تجارب فرنسا النووية في الجزائر تلاحق باريس

Gerboise-Bleue

طالبت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، بفتح تحقيق دولي في “الكارثة الإنسانية التي خلفتها التجارب النووية التي قامت بها فرنسا في الصحراء الجزائرية عام 1961”.

وفي بيان لها، اليوم الجمعة، قالت الرابطة، “منذ عام 2009 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن يوم 29 أغسطس يومًا دوليًا لمناهضة التجارب النووية، ولهذا فإننا نكشف للرأي العام الوطني والدولي هول التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، من حيث الأخطار الإشعاعية المميتة على الصحة العمومية والبيئة والتي ستمتد تأثيراتها عبر الأجيال”.

وانتقدت الرابطة ما أسمته “صمت” الحكومة الجزائرية والبرلمان حيال “المآسي التي خلفتها التجارب النووية في الصحراء”، قائلة إن “الحكومة والبرلمان غير مبالين بما جرّته التجارب الفرنسية على مواطنين جزائريين أبرياء تواجدوا بمنطقة الإشعاعات”.

وفي هذا الصدد، دعت الرابطة إلى فتح تحقيق دولي في “حالة الأجساد التي شوهت”، معتبرة أن ملف التجارب النووية في الجزائر “ثقيل ولم يغلق بعد”.

ويعاني سكان منطقة رقان، بحسب الرابطة، “من ارتفاع عدد الوفيات بسبب السرطان، وظهور حالات العمى خاصة لدى الذين أخذهم الفضول لمشاهدة التجارب الفرنسية آنذاك، والوفيات المتكررة للأطفال عند الولادة وبعضهم لديه تشوهات خلقية، ناهيك عن ظهور حالات العقم”.

وفي صبيحة يوم 13 فبراير عام 1960، أجرت فرنسا تجارب نووية في صحراء الجزائر، حيث فجّرت القنبلة الأولى تحت اسم “اليربوع الأزرق”، بطاقة تفجيرية ضخمة بمنطقة حموديا، بحسب صحف جزائرية. 

وكان سكان منطقة رقان الواقعة بالجنوب الغربي الجزائري في صباح يوم 13 فبراير 1960 قد استيقظوا حوالي الساعة السابعة وأربع دقائق على وقع انفجار ضخم ومريع جعل من سكان الجزائر حقلاً للتجارب النووية وقام بتحويل أكثر من 42 ألف مواطن من منطقة رقان ومجاهدين، حكم عليهم بالإعدام، إلى فئران تجارب للخبراء الإسرائيليين ولجنرالات فرنسا.

وكان جنرال فرنسي عرفته صحف جزائرية باسم “لافو” قد صرح أن اختيار منطقة رقان لإجراء تجربة القنبلة الذرية، وقع في يونيو 1957 حيث بدأ التجهيز لها سنة 1958 وفي أقل من ثلاث سنوات وجدت مدينة حقيقية برقان يقطنها 6500 فرنسي و3500 صحراوي كلهم كانوا يعملون بشكل جنوني لإنجاح إجراء التجربة النووية في الوقت المحدد!! قد بلغت تكاليف أول قنبلة ذرية فرنسية مليار و260 مليون فرنك فرنسي، تحصلت عليها فرنسا من الأموال الإسرائيلية بعد الاتفاقية المبرمة بين فرنسا وإسرائيل في المجال النووي.

 تمت عملية التفجير تحت اسم “اليربوع الأزرق”، تيمنًا باللون الذي تستخدمه إسرائيل لعلمها ولنجمة داوود وكذلك أول لون من العلم الفرنسي.

 هذا التفجير الذي سجل بالصوت والصورة جاء بعد الكلمة التي ألقاها شارل ديغول في نقطة التفجير بحموديا (65 كلم عن رقان المدينة)، قبل التفجير بساعة واحدة فقط، وتم نقل الشريط مباشرة من رقان إلى باريس ليعرض في النشرة الإخبارية المتلفزة على الساعة الثامنة من نفس اليوم بعد عرضه على الرقابة.

وكانت “اليربوع الأزرق” أول قنبلة نووية سطحية بقوة تجاوزت قنبلة هيروشيما باليابان عام 1945 بثلاثة أضعاف على الأقل، وبلغت عدد التجارب لاحقًا 17 تجربة معلنة.

ورغم مرور خمسة عقود على هذه التفجيرات، إلا أن الصحراء الجزائرية مازالت تحتضن بين رمالها عقارب نووية تتربّص بسكان الجنوب الذين ارتفعت بينهم الإصابة بمرض السرطان، الذي أرجعه الأطباء إلى التسريبات النووية التي تنبعث من منطقة “الأصفار”، التي كانت محل نقاط التفجير المركزية.

المصدر: الأناضول + مواقع جزائرية