يطرق فيروس “إيبولا” أبوابه بشدة على “بوجمبورا”، العاصمة البوروندية، بعد أن تأكد حلوله بالجارة الكونغو الديمقراطية؛ مما جعل فرائص البورونديين ترتعد من تسرب الوباء القاتل إلى أراضيهم.
البورونديون اليوم يتجنبون إلقاء التحية على بعضهم البعض عبر المصافحة، “لا تلمسني”، هي العبارة الأكثر شيوعًا في شوارع بوجمبورا.
“أوداس”، أحد سكان العاصمة، تحدث أثناء جولته في السوق المركزية ببوجمبورا، وقال إن المعلومات المتداولة تقول إن فيروس إيبولا يمكن أن ينتقل عبر مصافحة بسيطة.
الفزع والخشية من انتقال عدوى إيبولا بلغا حدًا أصبحت فيه عملية التعايش أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، فقد روى بعض الشهود أن رجلين قد قاربا على الاشتباك بالأيدي عندما رفض أحدهما مصافحة الآخر.
إذ وصل الأمر إلى حد تغيير أبناء العاصمة بوجمبورا، من طريقة تحية بعضهم البعض وتحولوا من مد الأيدي للمصافحة، إلى طَرق قبضات اليد ببعضها البعض، رغم انعدام “الحرارة” في هذه التحية.
وانتشر هذا الشكل من التواصل بالخصوص بعد الإعلان عن إيقاع فيروس إيبولا بضحايا في الكونغو الديمقراطية – البلد الحدودي مع بوروندي – حيث لا تقع السيطرة كليًا على تدفق حركة السكان بسبب الثغرات الحدودية بين البلدين، إذ يتمكن الكونغوليون من الدخول إلى الأراضي البوروندية راجلين إن أرادوا، عبر نهر “روسيزي” شمال غربي البلاد.
وزارة الصحة البوروندية سعت بالوسائل المتوفرة لديها إلى محاولة طمأنة السكان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عبر إخضاع بعض من الفرق الطبية إلى دورات تدريبية بشأن عملة رصد فيروس “إيبولا” والقيام برد الفعل المناسب، بحسب ما أدلت به “سابين نتاكاروتيماما”، وزيرة الصحة البوروندية.
“نتاكاروتيماما” تبرر اللجوء إلى ذلك قائلة: هذه التمارين هي وسيلة لحمل الفريق الصحي على رصد أي حالة مشبوهة ورد الفعل إزاءها في الوقت المناسب”، مشيرة إلى أن مستشفيين هما الآن تحت حالة تأهب لإيواء الوحدات المكلفة بهذه المهمة الأولى مستشفى “برينس ريجينت شارل” والثانية “المركز الاستشفائي الجامعي” لـ “كامينج” (شوك).
في ذات السياق، تم تكليف وحدة علاج في مطار “بوجمبورا” الدولي لضمان خضوع جميع المسافرين إلى المراقبة، وتتمثل مهمة الأطباء المتواجدين على عين المكان في فحص جميع المسافرين الذين يدخلون بوروندي، كما يتعين على جميع الركاب ملء استمارة فيها بلد المغادرة وبلد المرور وعنوان الوجهة النهائية، لضمان تتبع الأمر.
وأودى فيروس إيبولا بحياة 1427 شخصًا من أصل 2615 حالة مشتبهًا فيها منتشرة في 4 بلدان من منطقة أفريقيا الغربية (غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون)، بحسب أحدث إحصاء لمنظمة الصحة العالمية نشر يوم 22 أغسطس الجاري.
“جوزيف مبويو ليمبوكو”، طبيب متفقد في إقليم خط الاستواء، شمالي غربي الكونغو الديمقراطية، من جهته لا يحمل أخبارًا سارة بخصوص الوباء ويقول إن حصيلة ضحايا الفيروس في الكونغو الديمقراطية ارتفعت يوم الإثنين الماضي إلى 4 أشخاص.
ولم تتوقف حالة الفزع عند الحدود البوروندية بل امتدت إلى كينيا وتشاد ومالي ورواندا وكوت ديفوار.
أمس الإربعاء لم يجد الرئيس الإيفواري “الحسن واتارا” بدًا من دعوة السكان إلى عدم السقوط في فخ “الإشاعات المجنونة” التي تروج في البلاد بخصوص وجود إصابات بإيبولا في البلاد، بقصد “تجنب مزيد من الفزع”، على حد تعبيره.