عقده وزير خارجية النظام السوري “وليد المعلم” الإثنين الماضي، أبدى فيه استعداد دمشق للتعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي بخصوص مكافحة الإرهاب ضمن “احترام سيادة واستقلال البلاد”، معتبرًا أي عمل خارج هذا التنسيق هو “عدوان”.
وحول سؤال حول الجهات المدعوة لذلك التنسيق، قال “نرحب بالجميع بما فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا بخصوص التنسيق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب”.
تزامنت تصريحات المعلم، مع تنفّيذ الطيران الحربي السوري العديد من الغارات على المدن والمواقع التي يتمركز بها تنظيم داعش في العديد من المحافظات، في الوقت الذي نقل النشطاء أن الطيران كان نادرًا ما يستهدف التنظيم قبل ذلك.
وجاءت تصريحات المعلم بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سعيها لتكوين حلف إقليمي.
من جهته قال الرئيس الفرنسي “فرانسوا أولاند” اليوم الخميس، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد “حليف للإرهاب ولا يمكن أن يكون شريكًا في الحرب عليه”.
وأضاف أولاند “الرئيس السوري بشار الأسد ليس شريكًا في مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق حيث يسيطر مجاهدو تنظيم (الدولة الإسلامية) على مناطق شاسعة”، قبل أن يضيف “الأسد لا يمكن أن يكون شريكًا في مكافحة الإرهاب، فهو حليف للجهاديين”.
وشدد على رفض بلاده “أي تعاون مع نظام الأسد في محاربة الإرهاب في سوريا والعراق”، ودعا المجتمع الدولي إلى التنسيق الإنساني والعسكري لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما طالب بتسليح قوات المعارضة السورية التي تقاتل الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “جنيفر بساكي” قالت إن بلادها تسعى إلى تكوين حلف إقليمي، يعمل على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف إعلاميًا بـ”داعش”.
وأضافت بساكي أن “داعش قلق ينتاب العديد من الدول في المنطقة، متمثل في خطر لا يواجه العراق فحسب بل المنطقة بأسرها، لذا فقد شهدنا ووجدنا بأن العديد من البلدان اشتركت وأعربت عن اهتمامها بالمشاركة في جهد إقليمي لمعالجة هذا الصراع”.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى قيام بلدها بخطوات تهدف إلى “تجفيف مصادر داعش لتجنيد المقاتلين الأجانب”، منها تعيين السفير “روبرت برادكي” في مارس الماضي، مستشارًا في قضية معونة شركاء الولايات المتحدة في قضية المقاتلين الأجانب في سوريا.