تحشد السلطات المصرية جهودها على قدم وساق منذ عدة أشهر لإنهاء التغييرات العمرانية التي تجريها بميدان التحرير، أيقونة الثورة المصرية، في محاولة لطمس هويته الثورية والقضاء على رمزيته بالنسبة لأبناء ثورة 25 يناير والشباب المؤمن بها الذي كان الميدان بالنسبة له قبلته التي يستقبلها كلما دبت روح الثورة بداخله بين الحين والآخر.
هذا الميدان الذي احتضن الثورة منذ ولادتها وفي غضون 18 يومًا فقط استطاع بما لديه من جاذبية ثورية كبيرة أن يسقط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في 11 من فبراير 2011، ليبقى التحرير شاهدًا حيًا على لحمة المصريين وتماسك وحدتهم في مواجهة أنصار الثورة المضادة.
ومع حلول الذكرى الـ9 للثورة، يتوقع البعض أن بطمس هوية ميدان التحرير فإن الثورة فقدت بوصلتها، غير أن هذا الرأي لا يعدو كونه أضغاث أحلام تداعب منامات أنصار الثورات المضادة وداعميها، إذ إن الثورة المصرية لم تنحصر في أمتار ميدان التحرير فقط.
وفي هذه الجولة نستعرض أبرز ميادين الثورة التي شهدت حراكًا شعبيًا إبان يناير 2011 وما تلاها من فعاليات ثورية أخرى، تلك الميادين والساحات كانت وستظل امتدادًا لميدان التحرير، وقبلة للثوار من كل محافظات مصر، فعلى الأرجح في كل محافظة مصرية ميدان تحرير خاص بها، لن يموت بغلق ولا يجمد بتنكيل ولا يفقد بريقه بطمس وإن كان تحت مسمى التعمير.
طمس الرمزية الثورية
ظل ميدان التحرير رمزًا للهوية الثورية للمصريين على مدار أيام الثورة وما بعدها، فكان مركز الثورة الأول، وفيه تجمعت أغلب رموز الحركة الوطنية المصرية من جميع التيارات السياسية والحزبية والمستقلة، ومنه كانت تعلن أبرز التصريحات والمطالب على لسان شخصيات سياسية بارزة، وشباب متحمسين ربما لم يكن يعرفهم كثيرون قبل ذلك.
يتمتع الميدان بموقع إستراتيجي رائع، إذ يتوسط حزمة من المنشآت والمؤسسات المهمة التي ارتبط اسمها بالثورة، منها مسجد عمر مكرم الذي اتخذه بعض المتظاهرين مركزًا طبيًا لعلاج المصابين، والمتحف المصري ومجمع التحرير للمصالح الحكومية والمجمع العلمي.
كما يطل عليه شوارع عديدة ظلت محفورة في ذاكرة الثورة المصرية، كونها شهدت احتجاجات واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، خلال أحداث يناير وما تبعها من أحداث، ومنها شارع محمد محمود وشارع طلعت حرب وشارع القصر العيني، بخلاف ماسبيرو.
وإيمانًا من السلطات الحاليّة بقيمة وقامة هذا الميدان، حرصت طيلة السنوات الماضية على إجراء بعض التغييرات التي تهدف إلى طمس معالمه، فكانت البداية من مسح رسوم جرافيتي مبنى الجامعة الأمريكية بشارع محمد محمود، التي كانت أحد أبرز سمات الميدان والحراك الثوري برمته.
وخلافًا للمتاريس الإسمنتية التي أقامها المجلس العسكري عدة مرات أواخر عام 2011 وذلك بهدف منع المتظاهرين من الدخول للميدان، أقام نظام ما بعد الثالث من يوليو بوابات حديدية بشارع القصر العيني المؤدي إلى الميدان وبوابات أخرى قرب وزارة الداخلية.
وفي يوليو 2015 هدمت السلطات مقر الحزب الوطني الرئيسي الذي أحرقه الثوار، هذا بجانب تغييرات أخرى شملت المقاهي والمطاعم والمتنزهات المحيطة بالميدان، حيث عمدت السلطات إلى بث حالة من الرعب والخوف في نفوس المارة، وذلك عن طريق تكثيف حملات التفتيش الذاتي واستهداف المقاهي بحملات أمنية مكبرة، بخلاف إغلاق محطة مترو السادات بين الحين والآخر.
وخلال الأيام القادمة من المرجح أن يتحول ميدان التحرير إلى ساحة أخرى لا تحتفظ بأي من ملامح الميدان القديم الذي عرفه الناس، اللهم إلا اسمه فقط، حتى هذا المتبقي يساور البعض الشكوك في تغييره كذلك، في ظل حملة طمس الهوية والقضاء على الرمزية الثورية لهذه البقعة التي لا تتجاوز أمتارًا معدودة لكنها شهدت واحدة من أنصع ثورات مصر في التاريخ الحديث.
تتميز مدن القناة بثراء ميادين الثورة بها، على رأسها ميدان الممر بالاسماعيلية، إذ مرت أغلب المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المدينة من هذا الميدان
ميدان عبد المنعم رياض
قبيل ميدان التحرير بأمتار قليلة، يقبع مرتكز آخر للثوار، جسر قصر النيل، الذي كان مسرحًا للمواجهة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي كانت تقف في منتصف الجسر تقريبًا لمنع المحتجين من الوصول إلى ميدان التحرير.
ظل هذا الجسر حجر عثرة أمام قوات الأمن طيلة أيام الثورة، حيث وثق العديد من الملاحم البطولية للمتظاهرين في مواجهة عربات الأمن التي تقهقرت أمام الأمواج الغفيرة للثوار غير المبالين بالرصاص المطاطي والمسيل للدموع الذي تطلقه قوات الأمن المتمركزة فوق الجسر.
وبأقل من نصف كيلومتر من الجسر يقع ميدان عبد المنعم رياض الذي شهد العديد من الأحداث إبان الثورة على رأسها ما عرف بـ”موقعة الجمل”، بجانب اشتباكات وأحداث عدة شهدها هذا الميدان الذي لا تتعدى مساحته عشرات الأمتار، لكنه موقع إستراتيجي بامتياز.
يذكر أنه في نهار يوم الـ2 من فبراير 2011، وهو يوم “موقعة الجمل”، حضر بعض من وصفهم التليفزيون الرسمي بـ”مثيري الشغب”، إلى ميدان عبد المنعم رياض ومنه إلى ميدان التحرير، وهم يمتطون الجمال والخيول والبغال لمهاجمة المتظاهرين، لكنهم فشلوا في تفريقهم وسقط بعضهم في أيدي المتظاهرين.
ساحة مسجد الاستقامة – الجيزة
ومن محافظة القاهرة إلى جارتها الحدودية الملاصقة، محافظة الجيزة، وبالتحديد من قلب ميدان الجيزة، من ساحة مسجد الاستقامة، هذا المسجد الذي شهد بطولات ثورية إبان الثورة وبعدها، حتى بعد أحداث الـ3 من يوليو الذي شهد العديد من المليونيات التي انطلقت منه إلى جامعة القاهرة وميدان النهضة وميدان التحرير.
وفي يوم 28 من يناير 2011 أو ما أطلق عليها وقتها “جمعة الغضب” خرج المتظاهرون بعد أداء صلاة الجمعة بمسجد الاستقامة بالجيزة يتوسطهم الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدد من المعارضين والناشطين السياسيين.
تلك الموجات المنحدرة من المسجد أعطت زخمًا لأحداث الثورة، إذ كانت الساحة التي تقع أمام المسجد شاهدة على المواجهات التي اندلعت بين المعارضين لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وقوات الأمن التي استخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز لتفريقهم، وقد تمكن المتظاهرون في نهاية المطاف من السير باتجاه ميدان التحرير.
ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية
ومن الجيزة إلى الإسكندرية، حيث عروس البحر المتوسط، التي شهدت حراكًا لا يقل عن نظيره في العاصمة القاهرية، ورغم تعدد ميادين المحافظة، فإن ميدان القائد إبراهيم كان الأبرز، إذ أطلق عليه البعض اسم “ميدان تحرير الإسكندرية” كونه نقطة التقاء مثالية نظرًا لموقعه المتميز في منطقة محطة الرمل.
ومع الساعات الأولى لحراك يناير، كان المتظاهرون يتوافدون إلى تلك الساحة من أنحاء متفرقة، وشهد الميدان اشتباكات حامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة، لا تقل ضراوة عن تلك التي وقعت في ميدان التحرير، الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والمصابين.
ميدان القائد يمكن أن يكون بديلًا جيدًا للتحرير، هذا بجانب ساحات أخرى شهدت فعاليات قوية، منها ساحة مسجد سيدي بشر وميدان الساعة وميدان الشهداء بمنطقة محطة مصر، وهي ميادين تظل شاهدة على أحداث تلك الهبة الثورية الخالدة في 2011 في محافظة الإسكندرية.
ميدان الأربعين في السويس
ومن البحر المتوسط شمال غرب إلى البحر الأحمر شرقًا، حيث ميدان الأربعين بمحافظة السويس الباسلة، تلك المحافظة التي كانت من أسبق المناطق الملتهبة بالاحتجاجات ضد نظام مبارك، إذ تشير التقارير إلى أن أول شهداء ثورة يناير سقطوا في ذلك الميدان قبل يوم “جمعة الغضب” في 28 يناير.
ولهذا الميدان تاريخ طويل مع الثورة، إذ يعد رمزًا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمصر، فقد خرجت المقاومة الشعبية في السويس للشوارع لمواجهة القوات الإسرائيلية التي كانت تفرض حصارًا على المدينة إبان حرب أكتوبر عام 1973.
ومن أبرز الوجوه التي خرجت من هذا الميدان وباتت رموزًا للثورة الشيخ حافظ سلامة، وهو أحد أبطال المقاومة الشعبية، وشارك في الثورة رغم تجاوزه 85 عامًا، وقد ألهب حماس شبابها وطالب الرئيس السابق مبارك بالتنحي عن السلطة.
في مدينة دمياط الصناعية، هناك ميدان الساعة أو كما يلقبونه “ميدان الثورة” الذي تحول إلى قبلة القوى الثورية والحركات الشعبية الاحتجاجية خلال الأيام الأولى من يناير
ميدان الشون بالمحلة
وفي شمال شرق القاهرة، وبالتحديد في مدينة المحلة الكبرى، مهد الثورات العمالية المصرية، يوجد ميدان الشون، وهو الميدان الذي مهد الطريق أمام الثورة على مبارك، إذ خرجت فيه احتجاجات عمالية واسعة في يوم 6 من أبريل/نيسان عام 2008، التي عرفت حينها بـ”انتفاضة المحلة”.
وتشتهر المحلة بحركتها العمالية، وتضم أكبر مصانع للغزل والنسيج في البلاد، وقد تأسست حركة الـ6 من أبريل تخليدًا لذكرى ذلك اليوم، الذي خرج فيه متظاهرون للشوارع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتحسين أوضاعهم المعيشية، وذلك الحركة علامة فارقة في الحراك العمالي حتى ثورة يناير.
وفي جمعة الغضب توافد المتظاهرون إلى الميدان للمطالبة بإسقاط النظام، واعتصموا فيه حتى إعلان تنحي مبارك عن السلطة، ومنذ ذلك اليوم تحول الميدان إلى قبلة للوفود الثورية وقيادات الثورة، حتى تحول إلى أيقونة بالنسبة لأهالي المحلة ومحافظة الغربية على وجه عام.
ميادين القناة
وتتميز مدن القناة بثراء ميادين الثورة بها، على رأسها ميدان الممر بالإسماعيلية، إذ مرت أغلب المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المدينة من هذا الميدان، الذي يطلق عليه البعض لقب ميدان “الثورات”، وقد شهد الميدان إبان ثورة يناير مظاهرات حاشدة، وتمكن المتظاهرون من الصمود في وجه قوات الشرطة التي تراجعت بعد فشلها في تفريقهم.
ويمثل ميدان الممر قيمة رمزية وتاريخية لدى سكان المدينة، فهو رمز من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، ولذا حرص الثوار على استلهام تلك القيمة في ثورة يناير، حتى تحول إلى ملحمة بطولية سطر من خلالها الإسماعيلاوية صفحات من المجد والبطولة.
وفي مدينة بورسعيد الباسلة، هناك ميدان الشهداء، الذي كان قبلة المتظاهرين الرئيسية منذ الساعات الأولى للخامس والعشرين من يناير، حيث اعتصم المتظاهرون في الميدان قبل أن يقرر مبارك الرحيل عن السلطة، كما شهد احتفالات حاشدة عقب تنحيه بعد أن شعر المتظاهرون بأنهم حققوا حلمًا كان “مستحيلًا” في نظر البعض.
ميادين في شتى المحافظات
وفي الشمال، في مدينة دمياط الصناعية، هناك ميدان الساعة أو كما يلقبونه “ميدان الثورة” الذي تحول إلى قبلة القوى الثورية والحركات الشعبية الاحتجاجية خلال الأيام الأولى من يناير، ورغم محاولات تشويه المكان وطمس هويته، فإنه ظل منارة للثوار والحالمين باستعادة روح يناير مرة أخرى.
وفي محافظة البحيرة هناك ميدان الثورة بدمنهور، الميدان الأبرز الذي شهد التجمعات الكبرى لمواطني البحيرة منذ ثورة 25 يناير وما تلتها من أحداث متعاقبة، ورغم تعرض المبنى لبعض التغييرات، لا يزال استراحة الثوار التي يلجأون إليها متى حل بهم التعب، فاحتضن الكثير من نقاشاتهم واجتماعاتهم، بل وخططهم أيضًا، فكان شاهدًا على أحداث متلاحقة مر بها الميدان، وظل ملاذًا يلجأ إليه كل من أراد استرجاع ذكرياته مع الثورة، ثم كان للبيزنس الكلمة العليا بعد هدمه نهاية العام الماضي، تمهيدًا لاستبداله ببرج ضخم.
ومن البحيرة إلى كفر الشيخ حيث ميدان النصر، الذي كان ملاذًا لثوار المحافظة ورموزها السياسية الذي شهد العديد من الفعاليات على رأسها خروج أول مسيرة مناهضة للداخلية، للمطالبة بإقالة وزيرها الأسبق حبيب العادلي، ورحيل نظام مبارك بأكمله، احتجاجًا على التعدي على المشاركين فى تظاهرات جمعة الغضب، بطريقه وحشية من جانب رجال الشرطة .
وفي محافظة الشرقية، كان الثوار على موعد مع ميدان أحمد عرابي بمدينة الزقازيق، حيث احتضن حراكهم وتفاعل مع مطالبهم بما يتميز من رمزية ثورية تعيد للأذهان بعضًا من صفحات التاريخ إبان الحملة العرابية وشجاعة المصريين في مواجهة الملك والإنجليز في آن واحد.
ومن الشرقية إلى الوادي الجديد، حيث ميدان البساتين الذي كتب شهادة ميلاده الثورية مع ثورة يناير، كونه أول ميدان بالمحافظة يشهد تظاهرة حقيقية، وكان ذلك بداية الاشتباكات بين الشرطة وأهالي مدينة الخارجة وإحراق سيارة شرطة بالميدان في اليوم التاسع من الثورة.
بينما يستقبل المصريون الذكرى الـ9 لثورة يناير، وفي الوقت الذي دب اليأس في نفوس البعض جراء ما تعرض له ميدان التحرير من تشويه متعمد لإسقاط رمزيته الثورية، فإن المحافظات المصرية تعج بعشرات الميادين الأخرى
وفي الفيوم شهد ميدان السواقي أو ما يعرف بميدان “الثورة”، خلال تظاهرات 25 يناير 2011 ، وقفات محدودة في الأيام الأولي لانطلاقها إلا أن يوم 28 يناير 2011 والمعروف “بيوم الغضب”، اختلف فيه مشهد الميدان، حيث خرج المتظاهرون للمطالبة بإسقاط النظام، التي كانت لها وقع آخر على صعيد الأحداث.
لم يكن الصعيد (جنوب مصر) ببعيد عن تلك الأحداث، إذ تتميز مدن الجنوب بعدد من الميادين التي كانت ولا تزال قبلة للثوار وأبناء يناير، البداية مع ميدان بالاس بمحافظة المنيا الذي تحول اسمه بعد ذلك إلى ميدان شهداء يناير، الذي كان قبله المتظاهرين بكل أطيافهم ومقاصدهم على مدى السنوات السابقة منذ يناير 2011.
ورغم تعدد الميادين في محافظة بني سويف، فإن أكثرهم شهرة ومكانة، ميداني الزراعيين والمديرية، حيث شهدا أغلب تظاهرات القوى المدنية من جميع قرى ومراكز المحافظة، ابتداءً من يوم 28 يناير 2011 مرورًا بإعلان فوز الرئيس الأسبق محمد مرسي وصولًا إلى الحركات الاحتجاجية التالية لما بعد 3 من يوليو 2013.
وفي أسيوط هناك قرابة 4 ميادين ثورية رئيسية، على رأسها ميدان الشهيد أحمد جلال “المنفذ سابقًا” أهم ميادين المحافظة الذي شهد على مدار السنوات الماضية نقطة البداية للعديد من التظاهرات خاصة للقوى الثورية، ويلاصق الميدان مسجد ناصر وهو أكبر مساجد المدينة وتجاوره كنيسة الملاك ويفصل بينهما منطقة وعظ أسيوط ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف.
علاوة على ميدان عمر مكرم الملاصق لجامعة أسيوط، الذي شهد انطلاق العديد من التظاهرات التي جاءت تحت عنوان “مليونية نصرة الشرعية”، بجانب ميدان المجذوب هو الأشهر بين وسائل الإعلام المحلية والعالمية، إضافة إلى الساحة المواجهة لديوان عام المحافظة.
وبينما يستقبل المصريون الذكرى التاسعة لثورة يناير، وفي الوقت الذي دب اليأس في نفوس البعض جراء ما تعرض له ميدان التحرير من تشويه متعمد لإسقاط رمزيته الثورية، فإن المحافظات المصرية تعج بعشرات الميادين الأخرى، التي لا تقل ثورية ولا مكانة عن التحرير، ويمكن أن تخلق تحريرًا جديدًا في أكثر من مكان وهو ما يصعب على السلطات تطويقه بالآلية ذاتها.