ترجمة وتحرير نون بوست
في الذكرى التاسعة للثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسنى مبارك من السلطة، يقبع العديد من أبرز قادتها الآن خلف قضبان السجون، فوفقًا لهيومن رايتس ووتش تعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للاعتقال التعسفي وحُكم على المئات بالإعدام في محاكمات جماعية عام 2013 عندما أطاح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي في انقلاب عسكري.
والآن ينكر الرئيس السيسي أن مصر بها أي سجين سياسي، فقد بررت حكومته تلك الحملة ضد المعارضة بأنها حرب على الإرهاب، وإليكم نبذة عن 10 شخصيات بارزة لثورة 25 يناير اعتقلوا لأسباب سياسية.
إسراء عبد الفتاح
تقبع إسراء عبد الفتاح – 41 عامًا – رهن الاحتجاز منذ أكتوبر الماضي وهي من أشهر قادة الثورة، كانت صحتها قد تدهورت في أعقاب إضرابها عن الطعام الذي بدأته يوم 8 من ديسمبر احتجاجًا على فشل السلطات في التحقيق بالدعوى التي رفعتها بشأن تعذيبها.
اعتقلت إسراء في الـ12 من أكتوبر وألحقت بقضية تضم مجموعة من المعارضين وتتهمهم بالانضمام لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام السوشال ميديا لكنها أنكرت جميع التهم، كان اعتقالها قد حدث في أعقاب حملة واسعة للسلطات بعد سلسلة من الاحتجاجات في شهر سبتمبر بسبب أكبر عرض علني معارض لحكومة السيسي منذ سنوات.
اندلعت التظاهرات يوم 20 من سبتمبر بسبب مزاعم الفساد التي نشرها الممثل والمقاول محمد علي ضد السيسي وكبار الضباط في الجيش، لكن إسراء لم تنضم لتلك التظاهرات، اشتهرت إسراء بعد مشاركتها في تأسيس حركة 6 أبريل في 2008 مع أحمد ماهر لتعزيز حقوق العمال وحشد المصريين للمطالبة بالديمقراطية.
كانت الحركة من بين المنظمين الرئيسيين لتظاهرات 2011 والآن أصبحت محظورة، قبل اعتقالها في أكتوبر عملت إسراء كصحفية وخبيرة إعلام رقمي في جريدة اليوم السابع الموالية للحكومة.
علاء عبد الفتاح
يعد علاء عبد الفتاح – 37 عامًا – من أبرز الأصوات اليسارية في مصر ويقبع في السجن منذ 29 من سبتمبر 2019 للمرة الثانية، ويواجه تهمًا بالانضمام لجماعة محظورة ونشر معلومات كاذبة، ووفقًا لمحاميه فقد تعرض عبد الفتاح للضرب والتهديد والسرقة منذ اعتقاله.
اعتقل عبد الفتاح سابقًا بتهمة التظاهر دون تصريح في 2013 وأطلق سراحه في مارس 2019، لكن الإفراج كان مشروطًا بأن يقضي كل ليلة في مركز الشرطة التابع له لمدة 5 سنوات، وهناك تعرض للاعتقال في سبتمبر.
يقول محاموه إن الضباط عصبوا عينيه عند اعتقاله ونقلوه من قسم الدقي إلى سجن طرة شديد الحراسة، وهناك تعرض للصفع والركل عند دخوله باب السجن وأمروه بالتجرد من ملابسه ثم أجبروه على السير وسط ممر من الأشخاص الذين استمروا في ضربه على ظهره وقفاه لمدة 15 دقيقة، وبعد أن توقف الضرب عصبوا عينيه مرة أخرى وأخذوه إلى مقابلة الضابط الذي قال له إنه يكره الثورة ويكرهه.
ماهينور المصري
تعمل ماهينور المصري – 34 عامًا – محامية وحصلت على جائزة حقوق الإنسان، تعرضت للاعتقال 3 مرات منذ أن جاء الرئيس السيسي للحكم، كان اعتقالها الأخير في 24 من سبتمبر من أمام مقر النيابة العامة حيث كانت تدافع عن أحد موكليها ضد تهم الانضمام لتظاهرات محظورة.
وفقًا لزملائها فقد اختطفها رجال أمن بملابس مدنية من أمام النيابة في حافلة صغيرة واتضح لاحقًا أنها تعرضت للاعتقال، وبالإضافة إلى مهنتها في القانون فقد كانت ماهينور ناشطة ديموقراطية بارزة وشاركت في تنظيم العديد من الاحتجاجات وأحداث التضامن مع السجناء السياسيين والمطالبة باستقلال القضاء.
تعرضت ماهينور للاعتقال مرتين قبل تلك المرة في عامي 2015 و2017 بتهم تتعلق بمشاركتها في الاحتجاجات التي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
زياد العليمي
اعتقل زياد العليمي أحد أبرز وجوه الثورة في يونيو 2019 مع العديد من النشطاء الليبراليين واليساريين، يعمل العليمي في المحاماة وهو عضو سابق في البرلمان، في أثناء ثورة 2011 كان العليمي عضوًا والمتحدث الرسمي باسم المجموعة التي نظمت الاحتجاجات وهي “تحالف الشباب الثوري”.
تقول والدة العليمي إنه تعرض للاعتقال من ضباط بملابس مدنية من منزل صديق له في حي المعادي، وقد حذر أصدقاؤه من أنه يعاني من السكر وارتفاع ضغط الدم والربو مما قد يؤدي إلى تدهور حالته في السجن.
محمد القصاص
كان محمد القصاص أحد أبرز أعضاء تحالف الشباب الثوري الذي شارك في تنظيم مظاهرات 2011، تعرض القصاص للاعتقال في 8 من فبراير 2018 واتُهم بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة ونشر أخبار كاذبة، كما أضُيف للقضية 977/2017 التي تضم العديد من النشطاء والمدونين والصحفيين.
القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية، ذلك الحزب الذي دعا إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية عام 2018 التي خاضها السيسي دون منافسة، تم إطلاق سراحه في 8 من ديسمبر بعد أن قضى عامين بالحبس الانفرادي، ثم أعيد اعتقاله في 21 من يناير 2020 فيما وصفته جماعات حقوق الإنسان بإعادة تدوير قضية سابقة.
تستند القضية الحاليّة وفقًا لجماعات حقوق الإنسان على تحقيقات الأمن الوطني فقط وتتهم القصاص بتنظيم اجتماعات داخل زنزانته الانفرادية في السجن والانضمام لجماعة محظورة وتمويلها من داخل السجن.
عبد المنعم أبو الفتوح
أسس عبد المنعم أبو الفتوح حزب مصر القوية بعد استقالته من جماعة الإخوان المسلمين في 2011 بسبب خلافات مع قادته، كان أبو الفتوح من بين قادة الإخوان الذين دعموا ثورة 25 يناير وشارك في أولى الاحتجاجات.
كان أبو الفتوح رهن الاحتجاز منذ فبراير 2018 بتهمة نشر أخبار كاذبة تضر بالأمن الوطني، ومنذ ذلك الحين يقبع في الحبس الانفرادي في سجن طرة في زنزانة حجمها 2*3 متر، خاض أبو الفتوح الانتخابات الرئاسية في 2012 وحصل على المركز الرابع بنسبة 17.4%.
من المعتقد أنه تعرض للاعتقال بسبب مقابلاته التليفزيونية مع صحفيين من لندن قبل اعتقاله بشهر تلك المقابلات التي انتقد فيها السيسي واستبعاده لجميع المنافسين المحتملين ليه.
محمد البلتاجي
يعد محمد البلتاجي الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين وأحد الشخصيات السياسية التي دعمت وشاركت في الثورة في ميدان التحرير، كان البلتاجي عضوًا بالبرلمان في 2005 و2012 وعمل كطبيب ومحاضر سابق في كلية الطب بجامعة القاهرة.
الآن يقبع في زنزانة انفرادية بسجن شديد الحراسة منذ 2013، كان البلتاجي قد حكم عليه بالإعدام 3 مرات خلال الـ6 سنوات السابقة ويواجه أحكامًا بالسجن تتجاوز 170 عامًا، كانت ابنته أسماء – 17 عامًا – من بين المئات الذين قتلوا في فض اعتصام رابعة العدوية الوحشي في 14 من أغسطس 2013 بينما كانت تتجه للمستشفى الميداني لتضميد الجرحى.
أما ابنه أنس فهو قيد الاعتقال منذ ديسمبر 2013 رغم أنه حصل على البراءة في قضيتين من القضايا المرفوعة ضده وقضى أكثر من ثلثي المدة في القضية الثالثة، ووفقًا لمنشور كتبته والدة أنس على فيسبوك فهو يقبع في الحبس الانفرادي منذ اعتقاله ولا تعلم عنه أي شيء.
قال البلتاجي في جلسة استماع له في مارس العام الماضي أنه أصيب بسكتة دماغية سببت ارتخاءً في ذراعة الأيمن وأثرت على نطقه وتركته فاقدًا للوعي، وقال أن الأشعة فوق الصوتية والسينية ورعاية المتابعة التي وافق عليها الطبيب المتابع لحالته لم تقدم له لأكثر من شهرين بعد إصابته.
شادي الغزالي حرب
كان شادي الغزالي حرب أحد أبرز شباب الثورة في 2011 ومن منظمي الاحتجاجات ضد مرسي – أول رئيس منتخب بعد مبارك – ودعم عزله على يد الجيش في 2013، ومنذ ذلك الحين ينتقد السيسي، تعرض حرب للاعتقال في مايو 2018 وهو الآن محتجز بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة والدعوة إلى أعمال إرهابية.
كانت الأدلة على التهم تتضمن تغريدات على تويتر انتقد فيها عدد من قرارات السياسة الخارجية للسيسي بما في ذلك التخلي عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية واتفاقية تبادل الغاز بين مصر و”إسرائيل”.
هدى عبد المنعم
تعمل هدى عبد المنعم – 60 عامًا – محامية وناشطة حقوق إنسان وقد تعرضت للاعتقال منذ 1 من نوفمبر قبل عام وهي الآن في سجن القناطر للنساء الذي يقع في محافظة المنوفية شمال القاهرة، كان لهدى دور بارز في ثورة 2011 فقد قادت تظاهرات النساء وكانت من أولى التظاهرات التي وصلت التحرير يوم 25 يناير.
كانت هدى عضوًا في المجلس الوطني لحقوق الإنسان لكنها استقالت من تلك المؤسسة الحكومية بعد أن تولى السيسي السلطة في 2013، قبل اعتقالها كانت هدى تقدم المساعدات القانونية لأسر الأشخاص الذين وقعوا ضحايا للاختفاء القسري في مصر.
وكجزء من جهودها لتوثيق حالات الاختفاء القسري تطوعت هدى كمستشارة للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات وهي منظمة بارزة لحقوق الإنسان، اختفت هدى 21 يوما بعد اعتقالها وقبل ظهورها في مقر نيابة الأمن الوطني في أواخر نوفمبر متهمة بالانضمام لجماعة محظورة والتحريض ضد الاقتصاد القومي.
تعتقد منظمة العفو الدولية أن نشاط هدى وكونها عضوًا في فريق الدفاع في العديد من قضايا حقوق الإنسان هو السبب في اعتقالها.
عصام سلطان
يعد عصام سلطان – 56 عامًا – محاميًا وسياسيًا مصريًا، وهو نائب رئيس حزب الوسط الذي أسسه عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين، انتُخب سلطان عضوًا في أول برلمان بعد الثورة، وكان أحد أبرز الشخصيات المعارضة قبل الثورة وعضو حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير.
عارض سلطان الإطاحة بمرسي في 2013 وكان ممن اعتقلوا مباشرة بعد الانقلاب، ويقبع الآن بزنزانة انفرادية في سجن العقرب سيئ السمعة منذ اعتقاله في يوليو 2013.
المصدر: ميدل إيست آي