مقارنة بالسنوات الماضية تأتي ذكرى ثورة الـ25 من يناير هذا العام بأجواء مختلفة، حالة من التفاؤل والحنين للأيام الأولى من الثورة تخيم على الجميع، الشعارات التي توهم البعض أنها سقطت بتوحش السلطة عادت من جديد، المقاطع المصورة التي وثقت صمود وبطولات الشباب أمام بطش نظام مبارك، تغزو البيوت والهواتف لتبعث في النفس الأمل مجددًا في إحياء تلك الملحمة البطولية الخالدة.
تهل الذكرى التاسعة لثورة يناير على المصريين بنسمات الحرية والكرامة والرغبة في استعادة الدولة المصرية التي سُرقت من جديد بعدما استردها الشعب في 18 يومًا فقط، استطاع خلالها أن يقدم للعالم نموذجًا في الرقي والشجاعة والزود عن حقوقه، دفع لأجل هذا الهدف النبيل الدماء والأرواح والأجساد، لتظل محفورة في تاريخ ذاكرة الأمة مهما حاول المذعورون من فكرة التغيير تشويهها.
الأحلام لا تسقط بالتقادم.. كان هذا شعار المؤمنين بالثورة ممن لم يرضخوا لحملات بث اليأس والإحباط التي تدشنها اللجان الإلكترونية التابعة للنظام الحاليّ، هذا الحلم الذي إن لم تكتمل مراحل نموه بعد إلا أن نطفته لا تزال باقية، والرحم الذي حمله قبل 9 سنوات قادر على حمله مرات ومرات، طالما بقي الحلم عفيًا في صدور الشباب والأجيال القادمة.
الإبقاء على جذوة الثورة مشتعلة رغم جهود إخمادها، هدف إن تحقق ربما يكون مرضيًا للكثيرين، وفي الوقت الذي تدعي فيه الآلة الإعلامية للنظام بأن الأمور انتهت وما عاد للثورة أي حضور ميداني، تجيش السلطات كل جهودها الأمنية وتعلن حالة الطوارئ القصوى تحسبًا لأي طارئ يعيد الحراك الذي يراه البعض بحاجة إلى نقطة اشتعال فقط.. تناقض يحسب للثورة التي فشلت السنوات التسعة الماضية في نزعها من صدور من آمن بها، سواء من كانوا من صناعها أو من تلقوا عمن شاركوا فيها.
دعوات للتظاهر
تزامنت ذكرى الثورة هذا العام مع دعوات للتظاهر تنديدًا بسياسات النظام والمطالبة بتحقيق أهداف يناير، وكان على رأس من وجه الدعوات للنزول الفنان المقاول المصري محمد علي، الذي ناشد الشعب بالتظاهر لإجبار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الرحيل.
المقاول في مقطع مصور له على صفحته على فيسبوك، دعا إلى تجنب الاحتكاك مع قوات الشرطة، مؤكدًا أنه ينادي بثورة سلمية، كما حث المتظاهرين على تجنب التجمع في الميادين الكبرى أو الاعتصام لأن ذلك يسبب “إرهاقًا للمتظاهرين”.
وكشف أن خطته للتظاهر والضغط على السيسي تقوم على محورين أساسيين، الأول قطع الشوارع الرئيسية مثل شارع صلاح سالم الذي سيؤثر على الملاحة الجوية باعتباره قريبًا من مطار القاهرة الدولي، مما يساهم في أن يسمع العالم صوت المصريين.
إجبار أصحاب المقاهي في تلك المنطقة وشوارعها على الغلق منذ مساء 24 من يناير وحتى ظهر 26 من يناير، بحسب روايات بعض أصحابها ممن وجهوا تعليمات لمرتاديها بالغلق خلال تلك الفترة وبالسؤال عن السبب كانت الإجابة “تعليمات الأمن”
داعيًا كذلك إلى قطع جسر 6 أكتوبر الذي يخترق القاهرة ويؤدي توقفه إلى شلل تام بالعاصمة، بالإضافة إلى شارعي الهرم وفيصل بمحافظة الجيزة، والتظاهر عند الأهرامات “الذي سيكون صداه عالميًا بسبب مكانتها السياحية”، مؤكدًا أنه بهذا الأسلوب من التظاهر فإنه لن يكون لدى قوات الجيش والشرطة قدرة على الانتشار في محافظتي القاهرة والجيزة بالكامل.
أما المحور الثاني فيعتمد على التظاهر أمام وسائل الإعلام لإجبارها على تغطية المظاهرات، وأن تقول “البلد تحت إرادة الشعب”، بحسب تعبيره، موضحًا أن المتظاهرين عليهم الاقتداء بحركة “الضباط الأحرار” عام 1952 عندما سيطروا على المنابر الإعلامية، مشددًا على ضرورة التظاهر أمام مبنى التليفزيون الرسمي المعروف باسم “ماسبيرو” وسط القاهرة، مشيرًا إلى أن ذلك من مهمة سكان المناطق القريبة منه مثل شبرا والعجوزة وإمبابة والكيت كات والورّاق.
وعليه طالب المقاول المتظاهرين بالتوجه إلى مدينة الإنتاج الإعلامي غرب القاهرة، داعيًا سكان مناطق 6 أكتوبر وحدائق الأهرام ومحافظة الفيوم للتظاهر أمام بوابات المدينة التي تضم كل القنوات الفضائية الخاصة، مناشدًا المصريين من باقي المحافظات اعتماد الخطة نفسها بتجنب الميادين الكبرى، وقطع الطرق الرئيسية والتظاهر أمام المنابر الإعلامية في كل محافظة.
إعلان حالة الطوارئ القصوى
فرض حالة الطوارئ العامة وإلغاء الإجازات للضباط وأفراد الشرطة، تمركز للقوات في كل شارع تقريبًا، دوريات لعربات الشرطة تجوب الميادين والممرات العامة، تفتيش المارة والتقليب في هواتفهم المحمولة وحافظات نقودهم.. مظاهر كثفت السلطات المصرية منها على مدار الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات عن الدوافع والأهداف.
علاوة على اتخاذ بعض الإجراءات الأخرى التي تعكس حالة الهلع منها تأجيل مباراة كرة القدم بين الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي في بطولة دوري أبطال إفريقيا التي كان من المقرر لها الـ25 من يناير وترحيلها إلى اليوم التالي، السادس والعشرين.
اللافت للنظر أن تلك الاحتفالية جاءت برعاية وحماية صبري نخنوخ، أحد أشهر البلطجية في مصر، الذي خرج من السجن بعفو رئاسي من السيسي نفسه في مايو 2018
شهادات المصريين الموثقة عن تعرضهم للتفتيش صباح مساء لا سيما في منطقة وسط البلد، ساحة الجولة الأولى من معركة يناير قبل 9 سنوات، وما تخللها من أسئلة ربما ليس لها إجابة، تشير كذلك لحالة القلق التي تسيطر على المشهد، هذا بجانب إجبار أصحاب المقاهي في تلك المنطقة وشوارعها على الغلق منذ مساء 24 من يناير وحتى ظهر 26 من يناير، بحسب روايات بعض أصحابها ممن وجهوا تعليمات لمرتاديها بالغلق خلال تلك الفترة وبالسؤال عن السبب كانت الإجابة “تعليمات الأمن”.
حالة من القلق البين خيمت على أجواء المشهد السلطوي في المحروسة، وذلك رغم السخرية والتقليل من شأن دعوات التظاهر، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاستهزاء بهذا التناقض الذي يتعارض شكلًا ومضمونًا مع شعارات الوصول بالثورة وشبابها إلى الحالة “صفر”.
مكايدة سياسية
في الوقت الذي تفشل فيه السلطات في إقامة مباراة كرة قدم بحضور جماهيري لا يتجاوز العشرة آلاف متفرج، إذ بها تفتح ساحات إستاد القاهرة الدولي أمام ما يزيد على 80 ألف مصري بحسب ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية لما سمي بـ”احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية”.
ورفع المشاركون – وفق الصور التي نشرتها المواقع الإخبارية الداعمة للنظام، أعلام الدولة المصرية وصور الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولافتات مكتوب عليها “تحيا مصر”، وسط أجواء حماسية على نغمات الأغاني الوطنية، فيما تم ترديد شعارات داعمة للسيسي وللنظام وللشرطة والجيش.
يذكر أن مجلس القبائل هذا كان قد عقد مؤخرًا مؤتمرًا حاشدًا، بمدينة قنا (جنوب)، لدعم وتفويض السيسي لمواجهة ما أسموه “التحديات الراهنة” بحضور عدد كبير من رموز عائلات وقبائل محافظات صعيد مصر ونواب البرلمان وبمشاركة عدد من الإعلاميين منهم فهمي عمر ومصطفى بكري عضو مجلس النواب.
اللافت للنظر أن تلك الاحتفالية جاءت برعاية وحماية صبري نخنوخ، أحد أشهر البلطجية في مصر، الذي خرج من السجن بعفو رئاسي من السيسي نفسه في مايو 2018، رغم الحكم عليه بـ28 عامًا، بسبب اتهامه بالبلطجة وحيازة أسلحة ومخدرات، وهي الاتهامات التي وثقت بالصوت والصورة حينها.
زخم على السوشيال
ربما لا تعكس منصات التواصل الاجتماعي الصورة الكاملة لما يدور في الشارع، لكنها ورغم ما يحيط بها من أوجه قصور وشكوك، يمكن الاعتماد عليها نسبيًا في تقديم صورة مقاربة للواقع، بحسب رأي الخبراء والمتخصصين في علوم الإعلام والرأي العام وتكنولوجيا الاتصال، ومن ثم تلجأ إليها بعض الأنظمة والشركات المتخصصة لقياس توجهات الرأي العام بين الحين والآخر.
The greatest Egyptian revolution.#ثوره_الغضب_25 pic.twitter.com/c4HHNPh6Xr
— Mohamed Samir Elbana (@medoelbana1) January 25, 2020
جولة سريعة على مواقع السوشيال ميديا في مصر خلال الأيام الماضية تكشف حالة من الزخم الثوري التي فرضت نفسها على المشهد بصورة تتشابه وأجواء ما قبل الخامس والعشرين من يناير 2011، حيث الصور الموثقة لبطولات الثوار وتصديهم لبلطجية نظام مبارك والافتخار بالمشاركة في الثورة والتأكيد على الإيمان بها رغم محاولات التشويه الممنهج.
Together we stand, divided we fall.#ثوره_الغضب_25#25Jan pic.twitter.com/t6KSmbKGtC
— Noha (@Noha_Elshawadfy) January 25, 2020
عشية الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير، اكتسحت وسوم الثورة والدعوة للنزول قائمة الأكثر تداولاً على موقع “تويتر” في مصر، حيث دعا من خلالها الكثيرون إلى المشاركة في التظاهرات والمطالبة برحيل السيسي وتحقيق أهداف الثورة المسلوبة بحسب تعبيرات النشطاء.
ستظل #ثورة_يناير في مصر أجملَ وأنبلَ الثورات في التاريخ المعاصر، وسيظل فراعنة الثورة المضادة في مصر وقاروناتها في الجوار أرذلَ وأنذلَ المتواطئين على كرامة هذه الأمة ومكانتها بين العالمين. لكن هيهات أن تذبل جذوة الأمل، أو تلين إرادة الأحرار، أو يضيع سعيُ الأبرار #ثورة_الغضب_٢٥ pic.twitter.com/FH2hyCKGrd
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) January 24, 2020
وتصدرت وسوم “#ثورة_يناير_تجمعنا” و”#ثورة_الغضب_25″ و”#Jan25″ و”#نازلين_يوم_25″ قائمة الأكثر تداولاً، وتضمنت حكايات وقصص لبعض المشاركين في الثورة قبل 9 سنوات، فيما حوت أخرى على مناقشات ثرية عن أسباب عدم تحقيق مطالب الثورة وضياعها والتفريط فيها.
let’s do it again??
#ثوره_الغضب_25 pic.twitter.com/lTaODQObl1— GHADA? (@GhadaMo63753011) January 25, 2020
وعن طريق حساب اسمه المصري كتب صاحبه يقول: “بالله عليكم تلبّوا النداء عاوزين بكرة يبقى أحلى يوم لينا وأسود يوم على #السيسي وعصابته.. مش عاوزين نقعد في بيوتنا وننتظر الناس تنزل.. مفيش حراك من غيرنا.. انا وانت الناس اللي هتقود الشوارع وتنضم لينا الناس الغلابة والبسيطة.. ربنا معانا والشعب هو الأقوى.#نازلين_يوم25 #ثوره_يناير_تجمعنا”.
السلام على خير يوم طلعت فيه شمس مصر
السلام على القابضين على جمر الأمل رغم الهزيمة
السلام على الثابتين على إيمانهم بالثورة رغم كفر الكثيرين بها
السلام على يناير وأهلها ومن أحبها ومن شارك فيها ومن بقى منها#ثوره_الغضب_25 #25Jan
#٢٥_يناير pic.twitter.com/5kFGP6xlJz— أسامة جاويش Osama Gaweesh (@osgaweesh) January 25, 2020
فيما غردت نور صبري عن الشهداء: “#ثوره_يناير_تجمعنا.. الورد اللي فتح في جناين مصر أعظم وأنظف من أنجبت مصر ماتوا من أجل الحرية والكرامة.. افتكروهم #لساها ثورة. ذكرى_ثورة_25_يناير”، أما الحساب الذي يحمل اسم أيمن فعلق قائلًا: “السلام على الخامس والعشرين من يناير ومن وقف حينها ومن آمن بها ومن مات فداءً لها، نرددها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ونشهد أن لا ثورة إلا ثورة 25 يناير.
وهتف حساب “البطل المقداد”: “تحيا مصر بالشباب.. تحيا مصر من غير كلاب.. تحيا مصر من غير سجون.. تحيا مصر من غير هوان.. تحيا مصر ومصر تحيا.. وربي يحميها من كل نحيا.. تعيشى يبلدى حر.. وشبابك فوق جبين تاجك أحلى درة.
بينما غردت مريم: “#ثورة_الغضب_25.. وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد.. ثورة على الفساد والظلم والطغيان.. ثورة على الانقلاب.. ثورة حتى إسقاط الانقلاب.. ثورة حتى خروج كل الأحباب من المعتقلات.. ثورة حتى رجوع كل المطاردين.. ثورة حتى القصاص من القاتل وسفك الدماء.. ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر”.
وتمنت “ناشطة غير سياسية”: “ياللي خايف لتتكرر 25؛ صدقني الموجة اللي جاية هتبقى أقوى من 2011. 2011 جابتك لكن اللي جاية هتشيلك وهتشيل أمثالك من على أرضك يا مصر.
“التغيير حتمي وقادم لكن شكله غير معلوم، فثورة 25 يناير نفسها لم يكن مخطط لها بالكيفية التي حدثت”
لماذا هذا القلق؟
لم تكن دعوات الفنان المقاول مدعاة القلق بالنسبة لنظام السيسي، فالأكثرية من الشباب الثوري ربما لا يعيرون لتلك الدعوات اهتمامًا، وإن ساهمت بشكل أو بآخر في تحريك المياه الراكدة في بحيرة الثورة الخامدة، غير أن الأوضاع وما وصلت إليه من تدنٍ لا سيما على المستوى الحقوقي كانت الشرارة التي أشعلت نيران الاحتقان في الصدور مرة أخرى.
هذا بخلاف استشعار المصريين بالخطر حيال مستقبلهم الذي بات على المحك بسبب الفشل في التعامل مع بعض الملفات التي تهدد أمن البلاد القومي، وعلى رأسها ملف سد النهضة والتفريط في الغاز المصري لصالح قبرص واليونان و”إسرائيل”، هذا بجانب خشية تكرار التجربة اليمنية مرة أخرى، عبر توريط الجيش المصري في الحرب بليبيا.
علاوة على ذلك خنق مجال الحريات السياسية والإعلامية واستهداف المنابر الثقافية وتضييق الأفق والتنكيل بكل من يغرد خارج السرب، حتى بات ما يقرب من 60 ألف مصري داخل السجون والمعتقلات جراء آرائهم السياسية، وهو المناخ الذي حول البلاد إلى سجن كبير للصحفيين وأصحاب الرأي من السياسيين وغيرهم.
القارئ لصفحات التاريخ يكتشف أن الثورات لا موعد ولا مكان ولا خريطة لها، وكما حدثت ثورة يناير دون أي مؤشرات فإن تكرارها مسألة محتملة خاصة في ظل توافر مقوماتها
هذا الوضع غير المستقر أبقى على جذوة ثورة يناير ومطالبها – التي لا تزال معلقة في أعناق الشباب (عيش – حرية – كرامة إنسانية) – مشتعلة في صدور كل من شارك فيها، وبصرف النظر عن دعوات الفنان المقاول أو غيره، فإن القلق الذي يسيطر على النظام يتمحور في المرتبة الأولى في بقاء بارود الثورة تحت بركان الغضب والاحتقان الذي يتزايد كل يوم.
المحامي والحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قال: “الثورة ليست لحظة عابرة، المصريون عاشوا لحظات حرية في 25 يناير، والآن عندما سلبت منهم هذه الحرية أصبحوا غير راضين، نعم الثورة لم تحقق شعاراتها وأهدافها، لكنها ما زالت موجودة في نفوس المصريين”.
ويرى في حديث مع “بي بي سي عربي” أن “المشهد في مصر حاليًّا يتمحور في سلطة وثورة مضادة مذعورة مقابل شعب غاضب”، مضيفًا “أسباب التغيير في مصر ما زالت قائمة، فالثورة المضادة التي يمثلها النظام الحاليّ تعد أكثر قمعًا وإهدارًا للمال العام، فهناك زيادة في الفقر والقمع السياسي”.
ويعتبر المحامي الذي تعرض لاعتداء قبل فترة على أيدي بعض أفراد الأمن كما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “الثورة مستمرة في قلوب ملايين المصريين، خاصة الشباب”، ويضيف “لا يُقمع خانع، وما تمارسه السلطة قد يوفر لها الاستمرار لبعض الوقت، لكن لن يضمن لها الاستقرار كامل الوقت”، واختتم قائلًا: “التغيير حتمي وقادم لكن شكله غير معلوم، فثورة 25 يناير نفسها لم يكن مخطط لها بالكيفية التي حدثت”.
فيما غرد الشاعر عبد الرحمن يوسف قائلًا: ” كل عام وأنتم بخير.. مسألة وقت”، فيما اعتبر الناشط ممدوح حمزة أيام يناير الـ18 بأنها أسعد أيام الدولة المصرية على الإطلاق خلال الآونة الأخيرة، مؤكدًا في تغريدة له أنها حقيقة لا يمكن أن يمحوها الكارهون، وتابع ” اتنسوا أن من تراثنا ملحمة صبر أيوب”.
ثورة يناير العظمي حقيقة لن يمحيها الكارهين
تعزينا لاهالي الشهداء الذين قتلوا بالغدر
كل الحب والمودة والاحترام للمصابين والمعتقلين والمضطهدون
ولا تنسوا ان من تراثنا ملحمة صبر أيوب— Mamdouh Hamza (@Mamdouh_Hamza) January 25, 2020
كل عام وأنتم جميعا بخير.. مسألة وقت !
— الشاعر عبدالرحمن يوسف (@arahmanyusuf) January 25, 2020
القارئ الجيد لصفحات التاريخ يكتشف أن الثورات لا موعد ولا مكان ولا خريطة لها، وكما حدثت ثورة يناير دون أي مؤشرات فإن تكرارها مسألة محتملة خاصة في ظل توافر مقوماتها، الأمر لم يتقصر على 25 يناير كيوم محدد لقيام الثورة، لكن الأكثر تأثيرًا أن أيقونة الثورة تلك مضيئة في نفوس المؤمنين بها، أما فيما يتعلق بالتوقيت والآليات فلا معايير لها مهما كانت القبضة الأمنية والاستعدادات السلطوية.. هكذا يقول التاريخ وبذا يؤمن الأحرار في كل مكان وزمان.